أحبطت أجهزة الأمن، أمس، تنظيم المسيرة السلمية لحركة 6 أبريل، فى محافظتى القاهرةوالإسكندرية بعد أن حاصرت المتظاهرين فى الشوارع والميادين الرئيسية، واعتقلت نحو 35 من نشطاء الحركة، الذين كانوا يعتزمون تنظيم وقفتهم الاحتجاجية أمام مجلس الشعب. كانت مديرية أمن القاهرة أعدت خطة لمواجهة المتظاهرين، اعتمدت على تواجد جميع القيادات الأمنية فى الشوارع والميادين، وأشرف اللواء إسماعيل الشاعر، مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة، على عملية أحبطت المسيرة التى رفضت الأجهزة الأمنية تنظيمها، كما أحبطت أجهزة الأمن فى الإسكندرية مسيرة كان قد دعا إلى تنظيمها نشطاء حقوقيون فى ميدان المحطة فى الوقت الذى أقام فيه 3 محامين دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإدارى، اختصموا فيها حبيب العادلى، وزير الداخلية، واللواء إسماعيل الشاعر، لإلغاء قرار الأخير بعدم الموافقة على السماح لهم بتنظيم مسيرة سلمية فى شوارع القاهرة. شهدت الشوارع الرئيسية والمحيطة بمجلسى الشعب والشورى وميدان التحرير، أمس، أحداثاً ساخنة، بعدما أحاطها رجال الأمن ب«كردونات أمنية» وحواجز حديدية لمنع الوقفة الاحتجاجية. ونجحت مجموعة صغيرة من شباب 6 أبريل لم يتجاوز عددهم المائة فرد فى تنظيم الوقفة أمام مجلس الشورى، وانتشر عدد كبير من رجال الأمن ومنع المارة والسيارات من المرور بالشارع، ليتجمع المحتجون أمام مجلس الشورى بشارع قصر العينى، وهم يرددون بعض الشعارات الاحتجاجية، وأغنية «بلادى بلادى»، ليبدأ توافد آخرين من الشوارع الجانبية المحيطة بالمجلس، وحاصرت قوات مكافحة الشغب وجنود الأمن المركزى بقيادة اللواءين فاروق لاشين، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، وأمين عزالدين، مدير المباحث الجنائية، المتظاهرين، ونظمت كردوناً أمنياً حولهم لمنع تزايد عددهم وتوقفت حركة السير بشارع قصر العينى، واستمر المتظاهرون فى تريد الشعارات الاحتجاجية، مثل «يا حرية يا حرية فين الديمقراطية»، ونجح رجال الأمن فى فض التجمع، حيث اقتحم بعض رجال الأمن المرتدين ملابس مدنية التجمع وألقوا القبض على الشباب القياديين، ووقعت مشادات واعتداءات من رجال الأمن على الشباب المتظاهرين واستخدم جنود الأمن المركزى العصى لإبعاد المتظاهرين وفض الوقفة الاحتجاجية. انتقل المتظاهرون إلى شارع حسين عبدالقادر، لتتواصل عمليات القبض على الشباب المتظاهرين وبعض الصحفيين وتمت الاستعانة بالشرطة النسائية لإلقاء القبض على بعض المتظاهرات لتتعالى صرخاتهن أثناء الوقفة، وانتقلت الوقفة الاحتجاجية إلى ميدان التحرير، أمام المجمع، بعدها تم تفريق جميع المتظاهرين وإبعادهم عن المكان. وقال مصدر أمنى إن عدد الذين ألقى القبض عليهم 35 شخصاً وجار تحرير المحاضر اللازمة لهم بتهم التظاهر وأعمال الشغب، تمهيداً للتحقيق معهم فى النيابات المختصة. أضاف المصدر - الذى طلب عدم نشر اسمه - أن تلك المسيرات والوقفات الاحتجاجية تكدر صفو الأمن العام بالعاصمة وتؤدى إلى تعطيل حركة المرور، وأن أجهزة الأمن رفضت تنظيم المسيرة لدواعى الأمن والنظام. وقالت شاهدة عيان إن رجال الأمن احتجزوا المتظاهرين، دون الفصل بينهم داخل 3 سيارات ترحيلات، تمهيداً لنقلهم إلى أقسام الشرطة المختلفة لتحرير محاضر لهم.