مع تكرار الحوادث التى شهدها وحالات تبادل إطلاق النار فى مناطق قريبة منه، تحول مبنى وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» من صرح ضخم يبعث على الأمن والشعور بالثقة من يقظة رجاله إلى مصدر رئيسى من مصادر القلق، وتسرب الرعب إلى القلوب خشية وقوع أى عمل إرهابى فى أى حظة. وآخر الحوادث التى كان مسرحها «البنتاجون»، هو إصابة اثنين من رجال أمن وزارة الدفاع الأمريكية بجروح، عندما أطلق مسلح النار عليهما مساء أمس الأول عند أحد مداخل الوزارة قرب محطة للمترو، مما دفع المسؤولين بالوزارة إلى اتخاذ قرار بإغلاق المقر ومكاتب الوزارة على سبيل الاحتياط. وأكد رئيس شرطة «البنتاجون» ريتشارد كيفل أن مسلحاً اقترب من رجلى الأمن بكل هدوء، وبدلا من إبراز تصريح لدخول «البنتاجون» أخرج مسدساً وأطلق النار عليهما، مما دفع رجلى الأمن إلى الرد بإطلاق النار عليه مما أسفر عن مصرعه. وعقب الحادث مباشرة، تعطل نزول وصعود الركاب من وإلى محطة المترو الموجودة فى نفق ملاصقة للمدخل الرئيسى ل«البنتاجون» فى فرجينيا على الجانب الآخر لنهر بوتماك قبالة واشنطن بعدما أغلقتها السلطات. ولم يكشف كيفيل عن اسم المتهم إلا أنه أكد أنه تم التعرف عليه، ورفض الإجابة عن تساؤلات كثيرة للصحفيين خارج «البنتاجون» بشأن المتهم، واكتفى بالقول إنه مواطن أمريكى «حسب المعلومات المتوافرة لديه». وكانت الشركة التى تستثمر قطارات الأنفاق فى واشنطن أعلنت فى وقت سابق أن مسؤولين من «البنتاجون» اكتشفوا «طرودا مشبوهة» عند مشارف المحطة، فيما أعلن مسؤولون فى المترو أنه بعد وقوع الحادث مباشرة لم تعد قطارات المترو تتوقف فى محطة البنتاجون. وتظهر حساسية وخطورة المخاوف الأمنية عند سماع أى حادثة فى محيط «البنتاجون» من واقع كونه مكاناً استراتيجياً يضم مكاتب لإدارات الأسلحة الثلاث «الجيش والبحرية والقوات الجوية»، فضلاً عن مكتب وزير الدفاع ويعتبر هو الشعبة التنفيذية لحكومة الولاياتالمتحدة، ويتولى مهمة توجيه ومراقبة عمل القوات المسلحة ومعاونة رئيس الدولة فى شؤون الأمن القومى. وينقسم «البنتاجون» إلى أقسام فرعية رئيسية هى مكتب الوزير وقيادة الأركان المشتركة والإدارات العسكرية والقيادات الموحدة والمحددة ومجلس سياسة القوات المسلحة والوكالات. وعلى إثر هذه المعلومات تم تعزيز السور المحيط بالمبنى وأعيد بناء مدخل محطة المترو التابعة للوزارة لتعزيز أمنها، كما تم إغلاق سلم كهربائى يقود مباشرة إلى مدخل «البنتاجون» وبات على المسافرين الخارجين من المترو المرور بنقطة أمنية خارج المبنى، حيث يتولى عناصر أمن خلف زجاج واق من الرصاص بالتثبت من جوازات مرورهم.