صحف العالم: المصريون يختارون رئيسهم بنزاهة للمرة الأولى منذ 5 آلاف عام

اهتمت صحف العالم بالانتخابات الرئاسية في مصر، إذ اعتبرتها شبكة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، تمثل «حداثة الديمقراطية»، خاصة في الريف، مشيرة إلى أن مصر لم تختر رئيسًا لها بنزاهة وشفافية وحرية «منذ 5 آلاف عام».
وأضافت أنه كان يتم توجيه الناخبين في الماضي للإدلاء بأصواتهم من أجل نفس المرشح، سواء في المسجد أو أمام اللجان من الحزب الحاكم آنذاك، إلا أنهم الآن «يتحدثون ويبحثون عن المعلومات بجدية، ويعرفون أن وراء كل صوت حرب».
ووصفت الانتخابات الرئاسية التي تبدأ الأربعاء بأنها «عملية غير مثالية لكنها الأقرب للديمقراطية في تاريخ مصر»، مؤكدة أن كل من يتحدث عن الاستقرار الآن واهم، لأن مصر تشهد «تغيرًا دراميًا».
من جانبها، أفردت صحيفة «جارديان» البريطانية جزءًا من صفحتها الأولى لتغطية الحدث، مع صورة للجرافيتي الذي أعيد رسمه في شارع محمد محمود، بعد أن قامت السلطات بإزالته، وقالت الصحيفة إن المصريين يختارون اليوم قائدًا لهم «وللمرة الأولى تكون لأصواتهم قيمة حقيقية».
واعتبرت «جارديان» أن ظروف مصر كانت استثنائية خلال ال15 شهرًا الماضية، مؤكدة أنه للمرة الأولى، ينتخب المصريون دون معرفة من الفائز مقدمًا، مشيرة إلى التحذيرات التي انتشرت خوفًا من مزاعم التزوير، والتي طلبت من المواطنين إحضار أقلامهم الخاصة أثناء التصويت معهم.
من ناحيتها، خصصت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية ألبوم صور للمرشحين للرئاسة، ونبذة عن كل منهم، كما أشارت إلى أن مصر حفرت اسمها في التاريخ، بداية من الأهرامات، مرورًا بالثورة المصرية في يناير 2011، وانتهاء بالمناظرة بين المرشحين والانتخابات نفسها، وهو ما اتفقت عليه «واشنطن بوست» الأمريكية، التي رأت أيضا أن الانتخابات المصرية «تاريخية».
و تساءل ديفيد كينر في «فورين بوليسي» ما سيكون مصير الثورة إذا فاز عمرو موسى، وزير خارجية نظام مبارك، الأمين العام السابق للجامعة العربية، في انتخابات الرئاسة، مشيرًا إلى أن ما يجذب الناس في «الفلولي الطيب» موسى هو المهرجان الذي يظهر فيه، وليست الخطابة.
واعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» أن الانتخابات «التاريخية» مثيرة ومحبطة في نفس الوقت، إذ قالت إن الانتخابات الرئاسية كان من المفترض أن تُصبح أهم منجزات الثورة التي أطاحت بمبارك، إلا أن كثيرًا من المصريين لا يشعرون بارتياح، بل بمرارة نتيجة للانقسامات في نسيج المجتمع خلال الشهور التي سبقت الانتخابات، كما أن بعضًا منهم يشعر بالقلق من اندلاع أحداث عنف تعطل العملية برمتها، أو وجود تجاوزات في الأداء.
وأشارت إلى أن الانتخابات صراع بين المصريين الذين يريدون أن يحكمهم إسلامي، والآخرين الذين يريدون رئيسًا علمانيًا، ورغم ذلك، لا يتوقع أن تشوب العملية الانتخابية أي تزوير، على الأقل لن يكون كما شهدته الأعوام السابقة تحت حكم نظام مبارك.
من جانبها، أعدت شبكة «سي بي إس» الأمريكية تقريرًا بالفيديو عن الانتخابات «التاريخية»، التي ستجري في البلد التي حكمها «فراعنة وديكتاتوريون» منذ قديم الأزل، مشيرة إلى أن خطوة كتلك «يمكن أن تعني الكثير بالنسبة لدور الولايات المتحدة الأمريكية في العالم العربي».
وقالت إن البعض متحمس بسبب الديمقراطية التي لم يشهدوها منذ عقود، إلا أن البعض الآخر يبدو متحمسًا، وربما «هوسًا» بالمرشحين، وسط دراما واضحة وحيرة بين التصويت للفلول ورموز النظام السابق، أو التصويت لإسلاميين، وهو ما اتفق عليه تقرير «بي بي سي» الذي قال إن المصريين يختارون بين الإسلام والاقتصاد، بين مرشح يعدهم بتطبيق الشريعة الإسلامية، وآخر بتحسين أوضاعهم الاقتصادية.
صحيفة «إندبندنت» البريطانية أشارت إلى توجه المصريين إلى صناديق الاقتراع، موضحة أن كثيرًا منهم سيمنحون أصواتهم «لخليفة مبارك في أول انتخابات ديمقراطية حقيقية تشهدها مصر».
وقالت الصحيفة البريطانية إن ثورة مصر «أكملت دورتها الأربعاء بتوجه المصريين للاقتراع في انتخابات ربما تغير وجه الشرق الأوسط بأكمله»، وذلك بعد عام من «سفك الدماء والاضطرابات السياسية والشك المتبادل بين مؤيدي الثورة».
من ناحية أخرى، اعتبرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن التصويت الأربعاء سيغير معنى الديمقراطية بالنسبة للعالم العربي، كما أنها أكبر اختبار للعملية الانتقالية من حكم الديكتاتورية المدعوم من الجيش إلى الحكم المدني الديمقراطي.