«ماكر، سادى، خبيث، شرير، ساحر.. قدم خدمات للقوات النازية فاشتهر بلقب (صائد اليهود)، يقتل أى شخص يعترض طريقه، ويستمتع بذلك.. يدمن دور المخبر، فهو يبحث عن المنازل التى تخبئ اليهود الهاربين من جحيم النازية.. سيكون مسرورا لو انهارت ألمانيا طالما سيحصل على فائدة مقابل ذلك، يبدو مثقفا ويجيد التحدث بأربع لغات هى: الألمانية، والفرنسية، والإنجليزية، والإيطالية».. هذه هى مواصفات شخصية «كولونيل هانز لاندا» فى فيلم «أوغاد مغمورون» 2009 تأليف وإخراج «العبقرى كوينتن ترانتينو» الذى ظل يبحث عن ممثل لهذا الدور «المركب جدا»، فلم يجد سوى «كريستوف فالز» ليجسده ويفوز عنه بسبع وعشرين جائزة حتى الآن، أهمها أحسن ممثل فى دورة مهرجان «كان» الماضية، وأحسن ممثل مساعد فى «جولدن جلوب» و«بافتا»، ويكاد يكون الوحيد الذى يضمن الفوز بجائزة أحسن ممثل مساعد فى دورة مهرجان «أوسكار» ال82 التى تعلن جوائزها فى 7 مارس المقبل. «فالز» مولود فى 4 أكتوبر 1956 فى فيينا بالنمسا لأبوين يعملان مصممى ديكور فى الأعمال التليفزيونية النمساوية، كما كان جداه ممثلين. درس التمثيل فى معهد «ماكس رينارد» فى فيينا، واستكمل الدراسة فى مسرح «لى ستراسبرج» فى نيويورك، وهو يتقن فعلاً التحدث باللغات الأربع التى احتاجها الدور، أى أنه لم يتعلمها من أجل الفيلم، ولم يحفظ الحوار «وخلاص» ليجسد الشخصية. ورغم أنه ممثل تليفزيونى فى بلده، وله أعمال قليلة جداً فى السينما النمساوية والألمانية، فإن أداءه لدور «هانز لاندا» أدخله التاريخ، وأجبر النقاد فى العالم على مقارنته بأداء آلهة التمثيل فى السينما، فأداؤه ينتمى إلى مدرسة «روبرت دى نيرو» و«مارلون براندو» التى تعتمد على «روح» الشخصية أكثر من ملامحها الخارجية، وفيها يترك الممثل نفسه «تتشرب» بالتفاصيل الصغيرة حتى تصل إلى كل «مسام» جسده وروحه، ثم يتصرف بطبيعية وتلقائية بشخصيته فى الفيلم، فلا يشعر المشاهد أنه يمثل، وقد وصل إتقان «فالز» فى تجسيد الشخصية إلى أن مشهده مع «شوشانا» فى الحفل اعتبره السينمائيون من أفضل عشرة مشاهد قدمت فى تاريخ السينما.