خبراء: التغيرات المناخية تهدد بانهيار أكثر من 300 ألف منزل

«أكثر من 300 ألف عقار مهددة بالانهيار بسبب التغيرات المناخية فى مصر».. هذا هو ما أكده خبراء العقارات، وذلك فى ظل غياب ما وصفوه بمنظومة إدارة الأزمات، وتراجع دور الجهات الرقابية فى القيام بدورها بالإشراف والصيانة على المبانى، وأشاروا إلى أن تصميم البنية الأساسية يعتمد وفق المنهج العلمى على قياس معدلات وغزارة هطول الأمطار فى المنطقة المراد فيها إقامة المبنى، والتى يتحدد بناء عليه عمر وسلامة المبنى.
اعتبر المهندس حسن جمعة، رئيس جمعية الحفاظ على الثروة العقارية، شدة هطول الأمطار التى حدثت مساء أمس الأول، بمثابة «إنذار خفيف» بتغيرات مناخية يتعرض لها العالم أجمع، ومصر بصفة خاصة، حيث تهدد على حد قوله بانهيار ما يقرب من 300 ألف عقار فى مصر، وهى إجمالى العقارات الصادر لها قرارات إزالة كلية أو جزئية، أو ترميم أو تنكيس، والمتداول أوراقها فى ساحات المحاكم، فضلاً عن المنازل العشوائية، غير المرخصة فى الأحياء الشعبية، وكذلك المبنية بالطوب اللبن، وفى مخرات السيول، وفى حرم السكة الحديد، وجميعها للأسف موصلة بالمرافق والخدمات من مياه وكهرباء بمعرفة الأحياء التابعة لها.
وقال: «يهدد تكرار هطول الأمطار بغزارة بتدمير جزء كبير من ثروتنا العقارية، خاصة فى ظل فقداننا المفهوم الصحيح لإدارة الأزمات، خاصة فى المجال العقارى، وهو ما بدا لنا بوضوح فى انهيار المبانى المقامة فى مخرات السيول فى سيناء وأسوان مؤخراً، والتى شردت عشرات الأسر، فضلاً عن العقارات المقامة فى شوارع وسط القاهرة.
وعن أثر تشبع جدران المبانى بمياه الأمطار قال: «عندما تتشبع التربة المقامة عليها العقارات بمياه الأمطار إما أن يحدث هبوط أرضى ينهار معه العقار بالكامل، أو أن تتشرب أساسات تلك العقارات مياه الأمطار، فتتشبع بها الخرسانة المسلحة، وتنفصل عن الطوب، ثم يبدأ يتشقق وتظهر فيه الشروخ، وهو الأمر الذى يحدث أيضاً فوق 90% من أسطح المنازل، التى تتراكم فوقها المياه، وتتشربها الخرسانة المسلحة ثم تتسرب إلى الحديد المسلح، فيصيبه الصدأ، وتتساقط المياه من فوق الأسقف، كما أن 50% من أسقف منازل العقارات فى مصر يسيىء السكان استغلالها، بوضع أخشاب ومخلفات تعوق محاولات شفط المياه من فوقها أو صيانتها، كذلك لا يوجد فوقها مواسير لصرف تلك المياه، بما يهدد بانهيارها فوق رؤوس السكان».
وأكد الدكتور أحمد الحكيم، خبير هيئة التعاون الدولى اليابانى «JICA» أن تصميم البنية الأساسية يتم وفق دراسات تعتمد على حصر وقياس شدة ومعدل هطول الأمطار فى المنطقة المفترض إقامة المبنى فيها، وذلك بالرجوع إلى سجلات هيئة الأرصاد الجوية.
وقال: «المشكلة الحقيقة فى تأثر المبانى بسقوط الأمطار تظهر فى المناطق العشوائية، التى تحتاج وفق الدراسات المعدة إعادة تسكين جميع مواطنيها.