ساد الفرح مختلف المدن الفلسطينية اليوم الاثنين، عقب بدء تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، في إطار خطة السلام التي ترعاها مصر والولايات المتحدة، والتي تتزامن مع انعقاد قمة شرم الشيخ للسلام بمشاركة قادة عرب ودوليين. وشهدت رام اللهوغزة مشاهد مؤثرة لاستقبال الأسرى المفرج عنهم بعد سنوات من الاعتقال، حيث وصل 88 أسيرًا فلسطينيًا محررًا ممن حكم عليهم بالمؤبدات إلى، إلى رام الله، بعدما أفرجت عنهم إسرائيل من سجن «عوفر»، ومع وصول الحافلات التي تقل الأسرى إلى مراكز الاستقبال، دوّى التصفيق والزغاريد وارتفعت رايات فلسطين. وتشمل القائمة التي نشرتها هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني ومكتب إعلام الأسرى 250 أسيرا، بينهم 192 أسيرا محكومون بالسجن المؤبد، و25 من ذوي الأحكام العالية، و32 موقوفا، كما سيتم الإفراج عن 1718 أسيرا من قطاع غزة اعتقلوا بعد 7 أكتوبر2023. في مخيم جباليا، احتشدت عشرات العائلات في الشوارع منذ الصباح، وعمّت أجواء من الفرح والدموع في آنٍ واحد، بينما رفع الأطفال صور ذويهم المفرج عنهم وردّدوا شعارات «الحرية للأسرى». قالت والدة إحدى الأسرى، الذي قضى أكثر من ثماني سنوات في السجون الإسرائيلية، «لم أصدق أن ابني عاد حيًّا بيننا مرة ثانية، هذه لحظة انتظرتهاا سنوات طويلة، شكرا لكل من شارك في السلام». وفي رام الله، تعالت التكبيرات أمام سجن عوفر لحظة خروج الدفعة الأولى من الأسرى، بينما أطلقت السيارات أبواقها في مشهدٍ أشبه بالعيد، ورغم الفرح الكبير، شهد المكان حالات إغماء وبكاء من ذوي الأسرى الذين لم تُدرج أسماؤهم ضمن القائمة الأولى، بينما يقول كريم موسى، أحد أقارب الأسرى، «اليوم شعرنا أننا نستعيد جزءًا من الكرامة، نأمل أن تحمل قمة مصر نتائج تحفظ الدم الفلسطيني وتعيد بناء ما دمرته الحرب». فيما قال أحد الأسرى من خانيونس،«قمة شرم الشيخ تعني لنا أن أصواتنا بدأت تسمع، وأن العالم بدأ يرى معاناتنا، نأمل أن لا تكون فقط كلمات، بل بداية فعل حقيقي». وتابع أخر، يرى طفله الصغير لأول مرة، «نقبل أقدام أهل غزة ومجاهديها الذين أخرجونا بهذه الطريقة المشرفة» . وتزامنت لحظة الإفراج مع انطلاق أعمال قمة شرم الشيخ للسلام برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، التي تهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، ومناقشة آليات إعادة الإعمار وإطلاق المسار السياسي. وأكد بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لعب دورا حاسما في عودة بقية المحتجزين الأحياء بقطاع غزة، قائلًا: «ترامب أعظم صديق حظيت به إسرائيل في البيت الأبيض». وأضاف نتنياهو، في كلمة له أمام الكنيست بحضور الرئيس الأمريكي: «ما من رئيس أمريكي قدم ما قدمه ترامب لإسرائيل وهو ملتزم بتحقيق السلام، وقدم دعمًا غير مسبوق لإسرائيل»، لافتا إلى التزامه بمقترح السلام، قائلا، «أنا ملتزم بهذا السلام، ومعًا سنحقق هذا السلام»، مشيرا إلى أن هذا المقترح طُرح بعد سنتين من الحرب، وحظي بقبول دولي واسع. قمة السلام بشرم الشيخ تشهد قمة شرم الشيخ للسلام جلسات ثنائية رفيعة المستوى وتتضمن لقاء ثنائيا بين الرئيس السيسي ودونالد ترامب، كما سيعقد لقاء جماعي يضم القادة والرؤساء المشاركين، فضلًا عن مقابلات ثنائية بين القادة على هامش المؤتمر. وتهدف إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وفتح صفحة جديدة من الأمن والاستقرار الإقليمي. وتأتي هذه القمة في ضوء رؤية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لتحقيق السلام في المنطقة، وسعيه الحثيث لإنهاء النزاعات حول العالم. اطلع أيضا: بث مباشر.. ترامب يصل الكنيست الإسرائيلي لإلقاء خطابه