في يوم يوصف بأنه الأكثر أهمية في مسار الحرب والسلام بالشرق الأوسط، تزامنت أعمال قمة شرم الشيخ للسلام والمصالحة مع إطلاق سراح أسرى فلسطينيين وإسرائيليين، وإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتهاء حرب غزة رسميًا، في لحظة احتفالية غير مسبوقة بعد شهور من المواجهات الدامية. ترامب: الحرب انتهت في غزة ومجلس سلام قادم في تصريحات عاجلة من شرم الشيخ، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن "الكل سعيد باتفاق وقف إطلاق النار في غزة"، مؤكدًا أن "الجميع يدعم الاتفاق" وأن "الحرب انتهت". وأضاف ترامب: "أعتقد أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة سيصمد، وسأتأكد من أن توني بلير سيكون مقبولًا من الجميع"، في إشارة إلى نية واشنطن تكليف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير بلعب دور في الإشراف على تنفيذ الاتفاق. وأعلن ترامب أنه سيُعلن قريبًا عن تشكيل "مجلس السلام" الذي سيضم ممثلين عن الولاياتالمتحدة ومصر وقطر والأمم المتحدة، لمتابعة تنفيذ الاتفاق والإشراف على مشاريع الإعمار في غزة. الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين في الميدان، شهد اليوم سلسلة تطورات متسارعة في ملف الأسرى: كتائب القسام أعلنت الإفراج عن 20 أسيرًا إسرائيليًا في الدفعة الثانية، حيث تسلمهم الصليب الأحمر الدولي وتم نقلهم إلى إسرائيل. في المقابل، أعلنت هيئة الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني عن الإفراج عن 250 أسيرًا فلسطينيًا ضمن الصفقة، منهم 154 مبعدًا، و96 غير مبعدين، بينهم 8 من غزة. وأكد مكتب إعلام الأسرى أن حافلات تقل الأسرى المفرج عنهم غادرت سجن عوفر باتجاه بيتونيا في رام الله، وسجن النقب نحو قطاع غزة، حيث وصل أول فوج إلى رام الله ظهر اليوم في مشهد مؤثر. وفي تطور آخر، أفادت القناة 13 العبرية أنه سيتم الإفراج عن جثث عدد من الأسرى الإسرائيليين بعد الظهر، بينما أشارت هيئة البث العبرية إلى أن "الصليب الأحمر تسلّم عددًا من رهائن الدفعة الثانية". كما نقلت قناة 12 العبرية أن "حماس سلّمت كل الأسرى الأحياء في قطاع غزة"، في حين ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه "لم يعد هناك أي رهائن أحياء لدى حماس"، وهي المرة الأولى منذ عام 2014 التي تخلو فيها غزة من أسرى إسرائيليين أحياء. الاتحاد الأوروبي: لحظة نادرة من الأمل قالت ممثلة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن "اليوم لحظة نادرة من الأمل في الشرق الأوسط"، معتبرة أن "إطلاق سراح الرهائن يعد نجاحًا كبيرًا للدبلوماسية ومرحلة حاسمة نحو السلام". وأضافت أن الاتحاد الأوروبي سيستأنف الأربعاء مهمة المراقبة عند الحدود بين غزة ومصر، ما يعيد الدور الأوروبي إلى ملف مراقبة المعابر بعد غياب دام سنوات. كما أعلنت بريطانيا عن تخصيص 20 مليون جنيه إسترليني كمساعدات عاجلة لقطاع غزة ضمن خطة إعادة الإعمار الإنسانية. نتنياهو في طريقه إلى شرم الشيخ أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في طريقه إلى شرم الشيخ للمشاركة في القمة، بعد زيارة قصيرة للكنيست ألقى خلالها خطابًا رحّب فيه بالاتفاق وأشاد بدور الرئيس ترامب. وقالت صحيفة إسرائيل هيوم إن ترامب يدرس ضم نتنياهو رسميًا إلى القمة ضمن وفد السلام الدولي، في إشارة إلى رغبة واشنطن في إشراك إسرائيل مباشرة في مرحلة ما بعد الحرب. تحركات دولية موازية وفي تطور لافت، أشارت تقارير إسرائيلية إلى أن الرئيس الإندونيسي قد يقوم بزيارة تاريخية إلى إسرائيل خلال الأيام المقبلة بعد مشاركته في قمة شرم الشيخ، ما قد يشكّل اختراقًا دبلوماسيًا جديدًا في العلاقات الإسلامية الإسرائيلية. شرم الشيخ... من الحرب إلى الأمل تزامن انعقاد قمة شرم الشيخ للسلام مع هذه التطورات الميدانية والسياسية ليجعل من هذا اليوم نقطة تحول فارقة في تاريخ الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي. ومن المنتظر أن تُختتم القمة بإصدار "إعلان شرم الشيخ للسلام"، الذي يؤكد الالتزام الدولي بوقف الحرب، وإطلاق عملية إعادة الإعمار والمصالحة برعاية مصرية – أمريكية. من شرم الشيخ إلى غزة، ومن السجون إلى المعابر، ومن الحرب إلى السلام... الشرق الأوسط يكتب اليوم فصلًا جديدًا من الأمل.