يا سيدى.. ومنذ أن اجتباه واصطفاه رب العالمين.. ليكون رسولاً وشاهداً ومبشراً وهادياً ونذيراً للعالمين.. وصناديد وزناديق قريش وعلى رأسهم كبيرهم أبوجهل اللعين، يرصدونه رصد الباغين الطاغين الظالمين الحاقدين.. فتعقبوه وحاصروه وبالحجارة رشقوه وأدموه وسبوه وصبوا جم حقدهم على كل من اتبعوه.. امتهاناً لمكانته وتحجيماً وتلجيماً لدعوته.. وعندما ضل سعيهم وخاب ظنهم كان قرارهم التصفية الجسدية لسيد البرية، وذلك من خلال مؤامرة رصدتها دار الندوة المكية القرشية.. مع أنه لم يطرق باب الدعاء عليهم بدعاء أخيه نوح على قومه (رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا، إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا).. وذلك عسى أن يخرج من أصلابهم من يقول لا إله إلا الله.. وقد خرج. يا سيدى.. وبعيداً عن نوبة النوم التى انتابت عيون المحاصرين للدار والمكلفين باغتيال سيد الأبرار.. وبعيداً عن شجرة أم الغيلان وزوج الحمام وخيوط العنكبوت التى تعنكبت على فوهة الغار.. إلا أنه هناك مواقف وشواهد ومشاهد مجدولة بكل مفردات البطولة والتضحية والوفاء والانتماء والولاء سطر سطورها هؤلاء بصحبة سيد الأنبياء.. أبو بكر الصديق وابنه عبدالله وابنته أسماء.. وعلى بن أبى طالب.. والمشرك عبدالله ابن أريقط.. وعامر بن فهير راعى أغنام الصديق.. وسراقة بن مالك والذى وعده المصطفى بتسور سوار كسرى وقد تسوره فى عهد ابن الخطاب.. ومصعب بن عمير أول سفير إسلامى طرق باب المدينة بالقرآن الكريم ومهد الطريق للمصطفى والصديق.. إنها ذكرى عطرة.. كل عام وأنتم بخير.