الذهب يصعد بقوة والدولار يتراجع.. خبراء اقتصاد يكشفون الوقت المناسب للشراء (التفاصيل)

قفز سعر الذهب محليًا وعالميًا وسط تراجع في سعر الدولار مقابل الجنيه المصري، فيما سادت حالة من الحيرة بين المواطنين بشأن التوجه نحو الشراء أو الانتظار، في ظل توقعات بمزيد من الارتفاع خلال الأيام المقبلة.
فقد سجلت الأوقية في الأسواق العالمية نحو 3870 دولارًا، مع توقعات دولية غير مسبوقة بأن يصل السعر إلى 7000 دولار حال استمرار الاضطرابات الاقتصادية والسياسية التي تعصف بالأسواق العالمية، ووفقًا لتقارير اقتصادية، فإن المعدن الأصفر ارتفع خلال الأشهر الماضية بنسبة تجاوزت 45% عالميًا، وهو ما انعكس على السوق المحلية في مصر بارتفاعات متتالية في أسعار الجرامات بمختلف عياراتها ليصل عيار 21 بالمصنعية إلى نحو 5350 جنيها.
علاقة عكسية بين الذهب والدولار في مصر
يقول هاني عبدالفتاح، الخبير الاقتصادي، إن المواطن المصري اعتاد تاريخيًا وجود علاقة طردية بين الدولار والذهب، إذ يرتفعان معًا وينخفضان معًا، لكن ما تشهده السوق حاليًا مختلف تمامًا؛ فقد انخفض سعر الدولار أمام الجنيه في البنوك المصرية، بينما واصل الذهب ارتفاعه بقوة.
وأضاف عبدالفتاح، ل«المصري اليوم»، أن هذا الوضع يعكس حالة اضطراب غير مسبوقة في الأسواق العالمية، خاصة مع الحديث عن خطط للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإعادة تقييم النظام المالي الدولي، وهو ما يزيد الغموض حول مستقبل الذهب خلال الفترة المقبلة.
من جانبه، أكد سمير رؤوف، الخبير الاقتصادي، أن الارتفاع المتواصل لأسعار الذهب يرتبط بشكل مباشر بتزايد إقبال البنوك المركزية العالمية على شراء المعدن النفيس باعتباره ملاذًا آمنًا في ظل الأزمات، وأشار إلى أن استمرار هذا التوجه قد يدفع أسعار الذهب إلى 5000 دولار للأونصة خلال العام المقبل، محذرًا من أن السوق العالمية مرشحة لمزيد من الاضطرابات.
وأوضح رؤوف أن انعكاس هذه الزيادة على مصر قد يكون إيجابيًا حال امتلاك البنك المركزي المصري احتياطيًا معتبرًا من الذهب، إذ سيساعد ذلك في دعم الاحتياطي النقدي الأجنبي وتعزيز الثقة في الاقتصاد الوطني.
هل يقبل المواطنون على شراء الذهب؟
أما في السوق المحلية، فيسود الترقب والحذر بين المواطنين، فبحسب خبراء، فإن الشراء في الوقت الحالي محفوف بالمخاطر نظرًا لعدم وضوح الرؤية بشأن اتجاه الأسعار، إذ إن أي عملية شراء أو بيع قد لا تكون مجدية في ظل الارتفاعات السريعة التي يصعب استيعابها.
ويقول أحد تجار الذهب بالقاهرة إن الإقبال على الشراء محدود للغاية حاليًا، ويقتصر على مناسبات اجتماعية كالزواج، بينما يفضل أغلب المواطنين التريث انتظارًا لما ستؤول إليه الأسعار خلال الأسابيع المقبلة.
وينصح الخبراء المواطنين الراغبين في الاستثمار أو المقبلين على الزواج بتأجيل قرار الشراء مؤقتًا، إلى حين استقرار السوق، خاصة أن التوقعات تؤكد أن الأسعار الحالية ليست «بيعية»، بل مرشحة لمزيد من التقلبات.