«متحف وممشى ومدخل جديد».. تطوير منطقة هضبة الجيزة الأثرية تغير خريطة السياحة بمصر

شهدت منطقة هضبة الجيزة الأثرية، تغييرًا ملحوظًا في العديد من النواحي خلال السنوات القليلة الماضية، من بينها تطوير شامل لمنطقة الأهرامات، والتي شملت تغيير المدخل للمنطقة إلى طريق «الفيوم- الواحات» وتطوير الخدمات بالمنطقة، بجانب زيادة الإقبال السياحي بالمنطقة بإنشاء المتحف المصري الكبير وتشغيله تجريبيًا أمام الزائرين خلال الأشهر القليلة الماضية.
هضبة الجيزة الأثرية
بالإضافة إلى الممشى السياحي الرابط بين المتحف المصري الكبير ومنطقة الأهرامات، والذي يتم تنفيذه خلال الفترة الحالية، وذلك استعدادًا للافتتاح الرسمي المنتظر للمتحف المصري الكبير، والذي سيتم تحديده خلال الربع الأخير من العام الجاري، إذ ارتفعت أعداد السائحين بمعدلات كبيرة عن المعدل اليومي بعد عملية التطوير الجارية، وذلك حسب تصريحات وزارة السياحة والآثار.
ويستمر التشغيل التجريبي للمتحف المصري الكبير، والذي انطلق في شهر أكتوبر من العالم الماضي، من خلال افتتاح 12 قاعة عرض، تحتوي على آلاف القطع الأثرية، بالإضافة إلى «الدرج العظيم»، والذي يضم عدد من التماثيل الأثرية من حقب مختلفة، بجانب البهو العظيم والذي يتقدم تمثال الملك رمسيس الثاني.
وتتبقى بعض اللمسات النهائية المتبقية قبل الافتتاح الرسمي للمتحف، والتي من أهمها قاعات الملك توت عنخ آمون، والتي تُعد من أكبر قاعات العرض المتحفي، وتضم قاعتين تحتويان على كنوزه الكاملة، التي يبلغ عددها أكثر من 5398 قطعة، والتي تم اكتشافها في عام 1922، وبعض القطع من المجموعة الذهبية للملك توت عنخ آمون تُعرض لأول مرة أمام الزوار والمتخصصين.
بجانب استمرار التشغيل التجريبي لمشروع مدخل منطقة الأهرامات الجديد- طريق «الفيوم- الواحات»، وذلك بعد أن تم تشغيله في شهر أبريل الماضي، بعد انتهاء مكونات المشروع بنسبة 100%، في خطوة تهدف إلى تحسين تجربة الزوار وتطوير المنطقة الأثرية بالأهرامات، ومن المقرر أن يتم الافتتاح الرسمي للمشروع يوم 3 يوليو المقبل.
ويهدف المشروع تخفيف الازدحام المروري في المنطقة المحيطة، وتحسين انسيابية الحركة داخل الموقع الأثري، ما يعزز تجربة السائحين ويجعل الزيارة أكثر تنظيمًا وسلاسة، كما يسهم في الحفاظ على المنطقة الأثرية من تأثير الازدحام المروري والتلوث، ويشمل المشروع تخصيص أماكن واسعة للحافلات السياحية والسيارات، ومناطق لذوي الهمم، وذلك لضمان سهولة تنقل جميع الزوار.
من ضمن أعمال التطوير إنشاء محطة أتوبيس كهربائي داخل منطقة الأهرامات بعد محطة الزوار، ما يسهم في تقليل الاعتماد على وسائل النقل التقليدية المسببة للتلوث، وتحسين البنية التحتية المحيطة بالأهرامات لتوفير بيئة أكثر أمانًا وتنظيمًا للزائرين، وإدخال خدمات جديدة مثل نقاط إرشاد سياحي إلكترونية، وتوفير مظلات ومسارات مخصصة للمشي والدراجات.
الممشى السياحي بالأهرامات
كما يستمر العمل للانتهاء من الممشى السياحي الرابط بين المتحف المصري الكبير ومنطقة الأهرامات، إذ يمتد بطول 1.270 كم، ويتراوح عرضه بين 11.5 إلى 27.5 متر، ما يجعله محورًا رئيسيًا للحركة بين المتحف المصري الكبير والأهرامات، ليمنح الزائرين تجربة سلسة دون الحاجة لاستخدام وسائل النقل التقليدية داخل المنطقة الأثرية.
يعد المشروع خطوة كبيرة نحو تطوير البنية التحتية السياحية، حيث سيسهم في تقليل الازدحام المروري حول المنطقة الأثرية، تحسين مستوى الخدمات المقدمة للزائرين، وخلق تجربة سياحية متكاملة من لحظة وصول السائح إلى المنطقة وحتى انتهاء جولته، ورفع القدرة الاستيعابية للمنطقة مع توقعات بزيادة أعداد السياح خلال السنوات المقبلة.