تكريم مدير «أكساد» في المؤتمر الخامس للمياه في بغداد لدوره في استراتيجية الأمن المائي العربي

ترأس الدكتور نصر الدين العبيد، المدير العام للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد»، وفد المركز المشارك في أعمال المؤتمر الخامس للمياه، الذي يعُقد في العاصمة العراقية بغداد خلال الفترة من 24 إلى 26 مايو الجاري، تحت شعار «المياه والتكنولوجيا.. شراكة من أجل التنمية» برعاية رئيس مجلس الوزراء العراقي المهندس محمد شياع السوداني، وبحضور وزراء المياه في الدول العربية وخبراء المياه العرب والدوليين.
وشهد فعاليات المؤتمر تكريم الدكتور «العبيد» لدوره في إستراتيجية الأمن المائي العربي ومنحه شهادة تقدير للمركز العربي «أكساد» على جهوده المتميزة في مجال تنمية وتطوير إدارة الموارد المائية في المنطقة العربية واثراءه أعمال هذا المؤتمر الدولي، ومشاركة فعالة من المركز العربي «أكساد».
وخُصصت على هامش فعاليات المؤتمر له جلسة علمية متكاملة ترأسها المدير العام الدكتور نصر الدين العبيد، واشتملت على عروض متخصصة ومداخلات نوعية، مؤكدًا أن تخصيص جلسة خاصة للمركز العربي «أكساد» يعكس الثقة المتبادلة وأهمية الدور الذي يضطلع في دعم الدول العربية في مجال إدارة الموارد المائية.
وتحدث «العبيد»، بإسهاب عن الدور المحوري الذي قام به «أكساد» في إعداد استراتيجية الأمن المائي العربي بالتعاون مع مجلس وزراء المياه العرب، إضافة إلى مشاركته الفاعلة في صياغة خطتها التنفيذية، بما يعزز من التنسيق والتكامل العربي في إدارة الموارد المائية وتحقيق استدامتها.
وشدد مدير «أكساد»علي أهمية إطار الشراكة الاستراتيجية لتعزيز الأمن المائي العربي عبر التكنولوجيا والابتكار، وأن المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة كان حريصًا منذ وقت مبكر على إدخال التكنولوجيا الحديثة في برامجه ومشاريعه، مثل النماذج الرياضية لمحاكاة السلوك المائي، وأدوات الذكاء الاصطناعي.
وأكد «العبيد»، على أن هذه التقنيات تهدف لتحسين كفاءة التنبؤ واتخاذ القرار، وتقانات الاستشعار عن بُعد التي توفر بيانات دقيقة لدعم إدارة المياه والري، ما انعكس إيجاباً على رفع كفاءة الاستخدام المائي في البيئات الجافة.
كما سلط مدير «أكساد»، على أهمية دور المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة الضوء في تطوير أصناف محسنة من القمح والشعير والأشجار المثمرة المتأقلمة مع الظروف الجافة، وتطبيق الزراعة الحافظة، إلى جانب تنفيذ مشاريع متعددة لحصاد مياه الأمطار، والتي أسهمت في تحسين الأمن الغذائي وتوفير مصادر مياه محلية مستدامة للمجتمعات الريفية.
وأكد «العبيد»، أن التعاون بين المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد» والعراق يمتد لعقود، ومن أبرز نتائجه مشروع «حوض الحماد» الإقليمي، الذي شمل عدة دول عربية وأسهم في تأمين مصادر مياه جديدة وإعادة تأهيل الغطاء النباتي.
وأشار مدير «أكساد»، إلى تحديث الدراسة المائية لحوض الحماد العراقي في العقد الأخير، والتي ساعدت في تحديد المواقع الواعدة للمياه وتنفيذ مشاريع تنموية ذات أثر ملموس، يخدم الامن المائي العربي ورفع كفاءة الموارد المائية والأرضية بالمنطقة العربية لتحقيق الأمن الغذائي.
ولفت «العبيد»، إلى أن برنامج الجلسة العلمية التي قدمها وفد «أكساد» تناولت أربعة عروض رئيسية شملت إستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي وتقانات الاستشعار في إدارة الموارد المائيه قدمها د إيهاب جناد مدير إدارة الموارد المائيه وتطبيق الابتكارات الحديثة في تقدير مخزون المياه الجوفية. قدمها الدكتور قاسم نتوف خبير المياه الجوفيه.
وشملت عروض مركز «أكساد»، تحليل التحديات المائية في الدول العربية، مع تسليط الضوء على دوره في صياغة استراتيجية الأمن المائي. قدمها الدكتور يوسف مرعي خبير الموارد المائيه، بالإضافة إلى عرض شامل للخطة التنفيذية للاستراتيجية العربية، من حيث الأهداف ومحاور العمل وآليات التنفيذ. قدمها الدكتور محمود فتح الله ير إدارة البيئة والأرصاد الجوية والمياه والكوارث في جامعة الدول العربية.
وإنتهت الجلسة التي ترأسها مدير «أكساد» بعدد من التوصيات الجوهرية، من أبرزها تفعيل آليات تزويد «أكساد» بالبيانات الفنية من قبل الدول العربية لمتابعة تنفيذ استراتيجية الأمن المائي العربي والتوسع في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والاستشعار عن بُعد في إدارة المياه.
كما أوصي المشاركون في الجلسة بأهمية تطوير البنية التحتية وقواعد البيانات الوطنية لتعزيز استخدام التكنولوجيا في قطاع المياه وتعزيز القدرات البشرية من خلال التدريب المتخصص في التقنيات الحديثة وتحديث الأطر القانونية لتنظيم جمع البيانات المائية وإدارتها وحمايتها.