منظمة أطباء بلا حدود: غزة أصبحت «مقبرة جماعية» للفلسطينيين ومن يساعدونهم

قالت منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية، اليوم الأربعاء، إن قطاع غزة أصبح «مقبرة جماعية للفلسطينيين والقادمين لمساعدتهم» جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية ومنع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية.
وقالت «أطباء بلا حدود» في بيان، إنه مع استئناف قوات الاحتلال الإسرائيلي هجومها العسكري على قطاع غزة في فلسطين وتوسيع نطاقه جوا وبرا وبحرا، مهجرة السكان بشكل قسري ومانعة المساعدات الأساسية عن عمد، وبهذا فهي تدمر حياة الفلسطينيين بشكل ممنهج مرة أخرى.
وأشارت إلى أن سلسلة من الهجمات القاتلة التي شنتها قوات الاحتلال أظهرت تجاهلا صارخا لسلامة العاملين في المجال الإنساني والطبي في غزة.
من جهتها، قالت منسقة الطوارئ في أطباء بلا حدود في غزة، أماند بيزرول: «تحولت غزة إلى مقبرة جماعية للفلسطينيين والقادمين لمساعدتهم. نحن نشهد وبشكل مباشر التدمير والتهجير القسري لجميع السكان في غزة. وفي ظل غياب أي مأمن للفلسطينيين أو من يحاولون مساعدتهم، تعاني الاستجابة الإنسانية بشدة تحت وطأة انعدام الأمن والنقص الحاد في الإمدادات، ما يترك للناس خيارات قليلة، إن وُجدت، للحصول على الرعاية».
وأضافت «بيزرول»: «تعمدت السلطات الإسرائيلية منع جميع المساعدات من دخول غزة لأكثر من شهر. وأجبر العاملون في المجال الإنساني على مشاهدة الناس وهم يعانون ويموتون بينما يتحملون هم العبء المستحيل والمتمثل بتقديم الإغاثة بإمدادات مستنفدة، فيما هم أنفسهم يواجهون نفس الظروف المهددة للحياة. ومن المستحيل أن يتمكنوا من تنفيذ مهمتهم في ظل هذه الظروف. وهذا ليس فشلًا إنسانيا، بل هو خيار سياسي واعتداء متعمد على قدرة الشعب على البقاء على قيد الحياة، وهو اعتداء يُنفّذ بدون عقاب».
بدورها، قالت المديرة العامة لأطباء بلا حدود فرنسا، كلير ماجون، «يظهر هذا القتل المروع لعمال الإغاثة مثالا آخر على تجاهل القوات الإسرائيلية التام لحماية العاملين في المجال الإنساني والطبي، كما أن صمت أقرب حلفاء إسرائيل ودعمهم غير المشروط يزيد من جرأة هذه الأفعال».
وفي نظر أطباء بلا حدود، فإن التحقيقات الدولية والمستقلة هي وحدها القادرة على تسليط الضوء على ملابسات هذه الاعتداءات على عمال الإغاثة والمسؤوليات المترتبة عليها.
وأكد بيان المنظمة على أنه «لا تستثنى المرافق الطبية من هجمات القوات الإسرائيلية وأوامر إخلائها»، فقد اضطرت فرق أطباء بلا حدود إلى مغادرة الكثير من المرافق، في حين تواصل مرافق أخرى عملها مع وجود كوادر ومرضى محاصرين في الداخل وغير قادرين على المغادرة بأمان لساعات طويلة.
ومنذ 18 مارس الماضي، لم تتمكن أطباء بلا حدود من العودة إلى المستشفى الإندونيسي في شمال غزة، حيث كان مقررا أن تبدأ فرقها بتقديم الرعاية الصحية للأطفال، لكنها اضطرت إلى الفرار من المستشفى الميداني الذي أقيم بجوار المجمع، كما عُلّق عمل عيادات أطباء بلا حدود المتنقلة في شمال غزة. أما في الجنوب، فلم تتمكن فرق المنظمة من العودة إلى عيادة الشابورة في رفح الفلسطينية.
وأشارت المنظمة إلى أن الحصار الكامل على غزة أدى إلى استنزاف مخزون الغذاء والوقود والأدوية.
وتواجه أطباء بلا حدود بالتحديد نقصا في الأدوية لعلاج الآلام والأمراض المزمنة والمضادات الحيوية والمواد الجراحية الضرورية. وسيؤدي عدم تعبئة الوقود في جميع أنحاء القطاع إلى وقف حتمي للأنشطة، إذ تعتمد المستشفيات على مولدات الكهرباء لإبقاء المرضى ذوي الحالات الحرجة على قيد الحياة وإجراء العمليات الجراحية المنقذة للحياة.
ودعت أطباء بلا حدود سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى الرفع الفوري لحصار غزة اللاإنساني والقاتل وحماية أرواح الفلسطينيين والعاملين في المجال الإنساني والطبي. كما دعت جميع الأطراف إلى استعادة وقف إطلاق النار والحفاظ عليه.
وقالت: «على السلطات الإسرائيلية إنهاء عقابها الجماعي للفلسطينيين»، مضيفه: «نحث حلفاء إسرائيل على إنهاء تواطؤهم والتوقف عن تمكين تدمير حياة الفلسطينيين».