وضع دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، والملياردير إيلون ماسك نصب أعينهما الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، «USAID»، للإشراف على تعطيل المنظمة التي يزيد عمرها عن 60 عامًا والتي تقدم المساعدات الإنسانية لأكثر من 100 دولة. وعلى إثر ذلك، تم منح العشرات من كبار المسؤولين إجازات، وسرح الآلاف من المتعاقدين، وجمدت مساعدات إنسانية بمليارات الدولارات إلى دول أخرى. وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، أجرت إدارة ترامب، تغييرات كبيرة في الوكالة الأمريكية المكلفة بتقديم المساعدات الإنسانية في الخارج؛ مما جعل منظمات الإغاثة في حيرة من أمرها حول ما إذا كان بإمكانها الاستمرار في برامج مثل المساعدات الغذائية للرضع والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية. ما هي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية؟ أنشأ كينيدي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في ذروة صراع الولاياتالمتحدة في الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي، فقد أراد طريقة أكثر فاعلية لمواجهة النفوذ السوفيتي في الخارج من خلال المساعدات الخارجية ورأى أن وزارة الخارجية كانت بيروقراطية ومحبطة في القيام بذلك. وفي عام 1961، أقر الكونجرس، قانون المساعدة الخارجية وأنشأ كينيدي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية كوكالة مستقلة. واليوم، يجادل مؤيدو الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بأن المساعدات الأمريكية في الدول تتصدى للنفوذ الروسي والصيني، فالصين لديها برنامجها الخاص بها «الحزام والطريق» للمساعدات الخارجية في جميع أنحاء العالم الذي يعمل في العديد من البلدان التي تريدها الولاياتالمتحدة أيضًا كشركاء. ويقول المنتقدون إن هذه البرامج مبذرة وتروج لأجندة ليبرالية. لماذا يلاحق ماسك الوكالة؟ أطلقت إدارة الكفاءة الحكومية التي يرأسها ماسك، والمعروفة باسم «DOGE»، جهودًا واسعة النطاق بتكليف من ترامب لفصل العاملين في الحكومة وخفض تريليونات من الإنفاق الحكومي. والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية هي أحد أهدافه الرئيسية، حيث يزعم ماسك أن تمويل الوكالة استُخدم في إطلاق برامج «مميتة» واصفا إياها ب ووصفها بأنها «منظمة إجرامية». ما تداعيات تجميد الوكالة؟ قد تعاني منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أكثر من أي منطقة أخرى خلال فترة توقف المساعدات. فقد منحت الولاياتالمتحدة المنطقة أكثر من 6.5 مليار دولار من المساعدات الإنسانية العام الماضي. مرضى الإيدز في أفريقيا الذين يصلون إلى العيادات التي يمولها برنامج أمريكي مشهود له ساعد في كبح جماح وباء الإيدز العالمي في الثمانينات، وجدوا أبوابًا مغلقة. هناك أيضًا تداعيات بالفعل في أمريكا اللاتينية. ففي المكسيك، تُرك مأوى مزدحم للمهاجرين في جنوبالمكسيك بدون طبيب، وتم حل برنامج لتقديم الدعم في مجال الصحة النفسية للشباب من مجتمع الميم الفارين من فنزويلا. في كولومبيا وكوستاريكا والإكوادور وغواتيمالا، تم إغلاق ما يسمى ب "مكاتب التنقل الآمن" حيث يمكن للمهاجرين التقدم بطلب لدخول الولاياتالمتحدة بشكل قانوني. يكافح مجتمع المساعدات من أجل الحصول على الصورة الكاملة- كم عدد آلاف البرامج التي تم إغلاقها وكم عدد آلاف العاملين الذين تم تسريحهم وتسريحهم في ظل التجميد؟ كم تنفق الولاياتالمتحدة على المساعدات الخارجية؟ في الإجمالي، أنفقت الولاياتالمتحدة حوالي 40 مليار دولار على المساعدات الخارجية في السنة المالية 2023، وفقًا لتقرير نشرته الشهر الماضي دائرة أبحاث الكونجرس غير الحزبية. والولاياتالمتحدة هي أكبر مزود للمساعدات الإنسانية على مستوى العالم، على الرغم من أن بعض الدول الأخرى تنفق حصة أكبر من ميزانيتها على هذه المساعدات. وتبلغ المساعدات الخارجية بشكل عام أقل من 1% من ميزانية الولاياتالمتحدة. موقعها بالنسبة لمصر وفقا لموقع الوكالة «فرع مصر»، فإن الوكالة ساهمت في عدة مجالات أبرزها التعليم والزراعة، بالفن وصولا إلى ريادة الأعمال، حيث قالت الوكالة الأمريكية عبر حسابها على منصة «فيسبوك»، في إحدى منشوراتها، في 4 دسيمبر 2024، :«انضمت نائب مدير بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ريتو تاريال إلى الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ليشهدا توقيع اتفاقية بين هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات وPlug and Play في مركز CREATIVA للابتكار بجامعة أسوان». وتابعت الوكالة أنه من خلالها:«تعمل هذه الشراكة على فتح الفرص لرواد الأعمال المحليين في أسوان وصعيد مصر! تخرجت أكثر من 140 شركة ناشئة بالفعل من برنامج Plug and Play المدعوم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في القاهرة، مما أدى إلى خلق أكثر من 400 وظيفة وجمع 60 مليون دولار من الاستثمارات». وفي منشور آخر في 15 ديسمبر الماضي، قالت الوكالة:«أعلنت الولاياتالمتحدة ومصر، خلال مبادرة» تمكين«، عن اتفاقيات لإنشاء مراكز خدمة الطلاب ذوي الإعاقة في جامعة بنها، وجامعة كفر الشيخ، وجامعة بورسعيد، وجامعة أسوان، وجامعة مطروح، وجامعة المنيا، وجامعة المنوفية». وأضافت:«.ويمثل هذا المرحلة النهائية في افتتاح مراكز خدمة الطلاب ذوي الإعاقة الممولة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في جميع الجامعات الحكومية المصرية البالغ عددها 27 جامعة». وعن دعم القطاع الزراعي في مصر، لفتت الوكالة الأمريكية، في منشور لها في 17 ديسمبر، إلى مساهمتها في هذا المجال، وبعنوان:«دعم نجاح الفراولة في مصر!»، أشارت إلى زيارة شون جونز، مدير بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية محافظة البحيرة للقاء مزارعي الفراولة المدعومين من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. وأضافت أن جونز، قام:«بجولة في معمل تعبئة وشهد بنفسه كيف نتعاون مع المزارعين والشركات الزراعية لتحسين التخزين والتعامل مع المحصول، وتعزيز سلامة الغذاء، وتعزيز الربحية. نعمل مع 1825 مزارعًا فراولة في مصر وقد زاد متوسط إنتاجهم من 8 إلى 20 طنًا للفدان». ونظم الديمقراطيون احتجاجًا خارج مقر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) في واشنطن العاصمة، بعد إغلاق إدارة ترامب أمس الاثنين أبواب الوكالة أمام العاملين في مقرها الرئيسي في وسط مدينة واشنطن العاصمة. وجاء ذلك بعد أن أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيرو الأحد ضم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إلى إدارته، مؤكدًا تعيينه مسؤولًا عنها، وقال إنه سيوقف «تمردها» على أجندة الرئيس دونالد ترامب. كما تم تعليق الحساب الرسمي للوكالة على منصة إكس، كما أصبح موقعها الإلكتروني خارج الخدمة، ما زاد من التكهنات حول مستقبل الوكالة. وقال ماسك على حسابه على منصة إكس التي يمتلكها الاثنين: «نحن نغلق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية».