في شكل جديد من العقوبات التي تُفرض على روسيا، بعد الحرب التي خاضتها ضد أوكرانيا في شهر فبراير من عام 2022، اتفقت 12 دولة أوروبية على اتخاذ إجراءات ضد ما يطلق عليه «أسطول الظل» الروسي، في نفس اليوم الذي اعتمد فيه وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بشكل رسمي حزمة العقوبات الروسية الخامسة عشرة، التي أضافت 52 سفينة إلى قائمة السفن المشتبه في ارتباطها بالأسطول. وفي أعقاب الحرب الروسية- الأوكرانية، وعدت دول السبع وغيرها من الدول الغربية بالفعل بالتخلص التدريجي من النفط الخام الروسي من أسواقها، يهدف إلى تقليل صادرات النفط الروسية بشكل كبير وبالتالي عائداتها، ولكن نجحت روسيا في التحايل على هذه العقوبات، وخاصة من خلال استخدامها المكثف لما يسمى ب«السفن الظلية»، أو «أسطول الظل». وسيلة روسيا لإيصال النفط.. ماذا نعرف عن «أسطول الظل»؟ - «أسطول الظل» مُصطلح يشير إلى السفن التي تستخدمها روسيا لنقل النفط والأسلحة والحبوب، في محاولة لتجنب العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب حربها على أوكرانيا. - لا تخضع تلك السفن للتنظيم أو التأمين من قبل مقدمي الخدمات الغربيين التقليديين، كما أنها لا تحمل علامات واضحة أو يُمكن أن تستخدم وسائل للتحايل على أنظمة تتبع السفن، ما يجعلها صعبة المراقبة من قبل السلطات الدولية. - يتألف «أسطول الظل» المعروف أيضًا باسم «الأسطول المظلم»، في الأغلب من سفن قديمة تبحر من دون التأمين الغربي القياسي لصناعة السفن، ولديها ملكية غامضة، وتتغير أسمائها وأعلامها بشكل متكرر. - غالبًا، تعمل تلك السفن خارج القواعد البحرية، ولأن العالم يفتقر إلى شرطة بحرية، فقد عملت السفن بهذه الطريقة (نقل البضائع سرًا). - في العقود الأخيرة، مع فرض الحكومات الغربية عقوبات اقتصادية على إيران وكوريا الشمالية وفنزويلا، أصبح «أسطول الظل» ظاهرة راسخة، إذ أن البلدان الثلاثة أتقنت استخدام مثل هذه السفن، التي تنقل كل أنواع السلع. - في الأشهر التي تلت الحرب بين روسيالأوكرانيا عام 2022، انضمت السفن إلى «أسطول الظل» بمعدل غير عادي، إذ أنه بعد 12 شهرًا من الحرب، نما الأسطول إلى حوالي 600 ناقلة وأنواع أخرى من السفن. - قدرت شركة الذكاء الاصطناعي البحري «ويندوارد» في أواخر سنة 2023 أن «أسطول الظل» الروسي يتكون من نحو 1400 إلى 1800 سفينة، وهو ما يعادل خُمس تجارة النفط العالمية. - ينقل «أسطول الظل» الروسي ما يصل إلى 70% من النفط المنقول بحرًا في البلاد، على الرغم من الجهود الغربية للحد من عائدات الطاقة في زمن الحرب في موسكو. - على الرغم من أن مصطلح أسطول الظل أو «الأسطول المظلم» بات واحدًا من أكثر المصطلحات الطنانة في الإعلام الغربي بعد اندلاع الحرب بين روسياوأوكرانيا، إلا أنه دائمًا ما كان غامضًا وغير محدد بشكل كافي. جدير بالذكر أن شركة تجارة السلع الأساسية ترافجورا، قالت إن حرب روسياوأوكرانيا أدت إلى ظهور فئة أصغر من السفن غير الممتثلة تُعرف باسم «الأسطول الرمادي»، والتي لم تختف تمامًا، ولكن من الصعب التأكد من ملكيتها وامتثالها للعقوبات، وتضم حوالي 900 سفينة، بحسب تقديرات الشركة.