كشف قيادي مجتمعي بولاية الجزيرة عن حصيلة صادمة لعدد ضحايا انتهاكات الدعم السريع بحق مواطني الولاية، مشيرا إلى أنه منذ 22 أكتوبر الماضي بلغت مقتل 1600 شخص على يد قوات الدعم السريع، وأنه منذ دخول ميليشيا الدعم السريع للولاية في ديسمبر العام الماضي تم رصد 5000 قتيل في كل مدن وقري الولاية. وأكد المبر محمود الأمين العام لمؤتمر الجزيرة «كيان مجتمعي يضم عدد كبير من قيادات ولاية الجزيرة» أن ولاية الجزيرة تتعرض لأكبر عملية إبادة جماعية وتطهير عرقي على يد ميليشا الدعم السريع، معتبرا أن الولاية تعد حاليا من وجهة نظرة أسخن منطقة في العالم بالنظر لتدهور الأوضاع الإنسانية وما يتعرض له مواطني الولاية العزل من جرائم على يد ميليشيا الدعم السريع . وقال المبر محمود في تصريحات خاصة ل «المصري اليوم: إن جرائم ميليشيا الدعم السريع في ولاية الجزيرة ليست وليدة الأيام الأخيرة عقب أبوعاقلة كيكل أحد كبار قادتها للقوات المسلحة السودانية، معتبرا أن جرائم الدعم السريع في حق مواطني الولاية بدأت منذ دخول الميليشيا إلى مدينة ود مدني في ديسمبر العام الماضي، حيث قامت الميليشيا بتدمير ممنهج للبنية التحتية في الولاية حيث عطلت عمل أكثر من 32 مستشفي و150 مركز علاجي، ونهبت كل آليات مشروع الجزيرة الذي يعد أكبر مشروع زراعي في العالم ودمرت هيئة البحوث الزراعية التي تعد البنك المركزي للسلالات النباتية النادرة في السودان . واستطرد قائلا «الدعم السريع خربت أكبر مشروع زراعي في العالم وبعد ذلك يتحدثون عن المجاعة وحث المجتمع الدولي للتدخل ..وتساءل» فكيف تجوع الناس وتقتلهم وبعد ذلك تطلب من المجتع الدولي التدخل؟ . وتابع محمود قائلا «تم تحويل مدينة ود مدني لمدينة أشباح وتم تدمير كل المؤسسات الخدمية وسرقة المدن ونهب منازل المواطنين وسياراتهم الذين لجأوا في تحركاتهم لعربات الكارو . وأوضح الأمين العام لمؤتمر الجزيرة أن ولاية الجزيرة كان يبلغ عدد سكانها 7 مليون مواطن يعيشون في 53 ألف قرية، وقامت ميلشيا الدعم السريع بتهجير قسري لآلاف القري وارتكاب جرائم عنف جنسي واغتصاب . وأشار إلى أن مؤتمر الجزيرة رصد قبل الأحداث الأخيرة 152 حالة اغتصاب لفتيات ونساء، لافتا إلى أن ميليشيا الدعم السريع تقوم باختطاف أعداد من المواطنين واحتجازهم وطلب فديات من ذويهم . وأكد المبر محمود أن مدينة الهلالية في شرق ولاية الجزيرة تتعرض لكارثة إنسانية حيث قامت الميليشيا بقتل 20 مواطنا رميا بالرصاص وقدمت وجبات مسمومة للمواطنين راح ضحيتها 500 آخرين، وقال «كما قامت الميليشيا بقتل 181 آخرين في محلية الكاملية شمال الجزيرة . وأوضح الأمين العام لمؤتمر الجزيرة أنه من بعد 22 أكتوبر الماضي بلغت حصيلة القتلى التي تم رصدها 1600 شهيد في الولاية، متوقعا أن يكون الرقم أكبر من هذا بالنظر لإنقطاع الاتصالات والانترنت في الولاية . وقال «الآن يعيش أكثر من 5 مليون مواطن في ولاية الجزيرة في ظروف بيئية صعبة دون أي تدخل من المنظمات الاغاثية الدولية . ونوه المبر محمود الأمين العام لمؤتمر الجزيرة إلى أن ولاية الجزيرة تتكون من 8 محليات «محافظات»، 6 منها تحت سيطرة الدعم السريع و2 تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية، لافتا إلى أن الولاية لا تشهد عمليات عسكرية بين الجيش والميليشيا . وقال«لا يوجد طرفي نزاع في ولاية الجزيرة بل هو طرف واحد مسيطر سيطرة كاملة، والجرائم والانتهاكات التي ترتكب بحق المواطنين العزل تقع مسؤليتها كاملة على عاتق الدعم السريع، مضيفا» ليست جرائم يرتكتبها متفلتين كما تدعي ميليشيا الدعم السريع بل هي جرائم ممنهجة يتم ارتكابها بعلم وبأوامر من قيادات الميليشيا . وأكد المبر محمود أن مدن وقري ولاية الجزيرة تحولت الآن لمدن أشباح أو تجمعات للنازحين، مشيرا إلى أن الميليشيا اجتاحت مؤخرا قرية العوتة وقامت بقتل 23 شخصا واصابة المئات .