«عامل» يحاول إنهاء حياة طليقته "محفظة القرآن" فى المنيرة الغربية ب22 طعنة

هذه «أمل»، محفظة القرآن الكريم، على سرير رعاية مُركزة، وجهازين للأكسجين في صدرها، وعيناها مغلقتان لم تفتحهما، وخارج غرفتها أفراد أسرتها أيديهم على قلوبهم، فقد تمزقت رئتاها تمامًا: «يا رب تقوم لنا بالسلامة»، تتمتم أمها «العجوز»، وتقول إنها قضت 6 ساعات من الرعب، منذ مجىء طليق ابنتها إلى مسكنها بإمبابة في الجيزة، قبل أن يرتكب جريمته وينهال على الابنة- طليقته- ب22 طعنة، محاولًا قتلها لرفضها العودة إليه.
تتساقط الدموع من عينيها: «لقيت حفيدى جاى يقعد عندى، وفجأة بص من الشبّاك واتصل بأبوه، طلع لى، وبعدين جه كتفنى، وحط كمامة على بقى، وكتم أنفاسى، وقالى هموتك»، وفق أم المجنى عليها: «أول ما شاف بنتى لسة جاية البيت، خدها على أوضة النوم، وانهال عليها ب(سكين ومطواة)، فكيت الرباط اللى كتفنى بيه في كرسى، وصرخت، الجيران حضروا ومسكوه».
من الزواج إلى الطلاق
قبل 18 عامًا، تقدم «أشرف»، عامل، لخطبة «أمل»، وتمت الزيجة وأثمرت عن إنجاب 3 أطفال، أكبرهم «محمد»، 13 عامًا، ومن الوهلة الأولى، وفق «سعيد»، والد محفظة القرآن، والمشاكل تدب بين الزوجين تارة على «موضوع تأخير الخلفة»، ومرات أخرى وكثيرة على مصاريف البيت، يقول: «بنتى أصبحت ست وراجل، تنزل تشتغل وتحفظ كتاب الله بمبالغ زهيدة، عشان تعيش عيالها بالحلال»، إلا أنّ ذلك لم ينل إعجاب الزوج، حسب الأب «فضل يضرب في بنتى ليل ونهار، وكنت باجى عليها لأن عندى 4 بنات، لو كل واحدة قالت إنها زعلانة وهتيجى لى، يبقى خلاص بيوتهم هتخرب، لكن في نهاية المطاف وجدت إن رغبتها في الطلاق حتمية».
«تعالى يا ابنى، وزى ما دخلنا بالمعروف هنخرج بالمعروف»، قالها «سعيد» لزوج ابنته قبل عيد الأضحى المبارك، والذى جاء إلى منزله برفقة المأذون، وانتهت مراسم الطلاق بسلام، هكذا تصور والد «أمل» حين اتفق مع طليق ابنته على أن «العيلين الصغيرين هيعيشوا معانا، وأنت خد (محمد) الكبير، ويبقى ييجى علينا»، حسب حديث الأب «اتفق معانا إنه هيدفع 500 جنيه مصاريف كل يوم جمعة لعياله، ومحصلش وقلنا مش مشكلة، وبنتى بقت تحفظ قرآن وربنا بيرزقها بأى فلوس تمشى بيها حالها، ورضيت بالمقسوم ورفضت العودة إلى ذمته تحت أي ظرف».
ضربها ب «سكين ومطواة»
طيلة فترة الطلاق، لم تنقطع زيارات «أشرف» عن منزل طليقته طلبًا لرؤية طفليه الصغيرين، وباءت كل محاولاته لعودتها إلى «عش الزوجية» بالفشل، كونها لم تنس إهانتها وضربها وفرجة الجيران عليها، تقول «وفاء»، والدة محفظة القرآن: «والله بنتى شافت العذاب ألوان»، وإصرارها على إنهاء علاقتها ب«أبوالعيال» جعله يستشيط غضبًا «خلى حفيدى (محمد) ييجى يشوفنى قاعدة لوحدى في البيت، ولا معايا جده أو خاله، والتأكد من عدم وجود خالته في زيارة لى، ولما عرف إن لوحدى جه ارتكب جريمته»، حسب كلامها.
«يا ابنى بتكلم مين في التليفون، وبتشاور له من الشبّاك»، سألت «وفاء» حفيدها، ولم تنتظر إجابته: «لقيت طليق بنتى في وشى، قلت له: (إيه اللى جابك يا أشرف دلوقتى، مش مفروض تكلمنا في التليفون قبل ما تيجى؟)، رد عليا: (هقتلك دلوقتى)، وراح جاب رباط، وكتفنى في كرسى، ونزل فيا ضرب، وعورنى، فضلت على حالى 6 ساعات، وفهمت إنه بعت الطفل عشان يشوف إنى قاعدة لوحدى ولا لأ، وانتظر مجىء بنتى، وأول لما جت دفعها لحد أوضة النوم، وضربها ب(سكينة ومطواة) في رقبتها وصدرها وفخدها وبطنها، قمت من مكانى بعدما فكيت الرباط، صرخت من عند باب الشقة، حظى إن جارى شافنا وجه، وإلا ساعتها كان طليق بنتى قتلنى».
«عبدالرحمن»، الجار شاهد العيان، الذي استعانت به النيابة العامة في تحقيقاتها، يقول إنه دخل الشقة وحاول التحفظ على طليق «أمل»، لكنه لم يستطع: «لقيته بيهددنى بأنى لو مطلعتش برة هيقتلنى، وساعتها خفت على الست المسنة وابنتها اللى كانت بتردد الشهادتين والدماء تسيل منها، فناديت على أخويا (عمرو)، ونزلت للأهالى استغثت بيهم، وأخى تمكن من الإمساك بالمتهم».
«معلقين لها أنبوبتين أكسجين عشان تتنفس»
«هروح القسم هسلم نفسى»، هكذا ردد «أشرف» على مسامع الأهالى، أمام العقار محل الواقعة، محاولًا الإفلات من بين أيديهم، لكنهم قالوا له: «خليك معانا، المباحث هتيجى في الطريق دلوقتى»، وإذا بحضور قوة أمنية، يتقدمها المقدم مصطفى الدكر، رئيس مباحث قسم شرطة المنيرة الغربية، حيث اعترف المتهم بأنه «بعت ابنى بيت جدته عشان يراقب لى الطريق، وحضرت بنية قتل طليقتى لوجود خلافات بيننا»، فأُلقى القبض على المتهم.
«أبوأمل» يقول إنه يعمل في ورشة أحذية، ووقت الجريمة كان في محل عمله: «وجيت على تليفون من الجيران، بيقولى إلحق طليق بنتك قطعها بالسكينة، جيت لقيت الإسعاف واخداها على المستشفى»، وتدمع عين الرجل: «دخلت عليها لقيت الدكاترة معلقين لها أنبوبتين أكسجين عشان تتنفس، الرئة عندها اتقطعت خالص، وهى بين إيدين ربنا بين الحياة والموت، وحسب التقارير الطبية فإنها تلقت 22 طعنة».