قال معهد الدراسات الأمريكية التابع لحكومة كوريا الشمالية، إن «استراتيجية واشنطن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ هي سيناريو مواجهة جيوسياسية يزعزع السلام والاستقرار الإقليميين». وأوضح المسؤول بالمعهد، ري جي وون، أنه بعد مرور عامين على صدور التقرير الخاص ب«استراتيجية الولاياتالمتحدة في المحيطين الهندي والهادئ»، زعمت الإدارة الأمريكية مؤخرًا أن «تقدمًا تاريخيًا» جرى إحرازه في تنفيذ استراتيجية الولاياتالمتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، مشيدة بالمحاولة المكثفة لتسوية هذه الاستراتيجية، كما أشادت بنفسها بأنه جرى تسريع مشروع بناء منطقة المحيطين الهندي والهادئ وتعزيز العلاقات مع الدول داخل المنطقة وخارجها، وتعزيز الرخاء الإقليمي، وتعزيز الأمن الإقليمي والقدرة على مواجهة التهديدات في القرن الحادي والعشرين. وتابع: ليس من الصعب على أي شخص أن يرى أن الولاياتالمتحدة،«المنحشرة» في زاوية ضيقة في أوكرانيا والشرق الأوسط وأجزاء أخرى من العالم، تحاول جاهدة الترويج كما لو أنها تحقق «النجاح» فقط في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، كما أدت استراتيجية الولاياتالمتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ إلى «الإغلاق والمواجهة بين المعسكرات» في المنطقة، بدلًا من «الحرية والانفتاح». ولفت إلى أن المهمة الأساسية لاستراتيجية الولاياتالمتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ هي احتواء المناهضين للولايات المتحدة، تم وضع تصور لاستراتيجية المحيطين الهندي والهادئ، التي نشأت من استراتيجية إعادة التوازن في آسيا والمحيط الهادئ التي اقترحتها إدارة أوباما في عام 2012، وتطورت إلى استراتيجية أكثر شمولاً خلال فترة إدارة ترامب، ووسعت الولاياتالمتحدة نطاق استراتيجيتها، التي كانت مقتصرة على منطقة آسيا والمحيط الهادئ، إلى المحيط الهندي، داعية إلى «بناء منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرة ومفتوحة»، وفي عام 2019، أصدرت وزارة الخارجية ووزارة الدفاع الأمريكية تقارير حول «استراتيجية المحيطين الهندي والهادئ» التي تدوّن هذه الاستراتيجية، وتم الكشف عن الطبيعة العدوانية الموجهة نحو الهيمنة لاستراتيجية المحيطين الهندي والهادئ بشكل أكثر وضوحًا في فترة إدارة بايدن. وأكمل المعهد الكوري الشمالي: لقد تسببت استراتيجية الولاياتالمتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ في «عدم استقرار الوضع وأزمة الحرب» في المنطقة، بدلاً من «الاستقرار، وجهت الولاياتالمتحدة جهودها الأساسية نحو الضغط على دول المنطقة من خلال التواطؤ العسكري المشدد مع أتباعها من أجل تنفيذ استراتيجية المحيطين الهندي والهادئ، قامت بتكثيف التعاون العسكري الثلاثي مع اليابانوكوريا الجنوبية وكثيراً ما أرسلت أصولاً استراتيجية إلى شبه الجزيرة الكورية والمناطق المجاورة لها، وتحدثت عن»عرض الردع الموسع». وفي العام الماضي وحده، زارت غواصة نووية أمريكية منطقة كوريا الجنوبية منذ ما يقرب من 40 عامًا، وهبطت قاذفة استراتيجية نووية أمريكية في المنطقة للمرة الأولى منذ ما يقرب من 30 عامًا. وناقشت جولتا اجتماعات «المجموعة الاستشارية النووية» خطة استخدام الأسلحة النووية ضد كوريا الديمقراطية بطريقة عملية، كما تعمدت الولاياتالمتحدة توتر الوضع وإثارة الخلافات بين دول المنطقة من خلال إرسال السفن الحربية والمقاتلات الواحدة تلو الأخرى إلى النقاط الساخنة، بما في ذلك بحر الجنوب وبحر الصين الشرقي ومضيق تايوان، بحجة «حرية الملاحة». وتابع: غيوم الحرب المظلمة التي تخيم على أوروبا بدأت تتجه نحو آسيا، حيث تعمل الولاياتالمتحدة على تحريض منظمة حلف شمال الأطلسي على التقدم نحو منطقة آسيا والمحيط الهادئ، كما أنها مقدمة لعدوان الناتو على آسيا والمحيط الهادئ الذي يلوح في الأفق، عندما ذكر الناتو «التهديدات» التي تشكلها دول آسيا والمحيط الهادئ في مفهومه الاستراتيجي الجديد في يونيو 2022، وقام مؤخرًا بإدراج دول المنطقة في صفوف شركائه الاستراتيجيين. وأشار المعهد إلى أنه «بسبب هستيريا المواجهة العسكرية المتهورة التي تعاني منها الولاياتالمتحدة وأتباعها، فإن اندلاع حرب نووية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وخاصة في شبه الجزيرة الكورية- أكبر ترسانة نووية في العالم- أصبح بالفعل مسألة وقت لا يمكن احتماله، وكان على دول المنطقة أن تتخذ خيارًا حتميًا يتمثل في تعزيز القدرات العسكرية للدفاع عن النفس للتعامل مع الوضع الأمني الحالي. ولفت إلى أن عصر الحرب الباردة الجديدة يلوح في الأفق في المنطقة بسبب محاولة الولاياتالمتحدةواليابانوكوريا الجنوبية إنشاء النسخة الآسيوية من حلف شمال الأطلسي ومخالب الناتو السوداء الممتدة إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وتلجأ الولاياتالمتحدة أيضاً إلى التدخل المتفشي في الشؤون الداخلية للدول النامية في حين تربط كل أنواع القيود السياسية بشعار «المساعدات المالية» غير المبرر. ونتيجة لذلك، فإن الأضرار الاقتصادية التي تلحق بالمنطقة آخذة في التزايد، وتفشل بعض البلدان في إيجاد طريقة للتنمية المستقلة، مما يدفعها إلى الفوضى المستمرة. واختتم التقرير أنه يتعين على دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ أن تظل يقظة صارمة بشأن التحركات الأمريكية لتحويل المنطقة إلى رقعة «شطرنج» للمقامرة الجيوسياسية من أجل إقامة هيمنة أحادية القطب ومصالحها الخاصة.