بعد دخول الحرب على قطاع غزة يومها ال 37 إثر عملية «طوفان الأقصى»، في محاولة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك، وتحولت الحرب إلى القصف الإسرائيلي المستمر على القطاع، الذي أودى بحياة الآلاف، ورغم عدم إدخال المساعدات الإنسانية بشكل كاف، أو وقف إطلاق النار والوصول إلى هدنة حقيقة، تتحدث وسائل الإعلام العالمية والمسؤولين الدوليين عن مسقبل غزة. قال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي لويس ميجل بوينو، إنه لايمكن أن يكون هناك وجود أمني إسرائيلي طويل الأمد في غزة، فالقطاع جزء أساسي من أي دولة فلسطينية مستقبلية، جاء ذلك وفقا لما نقلت سكاي نيوز عربية. واعتبر المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي أن التهجير القسري للفلسطينيين من غزة سيكون كارثة إنسانية، كما أنه لن يكون سوى وصفة لمزيد من عدم الاستقرار الإقليمي. ونقل الموقع عن «وول ستريت جورنال» بأن السلطة الفلسطينية قد لا تكون قادرة على السيطرة على غزة، وبينما تواصل إسرائيل التركيز على كسب الحرب في قطاع غزة، تضغط الولاياتالمتحدة من أجل الحصول على «التزامات» بشأن مرحلة «ما بعد حماس». وكان قد قدّم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال تواجده في طوكيو، ما وصفتها صحيفة «وول ستريت جورنال» ب«اللاءات الخمس»: «لا للتهجير القسري للفلسطينيين من غزة، لا لاستخدام غزة كمنصة للإرهاب، لا لإعادة احتلال غزة بعد انتهاء الصراع، لا لحصار غزة، لا لتقليص أراضي غزة». ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط»، أنه رغم استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة، فإن وتيرة الحديث عن مستقبل القطاع عقب وقف إطلاق النار بدأت في التزايد، خاصة بعدما أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ضرورة ألا تُعاود إسرائيل احتلال قطاع غزة، بعد نهاية الحرب التي تخوضها حاليًا ضد «حماس». ونقلت عن مصدر مطلع عن أن الأيام الماضية شهدت طرح تصورات بشأن مستقبل إدارة قطاع غزة في مرحلة ما بعد انتهاء الحرب مشيرًا إلى أن تلك الأفكار تحدث بشأنها «أكثر من مسؤول غربي»، فيما ينصب التركيز على إدخال المساعدات وتحقيق هدنة إنسانية، وأن هناك أفكاراً لما بعد الحرب تستحق الدراسة، لكن هناك أولويات إنسانية ضرورية حالياً، كما أن مستقبل القطاع يجب أن يكون جزءاً من حل شامل يرتكز على مبادئ ومقررات الشرعية الدولية وحل الدولتين. واقترح زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، أن تتولى السلطة الفلسطينية السيطرة على قطاع غزة بعد «حماس»، في حين قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك، إنه قد يتعين على قوة عربية متعددة الجنسيات أن تسيطر على غزة بعد القضاء على «حماس» ووفقا للصحيفة فقد بحثت دول عدة أوروبية قبل يومين خيار تدويل إدارة القطاع بعد الحرب، مقترحة تشكيل تحالف دولي يدير غزة بالتعاون مع الأممالمتحدة حيث اقترحت وثيقة أعدتها ألمانيا ووزعتها على عدد من الدول الأوروبية، تولي تحالف دولي تأمين غزة بعد الحرب. وفي المقابل، اعتبر الدبلوماسي الفلسطيني بركات الفرا، الأفكار الغربية المطروحة بشأن حكم قطاع غزة في مرحلة ما بعد «حماس» مجرد أفكار، وبعضها أوهام لافتاً إلى أن «حماس» لن تخرج من القطاع، والسلطة لن تعود إليه على دبابة إسرائيلية. وأعلنت حركة «حماس» رفضها تصريحات البيت الأبيض بشأن العمل على توافق إقليمي دولي لإدارة غزة بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي، ووفقا لنا قاله المتحدث باسم الحركة عبداللطيف القانوع، إن إدارة غزة أو جزء من أرضيها هو شأن فلسطيني خاص ولن تنجح أي قوة على الأرض من تغيير الواقع أو فرض إرادتها، كما أن الشعب الفلسطيني أفشل مخطط تهجيره وتصفية قضيته العادلة، ولن يسمح لأحد بتمرير مخططاته، ولا يزال ثابتاً مرابطاً على أرضه.