«غزة» تستعصى على الفصل

أكد أسامة حمدان، القيادى بحركة حماس، أن جيش الاحتلال عاجز عن التقدم، وأن قواته تتلقى ضربات موجعة لم يتوقعها فى أسوأ كوابيسه.
وطالب بوقف العدوان، مشددًا على أنه لا توجد قوة على الأرض يمكن أن تفرض الوصاية على الفلسطينيين. فى الوقت الذى أجمع فيه عدد من الخبراء والمحللين العسكريين على فشل الاحتلال الإسرائيلى فى تحقيق أىٍّ من أهدافه العسكرية، خاصة فصل الشمال عن الجنوب، إذ تستلزم العملية ترجل جنود الاحتلال بشكل مكثف وكبير فى القطاع، الأمر الذى استعصى على الاحتلال بسبب بسالة المقاومة الفلسطينية التى كبدته خسائر فادحة على مدار شهر كامل منذ انطلاق الحرب فى 7 أكتوبر الماضى.
وأكد «حمدان»، أمس، خلال مؤتمر صحفى بلبنان، «أن المقاومة ستواصل الدفاع عن الفلسطينيين»، متوعدًا رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بإجباره على دفع الثمن مقابل الإفراج عن الأسرى لدى الحركة.
وقال إن جيش الاحتلال عاجز عن التقدم، واصفًا ما تتلقاه القوات الإسرائيلية من هجمات ب«الضربات الموجعة التى لم يتوقعها فى أسوأ كوابيسه». وطالب بوقف العدوان على الشعب الفلسطينى بشكل فورى، مُحملًا الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن المجازر التى تُرتكب فى قطاع غزة، متهمًا إياها بتقديم الضوء الأخضر للاحتلال، مشددًا على أنه لا توجد قوة على الأرض يمكن أن تفرض على الفلسطينيين الوصاية.
وبخصوص رواية الاحتلال بوجود مسلحين فى مستشفيات غزة، قال: «نجدد دعوتنا للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية بإرسال وفود لتزور كل المستشفيات لتأكيد كذب المزاعم الإسرائيلية»، لافتًا إلى أن نتنياهو عرقل العرض الذى قدمته الحركة للإفراج عن بعض الأسرى لديها.
إلى ذلك، قال المحلل العسكرى الفلسطينى، أحد أبطال معركة الكرامة، اللواء واصف عريقات، إن الاحتلال لم ولن يحقق أيًا من أهدافه العسكرية فى قطاع غزة رغم انتهاجه الإبادة الجماعية بحق سكانه، واتباعه الهدم العقابى كسيف مسلط على رقاب المدنيين لدفعهم للهروب جنوبًا.
وأضاف، فى تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم»، أن فصل شمال غزة عن جنوبها يستلزم ترجل جنود الاحتلال بشكل مكثف وكبير، الأمر الذى لم يتمكن منه الاحتلال- حتى الآن- نظرًا لبسالة المقاومة، موضحًا أن الاحتلال يكتفى بعمليات تسلل جزئية لم يحقق من خلالها أى مكاسب.
وأكد أن هذا الهدف يحتاج إلى سنوات، معتبرًا أن فصائل المقاومة الفلسطينية أوقعت جنود الاحتلال فى فخاخ غزة، وأعدت لهم العدة والعتاد لحرب طويلة وممتدة، لافتًا إلى أن هدف تدمير أنفاق «حماس» بات هدفًا «شبه مستحيل»، مستشهدًا بمرور شهر كامل دون أن يحقق الاحتلال أى نتائج تُذكر.
ورجّح «عريقات» أن يكون لدى «حماس» من العتاد والأسلحة والصواريخ والإمدادات الطبية ما يُمكّن مقاتليها- الذين يتراوح عددهم بين 40 إلى 50 ألف مقاتل- من مواصلة المقاومة لشهور عديدة فى مدينة الأنفاق التى «ستبتلع العدو، وتكبده هزيمة وثمنًا باهظًا»، مضيفًا أن الاحتلال يُخفى خسائره الحقيقية على مستوى الجنود والعتاد.
وتابع: «أوقعت المقاومة خسائر ب24 دبابة ومجنزرة وناقلة جنود، بينما كانت دبابات العدو تحاول التسلل إلى مواقع فى العمق، فتُرد على أعقابها دون أى إنجاز، حتى الآن، والأهم أن الجندى الإسرائيلى مازال يتحصن فى دبابته غير قادر على الترجل على الأرض بفعل المقاومة الباسلة، وهو ما يحول دون تحقيق إنجاز».
وقال المحلل العسكرى الفلسطينى، اللواء يوسف الشرقاوى، إن المقاومة الفلسطينية تخوض «حرب عصابات» تستطيع الصمود فيها مدة طويلة، بمجموعات صغيرة متحركة منتشرة على مساحة قطاع غزة، وتستغل نقاط قوتها مقابل نقاط ضعف العدو، وتوقع أن تُحدث المقاومة خسائر جديدة فى صفوف جيش الاحتلال على مستوى الأفراد والعتاد.
وأضاف أن أداء الفصائل شهد تطورًا تكتيكيًا وعسكريًا واستخباراتيًا فى معركة «طوفان الأقصى»، معتبرًا أن التنسيق عالى الدقة بين الفصائل وبعضها البعض ليس وليد اللحظة، وأن الفصائل ستصمد لأكثر من عام، بينما لن يتمكن الاحتلال من تحقيق أهدافه.