مستشفيات غزة «تلفظ أنفاسها الأخيرة»

استشهد 13 فلسطينيًا من عائلة واحدة برفح في غزة، فيما وصفت وزارة الصحة في القطاع وضع المستشفيات ب«أنها تلفظ أنفاسها الأخيرة»، وارتفعت حصيلة الشهداء إلى 2329 فلسطينيًا وإصابة 9042 آخرين، في حين تم إخلاء مستوطنة «سديروت» من سكانها، والبالغ عددهم 30 ألفًا، نتيجة قصف القسام وسرايا القدس، فيما قصف حزب الله اللبنانى موقعًا إسرائيليًا بالقرب من الحدود.
وواصل الاحتلال الإسرائيلى قصفه الجوى والبحرى المتواصل على قطاع غزة، حيث ارتكب جيش الاحتلال مجزرة جديدة غربى مدينة رفح، عبر قصف منزل لعائلة «برهوم» أدى لاستشهاد 13 فلسطينيًا وإصابة آخرين، كما استهدف طيران الاحتلال عدة منازل شرقى رفح جنوب القطاع، ومنطقة جباليا شمال غزة بغارات مباغتة ودون إنذار مسبق، وجدد الاحتلال قصفه لمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، حيث استهدف محيط المستشفى الأوروبى في المدينة بعدة صواريخ ارتجاجية.
وخلفت الغارات الإسرائيلية أكثر من 15 شهيدًا وعددًا من المصابين جراء استهداف طائرات الاحتلال منزلين، أحدهما لعائلة «فروانة» في تل الهوا بمدينة غزة، والآخر لعائلة «زنون» برفح جنوبى القطاع، كما شنت طائرات الاحتلال أكثر من 6 غارات باتجاه شمال غزة، حيث قصفت مدرسة بالقرب من «أبوزتون»، ومركز شرطة جباليا النزلة شمال غزة، في حين استهدف الاحتلال مناطق شرق قطاع غزة وغربه عبر الزوارق الحربية والمدفعية بشكل مستمر.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة استشهاد 2329 فلسطينيًا، وإصابة 9042 آخرين بجراح متفاوتة، وأن الاحتلال قتل 10 مسعفين وأصاب 27 مسعفًا آخر بجراح مختلفة، ودمر 23 سيارة إسعاف منذ بدء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، موضحة أن العدوان الإسرائيلى أودى بحياة 28 كادرًا في القطاع الصحى، واصفة وضع المستشفيات جراء النقص الحاد في المستلزمات الطبية بأنها باتت تلفظ أنفاسها الأخيرة جراء المجازر التي يرتكبها الاحتلال.
وأشارت وزارة الداخلية الفلسطينية في القطاع إلى وجود أحياء تحت الأنقاض، مطالبة بمساعدة خارجية عاجلة، وأكدت أن الاحتلال لم يحقق إلا قتل مئات المدنيين، بينهم قرابة 800 طفل، وتدمير المنشآت السكنية والخدماتية والدينية.
وأشار مسؤولون حكوميون بالقطاع إلى استشهاد 47 عائلة بأكملها بواقع 500 شخص، جراء الغارات الإسرائيلية، وأن الاحتلال شرّد نصف مليون مواطن عن بيوتهم، وارتكب جريمة العقاب الجماعى بحق ما يزيد على 2 مليون إنسان، وانتقم منهم بقطع الكهرباء ومياه الشرب ومنع إمدادات الدواء والغذاء والوقود. إلى ذلك، ارتفعت حصيلة شهداء الضفة الغربية المحتلة إلى 55 فلسطينيًا منذ بدء معركة «طوفان الأقصى» بداية الأسبوع الماضى، كما شنت قوات الاحتلال حملة اقتحامات ومداهمات للضفة الغربية المحتلة، أسفرت عن اعتقال 55 فلسطينيًا.
وأعلن جيش الاحتلال مقتل قائد وحدة النخبة التابعة لحركة «حماس» في كتيبة جنوب خان يونس، بلال القدرة، مشيرًا إلى أنه المسؤول عن الهجوم في نيريم ونير- عوز، كما تم قتل عدد آخر من النشطاء في حركتى حماس والجهاد الإسلامى، في المقابل لم يصدر أي تعليق من حركة «حماس» على صحة هذه التصريحات.
وأوضح جيش الاحتلال أنه أغار على أكثر من 100 هدف عسكرى في حى الزيتون وخان يونس وغرب جباليا، لإضعاف قدرات «حماس»، حيث شملت الغارات مقرات قيادة ومجمعات عسكرية وعشرات المنصات لإطلاق الصواريخ ومواقع إطلاق قذائف مضادة للدروع ومواقع رصد، مع تدمير مقرات قيادة الجهاد الإسلامى.
في المقابل، واصلت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، وسرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامى»، استهداف المواقع الإسرائيلية في مستوطنات غلاف غزة والمواقع الإسرائيلية، حيث أعلنت كتائب القسام استهدافها تجمعات عسكرية إسرائيلية في منطقة مفلاسيم ورعيم ومفتاحيم، وإطلاقها وابلًا من الصواريخ تجاه مستوطنة سديروت.
ونشرت كتائب «القسام»، عبر موقعها على منصة «تليجرام»، ما قالت إنها مُسيرات انتحارية تم استخدامها ضد مواقع الاحتلال العسكرية، كما قصفت القسام وسرايا القدس، مساء أمس الأول، مدن عسقلان وأسدود وتل أبيب، ومطار بن جوريون، ومستوطنتى سديروت وزيكيم، برشقات صاروخية، ردًا على العدوان الإسرائيلى على غزة.
ودوّت صفارات الإنذار في نيريم ونيرعام ومفلاسيم في غلاف غزة، وأسدود وعسقلان وبئر السبع وتل أبيب وجان يفنه جنوب تل أبيب، وعدة مستوطنات في الضفة الغربية والقدس، جراء صواريخ القسام وسرايا القدس، وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية عن رحيل مستوطنى سديروت، البالغ عددهم 30 ألفًا، من المستوطنة الواقعة بغلاف غزة نتيجة القصف المتواصل ضد المستوطنة.
وتجددت الاشتباكات بين حزب الله اللبنانى والقوات الإسرائيلية على الحدود بين الجانبين، وأعلن «حزب الله» استهداف إحدى مجموعاته مواقع للجيش الإسرائيلى في مستوطنة شتولا على الحدود، وهذا الهجوم الذي جاء بالصواريخ الموجهة وقذائف الهاون، كان ردًا على الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت الصحفيين وأدت لاستشهاد مواطنين لبنانيين خلال الأيام الماضية.
وأكد «حزب الله» وقوع عدد من الإصابات بين قتيل وجريح في صفوف الجيش الإسرائيلى، مشيرًا إلى استهداف دبابة «ميركافا» إسرائيلية في موقع الراهب المقابل للبلدة اللبنانية «عيتا الشعب»، مما أدى إلى إصابتها بشكل مباشر وقتل وإصابة طاقمها. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى إن قواته هاجمت عدة أهداف عسكرية لحزب الله، ردًا على الهجوم الأخير على الحدود اللبنانية، مشيرًا إلى إغلاق جميع المناطق على مسافة 4 كيلومترات من الحدود اللبنانية وحظر الحركة فيها، ومطالبة المستوطنين في منطقة «المطلة» بالنزول للملاجئ. وذكرت تقارير طبية إسرائيلية أن هجوم الحزب خلّف قتيلًا من الجنود الإسرائيليين، وفقًا لما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية.
وفى وقت سابق، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال، دانيال هاجرى، في تعليقه على أحداث الحدود اللبنانية الإسرائيلية، إن القوات مستعدة ومتأهبة وجاهزة لكل ما يُطلب منها، متابعًا: «سنتحرك في أي مكان في الشرق الأوسط لتحقيق المصالح الأمنية لإسرائيل»، وفقًا لصحيفة «يديعوت أحرونوت».
وتشهد الحدود اللبنانية- الإسرائيلية توترًا متزايدًا منذ بدء معركة «طوفان الأقصى»، الأمر الذي أدى لمقتل 4 جنود إسرائيليين وإصابة آخرين في هجمات منفصلة، إضافة لاستشهاد عدد من عناصر كتائب القسام وسرايا القدس وحزب الله.