روسيا: منفتحون على المفاوضات مع أوكرانيا.. لكن لا فرصة الآن

قال المتحدث الرسمى باسم الكرملين، دميترى بيسكوف، إن بلاده منفتحة على المفاوضات مع أوكرانيا، لكن ليس هناك فرصة لمواصلة هذه المفاوضات حتى الآن.
وأضاف المسؤول الروسى: لقد قلنا مرارا وتكرارا إن موسكو تظل منفتحة لتحقيق أهدافها من المفاوضات، لكننا كذلك لفتنا انتباه الجميع أكثر من مرة إلى حقيقة أننا فى الوقت الراهن لا نرى مثل هذا الاحتمال، حيث تم إغلاق هذا الملف من قبل أوكرانيا، مع عدم استمرار أى مفاوضات مع الجانب الروسى، وفقا لما نقلت وكالة «نوفوستى».
ووصف بيسكوف الأنباء والمعلومات المنشورة فى الصحف الغربية بشأن وجود مفاوضات بين مستشار الرئيس الأمريكى للأمن القومى جيك سوليفان ومساعد الرئيس الروسى يورى أوشاكوف، ب«الكاذبة».
وكانت قد ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن مستشار الأمن القومى الأمريكى جيك سوليفان أجرى فى الأشهر الأخيرة سلسلة محادثات سرية بشأن أوكرانيا مع كبار مساعدى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين.
وقالت الصحيفة، نقلا عن مسؤولين فى الولايات المتحدة ودول حليفة، إن المحادثات جاءت فى محاولة «للحد من مخاطر نشوب صراع أوسع حول أوكرانيا وتحذير موسكو من مغبة استخدام الأسلحة النووية أو غيرها من أسلحة الدمار الشامل، وجاءت الاتصالات من الجانب الأمريكى مع يورى أوشاكوف، مستشار السياسة الخارجية للرئيس الروسى، وكذلك مع نظيره المباشر نيكولاى باتروشيف، سكرتير مجلس الأمن الروسى.
وأشار المسؤولون إلى أن الهدف كان تجنب مخاطر التصعيد وإبقاء قنوات الاتصال مفتوحة، وليس بحث تسوية للحرب فى أوكرانيا.
وذكرت الصحيفة أن سوليفان حث كييف على إرسال إشارة واضحة إلى استعدادها لحل النزاع مع روسيا، مشيرة إلى أن الدول الغربية تناقش وراء الكواليس شروط السلام المحتملة بين روسيا وأوكرانيا، وأن إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن طلبت بصورة شخصية من القيادة الأوكرانية إظهار الانفتاح على التفاوض مع موسكو.
من جانبها أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها قضت على أكثر من 300 جندى أوكرانى ومرتزق أجنبى أثناء التصدى لهجمات على 3 محاور أساسية للقتال.
وقالت الدفاع الروسية إنه تم صد كل الهجمات الأوكرانية بنجاح، وبلغت خسائر أوكرانيا أكثر من 110 قتلى على محور نيكولايف- كريفوى روج (خيرسون)، وما يصل إلى 100 جندى على محور كوبيانسك (شمال لوهانسك)، إضافة إلى نحو 120 قتيلا و130 جريحا على محور كراسنى ليمان (شمال دونيتسك).
وأكدت الوزارة أنه تم تدمير مستودعين للصواريخ وأسلحة المدفعية فى منطقة زابوريجيا ومنشأة لتخزين الوقود للمعدات العسكرية فى منطقة ميكولايف، وتدمير محطتى رادار لأنظمة الصواريخ المضادة للطائرات الأوكرانية من طراز S-300 ومنصة إطلاق ذاتية الحركة تابعة لمنظومة صواريخ Buk-M1 الأوكرانية المضادة للطائرات، فضلا عن إسقاط مروحية أوكرانية من طراز Mi-8 فى منطقة خيرسون و6 طائرات بدون طيار فى دونيتسك.
وبلغ مجموع ما تم تدميره منذ بداية العملية العسكرية الخاصة 331 طائرة، و170 مروحية، و2458 طائرة بدون طيار، و387 منظومة صواريخ مضادة للطائرات، و6421 دبابة ومدرعة أخرى، و884 راجمة صواريخ، و3562 قطعة من المدفعية لاميدانية ومدافع الهاون و7109 مركبات عسكرية خاصة.
واتهمت روسيا، أوكرانيا بإطلاق 7 قذائف من العيار الثقيل على المنطقة الصناعية لمحطة زابوريجيا للطاقة النووية من قرية «فيشيتاراسوفكا» بمنطقة دنيبروبيتروفسك الواقعة تحت السيطرة الأوكرانية.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن استفزازات كييف تهدف للتهديد بكارثة متعمدة فى محطة الطاقة النووية، مشيرة إلى أن الوضع الإشعاعى فى محطة الطاقة النووية «طبيعى».
من جانبه أعلن رئيس فنلندا ساولى نينيستو أن بلاده لا تضع أى قيود على عضويتها فى «الناتو»، لكنها لا تنوى نشر أسلحة نووية على أراضيها، جاء ذلك خلال حفل افتتاح دورات الدفاع الوطنى، أمس، مضيفا أنه على الرغم من عدم وضع أى قيود مقدما على العضوية فى الناتو، فليس لدى فنلندا أى نية على الإطلاق لجلب أسلحة نووية إلى أراضيها.
وذكرت تقارير أن مشروع القانون الفنلندى بشأن انضمام البلاد إلى الناتو جاهز تقريبا، وأنه لا يتضمن أى قيود على إنشاء قواعد عسكرية فى البلاد أو نشر أسلحة نووية.
وأوصى القائد العام للقوات المسلحة السويدية، ميكائيل بويدن، حكومة بلاده بعدم وضع قيود على نشر سلاح «الناتو» النووى فى أراضى المملكة، خصوصا أنها على أبواب الانضمام إلى الحلف.
يذكر أن فنلندا والسويد، فى ال 18 من مايو، تقدمتا بطلب الانضمام إلى الحلف، على ضوء العملية العسكرية الخاصة فى أوكرانيا، وقد قوبل هذا الطلب بموافقة غالبية دول الحلف باستثناء تركيا وهنغاريا.
من جانبه أعلن وزير الدفاع التركى، خلوصى أكار، مغادرة 6 سفن محملة بالحبوب موانئ أوكرانيا عقب عودة روسيا إلى العمل بمبادرة نقل الحبوب عبر البحر الأسود.
وقال أكار، فى بيان، أن عدد السفن التى غادرت الموانئ 426 سفينة وتجاوزت كمية الحبوب المنقولة 9.7 مليون طن.
وأعلن عضو المجلس الرئيسى فى الإدارة الإقليمية لمقاطعة زابوريجيا، فلاديمير روجوف، التخلى عن العملة الأوكرانية «غريفنا» اعتبارا من مطلع العام القادم.
وقال روجوف- وفقا لما نقلت وكالة «سبوتنيك»: «اعتبارا من الأول من يناير 2023، سيتوقف العمل بنظام العملة المزدوجة فى منطقة زابورويجيا، لن يتم قبول العملة الأوكرانية بعد ذلك، وستكون العملة الرسمية الوحيدة هى الروبل الروسى»، ويذكر أن المقاطعة تتعامل حاليا بنظام العملة المزدوجة، إلى جانب الروبل الروسى، حيث يتم استخدام غريفنا الأوكرانية أيضا فى التداول.
وقال الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى إن بلاده تستعد لهجمات روسية جديدة على بنيتها التحتية ومحطات الطاقة، بعد أن حث رئيس بلدية كييف السكان على الاستعداد لأسوأ سيناريو من خلال إعداد خطط طارئة لمغادرة المدينة والبقاء مع الأصدقاء أو الأسرة، مؤكدا أن أكثر من 4.5 مليون مستهلك باتوا بدون كهرباء بالفعل.
وأكد أن روسيا تتكبد خسائر فادحة فى هجماتها «الشرسة» المستمرة فى إقليم دونيتسك وأنها تستعد لشن هجمات جديدة، مشيرا إلى أن إيران تساعد روسيا على إطالة أمد الحرب الدائرة فى بلاده، مؤكدا أنه لولا إمداد طهران لموسكو بالسلاح لكان الطريق إلى السلام أقرب، مشيرا إلى أن موسكو تحتاج لصواريخ إيرانية فى وقت تحشد فيه قواها ومواردها لشن هجمات جديدة على البنية التحتية الأوكرانية، خاصة منشآت الطاقة.
واتهم الجيش الأوكرانى روسيا بتدمير سفن مدنية فى مقاطعة خيرسون جنوبى أوكرانيا التى تسيطر عليها روسيا وتحاول كييف إعادة السيطرة عليها، وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، فى بيان، إن روسيا قامت بتدمير على نطاق واسع لسفن مدنية راسية على ضفاف نهر دنيبرو فى منطقة خيرسون.
وأوضح البيان أن الوقود تسرب من السفن المدمرة إلى دلتا النهر، متهما القوات الروسية بمصادرة محركات السفن ومعدات أخرى.
من جهتها أعلنت نائبة رئيس الوزراء الأوكرانى، أولجا ستيفانيشينا، عن عزم بلادها استكمال عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى بحلول نهاية عام 2024، ووفقا لما نقلت صحيفة «فيلت» الألمانية، أن هذا الانضمام المبكر إلى الاتحاد الأوروبى سيكون الأسرع من نوعه فى التاريخ، حيث فى الماضى كانت هذه العملية تستغرق 9 سنوات.
ولفتت إلى أن أوكرانيا «ليست مرشحا عاديا وأن بروكسل تنظر إليها بشكل مختلف»، وأضافت: «البدء المبكر لهذه المفاوضات مهم للغاية بالنسبة لمعنويات الأوكرانيين، لأننا نكافح منذ سنوات للانتماء إلى أوروبا ونخاطر حاليا بحياتنا من أجل ذلك».