«كريزى وومان».. انتهاك لحقوق الأطفال بدعوى «المقالب»

«صراخ وشجار وفزع».. هذا ما واجهته طفلة مُستغَلة تبلغ من العمر شهورا قليلة، بسبب ما يعانيه البعض من إساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعى بهدف اكتساب المزيد من الشهرة وعدد المشاهدات، فيما يسمى برامج المقالب التي تهدف إلى الإضحاك، ولكنها ابتعدت في عدد من البرامج عن ذلك الهدف وتحولت إلى فزع وصرخات ومواقف تؤدى إلى وصول ضحاياها إلى أقصى مراحل الضغط النفسى في بعض الأحيان.
بدأت القصة مع الطفلة المُستغلة ذات الشهور المعدودة من قِبل أحد برامج المقالب خلال موسم رمضان، وذلك على موقع الفيديوهات «يوتيوب» تحت اسم «كريزى وومان»، وتستهدف مقدمة البرنامج الضيف المقرر استهدافه للمقلب وتحاول إعطاءه الطفلة الصغيرة ليحملها لتستطيع القيادة، ليبدأ تنفيذ المقلب بأن تتبرأ مقدمة البرنامج من الطفلة وتدعى أنها ابنة الضيف، وبدوره الأخير يثور على ذلك الفعل لتبدأ مرحلة التخلص من الطفلة بين شد وجذب وشجار بأصوات عالية بين الطرفين وضرب في بعض الأحيان لتجد الطفلة الصغيرة في حالة فزع وصراخ.
لقطات من برنامج «كريزى وومان»
وتتكرر تلك الفقرة عددا من المرات مع ضيوف متنوعة، ليجرى أحدهم مهرولًا بالخروج من السيارة وملقيًا بالطفلة على مقعد السيارة.. والمفارقة أن الطفلة هي ابنة إحدى فتيات فريق عمل البرنامج.
ولم يكن ذلك هو الموقف الأول الذي يتم فيه استغلال الأطفال والتسبب في تعرضهم للفزع تحت بند الإضحاك والمقالب وزيادة المشاهدات بهدف التربح واكتساب الشهرة، بل سبقها اليوتيوبر أحمد حسن وزينب، حينما عرضا ابنتهما أيضًا لذلك، وتمت إجراءات قانونية حيالهما آنذاك، ومؤخرًا حينما تعرض شاب أربعينى في محافظة الإسماعيلية للوفاة إثر أزمة قلبية بعدما فاجأه عدد من الأطفال بدفعه بأكياس المياه بهدف المزاح، ليسقط على الفور بعد محاولات اللحاق بهم.
قال الدكتور إبراهيم مجدى حسين، استشارى الطب النفسى، إن الطفلة تتعرض لضغوط نفسية عديدة حينما تشاهد هذه الفيديوهات بعد سنوات، وهذا نتيجة ما تعرضت له بهدف السعى وراء الشهرة، لافتًا إلى أن هذا استخدام سيئ للأطفال، وهو ما تجرمه قوانين الطفل عالميا، والتى تمنع تلك الجهات استخدام الأطفال بشكل يضرهم سواء في حملات إعلانية، أو فيديوهات على «السوشيال ميديا».
وطالب بضرورة اتخاذ إجراءات قانونية صارمة من قِبل المجلس القومى للطفولة والأمومة، مثلما يحدث في الخارج مع مثل هذه الحالات والتى قد تصل لسحب الحضانة حيال كل من يُعرض الطفل للإيذاء النفسى وإعطائه لأحد الأقارب أو أسرة بديلة حتى يتم التأهيل النفسى للوالدين.
وأضاف أن الطفل لا يُدرك ولا يعرف ما يحدث حوله، ويتم وضعه تحت ضغط نفسى، وتتنوع الإيذاءات النفسية تجاه الأطفال بأمثلة كثيرة تظهر مؤخرًا، مثل استغلال الأطفال لعمل فيديوهات على «التيك توك» بهدف التقليد، أو ترديد كلام ساذج بهدف الإضحاك وهذا ما يعتبره استغلال حتى إذا كان الطفل موهوب فهو استغلال صريح بهدف التكسب والربح من خلاله.