«بيونج يانج» تُطلق صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات وتنديد أمريكى يابانى

فى استفزاز جديد للمجتمع الدولى ولدول الجوار، أطلقت كوريا الشمالية صاروخًا باليستيًا باتجاه البحر، أمس، وقالت كوريا الجنوبية إن جارتها الشمالية أطلقت صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات، فيما يعتبر أول تجربة طويلة المدى تجريها بيونج يانج لسلاح على هذا القدر من القوة منذ 2017، وأكدت اليابان أن المقذوف الكورى الشمالى سقط فى منطقتها الاقتصادية الخالصة على بعد نحو 150 كيلومترًا إلى الغرب من سواحلها الشمالية.
وأعلن الرئيس الكورى الجنوبى مون جاى- إن، أن المقذوف الذى أطلقته كوريا الشمالية هو صاروخ باليستى عابر للقارات، وأضاف مون فى بيان أن الخطوة التى قامت بها جارة بلاده الشمالية تشكل «خرقًا لتعليق إطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات الذى وعد به الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج- أون المجتمع الدولى»، وخرقًا لعقوبات الأمم المتحدة على بيونج يانج. وعلى الفور أعلن الجيش الكورى الجنوبى أنه أطلق 12 صاروخًا من البر والبحر والجو ردًا على إطلاق كوريا الشمالية صاروخًا باليستيًا.
وتعد هذه الجولة الثانية عشرة من إطلاق الأسلحة لكوريا الشمالية هذا العام، وتأتى بعد أن أطلقت ما يشتبه فى أنه قطع مدفعية فى البحر. وقالت وزارة الدفاع اليابانية، أمس، إن كوريا الشمالية أطلقت صاروخًا باليستيًا محتملًا، حسبما نقلت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، ووجَّه خفر السواحل اليابانى إنذارًا إلى سفن بشأن ما قد يكون «صاروخًا باليستيًا من الممكن أن يكون قد أُطلق من كوريا الشمالية».
وقال وزير الدولة اليابانى لشؤون الدفاع ماكوتو أونيكى: «تحليلنا الراهن يؤشر إلى أن صاروخًا باليستيا حلق مدة 71 دقيقة وسقط فى المياه ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان فى بحر اليابان، على مسافة نحو 150 كلم شرق شبه جزيرة هوكايدو أوشيما»، مرجحًا أن يكون «صاروخًا باليستيًا جديدًا عابرًا للقارات» نظرًا إلى تحليقه على ارتفاع أكثر من 6 آلاف متر. ودان رئيس الوزراء اليابانى فوميو كيشيدا إطلاق الصاروخ، معتبرًا أن بيونج يانج تهدد «سلامة وأمن اليابان، والمنطقة، والمجتمع الدولى»، وأن هذا الأمر «لا يمكن القبول به».
وأدانت واشنطن «بشدة» هذا الاختبار، واعتبرت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكى أن التجربة الكورية الشمالية خرق فاضح لقرارات عدة من مجلس الأمن الدولى، وتزيد من التوترات بلا داعٍ، وتهدد بزعزعة استقرار الوضع الأمنى فى المنطقة.
وقال خبراء إن الوتيرة السريعة وغير المعتادة لكوريا الشمالية فى نشاط التجارب تؤكد هدفها المزدوج المتمثل فى تطوير أسلحتها وممارسة الضغط على واشنطن بشأن التجميد الشديد للمفاوضات النووية.
وأجرت كوريا الشمالية تجربتين فى الأسابيع الأخيرة، حيث قام الجيشان الأمريكى والكورى الجنوبى بتقييمهما لاحقًا على أنهما يشتملان على مكونات أكبر صاروخ جوى عابر للقارات فى كوريا الشمالية، وهو صاروخ «هواسونج 17».
وأعلن الجيش الكورى الجنوبى الأسبوع الماضى أن الجارة الشمالية أطلقت «مقذوفًا غير محدد»، لكن عملية الإطلاق كان مصيرها الفشل بشكل فورى. وأشار محللون إلى أن الاختبار كان لما يسمى «الصاروخ الوحش» أو «هواسونج 17»، وهو نظام جديد من الصواريخ العابرة للقارات لم يتم إطلاقه سابقًا. وأجرت بيونج يانج، الأحد الماضى، تجارب عديدة براجمات صواريخ، وفقًا للجيش الكورى الجنوبى.