انطلقت محادثات أمريكية- روسية فى جنيف، أمس، على خلفية المخاوف الغربية من احتمال حدوث غزو روسى لأوكرانيا، فيما تطالب موسكو بتخفيف نفوذ الدول الغربية عند حدودها. أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية انطلاق المفاوضات بين روسياوالولاياتالمتحدة، بشأن أوكرانيا، فى جنيف أمس. وبدأ الاجتماع الأمريكى- الروسى فى مقر البعثة الأمريكية فى المدينة السويسرية بين نائبى وزير الخارجية الأمريكى ويندى شيرمان والروسى سيرجى ريابكوف. من جهته، قال ريابكوف، أمس، إن موسكو مستعدة لسماع ما ستقوله الولاياتالمتحدة بشأن عدم نشر صواريخ على الأراضى الأوكرانية، مشيرًا إلى أنه لا يمكن إجراء حوار بناء خلال مفاوضات الضمانات الأمنية فى جنيف إلا فى سياق مراجعة قرارات قمة بودابست بشأن مستقبل أوكرانيا فى حلف شمال الأطلسى «ناتو». وأضاف ريابكوف قبيل انعقاد مفاوضات جنيف: «سنستمع لما يقولون. لكن هذا يجب أن يوضع فى سياق أوسع، هل هم مستعدون لضمان سحب قرار قمة بودابست فى عام 2008؟ هل هم مستعدون لتقديم ضمانات أمنية لعدم انضمامها ودول أخرى إلى حلف الناتو؟». وتابع ريابكوف: «لدىَّ توقعات متشائمة حول هذا الشأن، لكننا سنشرح بإصرار أنه بدون حل هذه المهمة الرئيسية فإنه لن يكون هناك حوار مثمر». وأكد ريابكوف عشية لقائه مع ممثل الولاياتالمتحدة فى جنيف بشأن الضمانات الأمنية: «وفقًا لذلك، نهجنا مختلف، كوننا نود أولاً وقبل كل شىء التوصل إلى اتفاق مع الولاياتالمتحدة والتحقق من مدى قدرتها على اتخاذ قرارات مسؤولة فى اللحظة الحالية الصعبة، والمثيرة للقلق، من وجهة نظر الأمن الأوروبى». بدوره، عبَّر الأمين العام لحلف «ناتو» ينس ستولتنبرج، أمس، عن استعداد الحلف للعمل بشكل مستمر مع روسيا للتوصل إلى حل سلمى للوضع المتعلق بأوكرانيا. وأكد على استمرار الدعم السياسى والعملى لأوكرانيا من خلال التدريبات للقوات الأوكرانية، مضيفًا: «سنستمع بنية جيدة إلى دوافع القلق من قبل روسيا بشأن أوكرانيا». وحذر روسيا من «كلفة عالية» ستتكبدها فى حال شنت هجومًا جديدًا على أوكرانيا، مؤكدًا دعم الحلف حق أوكرانيا فى الدفاع عن نفسها. وقال ستولتنبرج: «نريد أن نوجه رسالة واضحة إلى روسيا بأننا موحدون، وبأن روسيا ستتكبد كلفة عالية اقتصادية وسياسية فى حال استخدمت مجددًا القوة العسكرية ضد أوكرانيا. نحن ندعم أوكرانيا ونساعدها على تعزيز حقها فى الدفاع عن النفس». إلى ذلك، قالت نائبة رئيس وزراء أوكرانيا، أولجا ستيفانيشينا، أمس، إن مطالب روسيا المتعلقة بالضمانات الأمنية لا تشكل أساسًا للمفاوضات. وأضافت ستيفانيشينا خلال زيارة إلى مقر حلف شمال الأطلسى فى بروكسل فى مؤتمر مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسى: «علينا أن ندرك جميعًا أنه لا يمكن اعتبار مطالب روسيا من الحلفاء موقفًا تفاوضيًا». وكانت الولاياتالمتحدةوروسيا اتخذتا مواقف حازمة قبل هذه المفاوضات. وفى حين حذرت واشنطن من مخاطر حصول مواجهة، استبعدت موسكو من جهتها تقديم أى تنازلات. وقال نائب وزير الخارجية الروسى، سيرجى ريابكوف، فى وقت سابق، أنه أجرى مناقشة معقدة مساء أمس الأول، مع نظيرته الأمريكية، ويندى شيرمان. كما وصف ريابكوف المحادثة بأنها «جدية». وقال: «لن نقبل بأى تنازل، فهذا أمر مستبعد تمامًا»، مضيفًا: «خاب ظننا بالإشارات الصادرة فى الأيام الأخيرة من واشنطنوبروكسل أيضًا». وأضاف ريابكوف: «أعتقد أننا لن نهدر الوقت»، فى إشارة إلى مفاوضات أمس. ومن جهتها، أكدت شيرمان «دعم الولاياتالمتحدة للمبادئ الدولية المتعلقة بالسيادة والسلامة الإقليمية، ولحرية الدول ذات السيادة فى اختيار تحالفاتها».
