الخرطوم تترقب نتائج الوساطة لحل الأزمة

حالة من الترقب تشهدها العاصمة السودانية «الخرطوم» خلال الساعات القليلة المقبلة، انتظارًا لنتائج الوساطة التى تتولاها الأمم المتحدة ودولة جنوب السودان، إضافة إلى قوى سياسية سودانية، لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء السودانيين.
وأعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص للسودان، فولكر بيرثيس، أنه التقى الدكتور عبدالله حمدوك، رئيس الوزراء السودانى المعزول فى منزله، مؤكدًا أن حالته جيدة لكنه لايزال تحت الإقامة الجبرية.
وقال «بيرثتيس»، فى تغريدة عبر موقع التدوينات القصيرة «تويتر»: «ناقشنا خيارات الوساطة وسبل المضى قدماً بالنسبة للسودان.. سأواصل هذه الجهود مع أصحاب المصلحة السودانيين الآخرين».
ودخلت جنوب السودان هى الأخرى على خط الوساطة بين الفرقاء السودانيين، حيث وصل «الخرطوم» أمس الأول، مستشار رئيس جمهورية جنوب السودان للشؤون الأمنية، رئيس وفد الوساطة الجنوبية، توت قلواك، يرافقه وزير الخارجية، مييك أيى دينق، ووزير الاستثمار، دكتور ضيو مطوك، فى زيارة رسمية تستغرق عدة أيام.
واستهل المستشار الأمنى لرئيس جنوب السودان، لقاءاته صباح أمس، بالقائد العام للقوات المسلحة السودانية، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دلقو «حميدتى» - كل على حدة، حيث بحث معهما تطورات الأوضاع الأخيرة.
وقال «قلواك»، فى تصريحات، إنهم يقفون فى مرحلة وسط بين الطرفين فى السودان، وإن هدفهم الرئيسى الوصول إلى حلول للأزمة بين الطرفين العسكرى والسياسى.
وعبّر «دينق»، عقب وصول الوفد إلى مطار الخرطوم، عن إيمان جمهورية جنوب السودان بضرورة استقرار الأوضاع فى السودان، لانعكاس ذلك على دول الإقليم، وأضاف: «الوفد يحمل رسالة من الرئيس سلفاكير ميارديت، لدعوة القيادة السودانية للدخول فى حوار شامل مع مختلف القوى السياسية، عدا حزب المؤتمر الوطنى، لتجاوز جميع التحديات وإيجاد حل عاجل لكل القضايا التى تواجه السودان».
وأكد وزير خارجية جنوب السودان وقوف بلاده بجانب الشعب السودانى، ومناشدتها لكل الأطراف ببذل أقصى الجهود لضمان الاستقرار والسلام، ومراعاة المصالح العليا للبلاد وتغليبها على المصالح الحزبية والشخصية، والعمل على المحافظة على مكتسبات ثورة ديسمبر المجيدة وتحقيق شعاراتها على أرض الواقع.
فى السياق ذاته، قال القيادى بقوى التوافق الوطنى، التوم هجو، ل«المصرى اليوم»: «لا أعتقد أن الوساطات التى تتم حاليا ستقضى إلى شىء.. المسألة واضحة جدا وهى أنه على رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك أن يستجيب إلى صوت الشعب الذى كان فى اعتصام القصر الجمهورى والذى طالب بحل الحكومة الحزبية وتشكيل حكومة كفاءات».
فى سياق تطورات الأحداث فى «الخرطوم»، أعادت السلطات السودانية اعتقال عدد من رموز نظام الرئيس السودانى المعزول عمر البشير، بعد ساعات من إطلاق سراحهم، على رأسهم وزير الخارجية الأسبق، البروفيسور إبراهيم غندور.
وذكرت تقارير إعلامية سودانية أن القائد العام للقوات المسلحة السودانية، الفريق أول عبدالفتاح البرهان أعفى، أمس الأول، النائب العام السودانى المكلف، مبارك محمود، من منصبه، إلى جانب 7 وكلاء للنيابة.
وفى تطور لافت، أعلن مجلس نظارات البجا، إعادة فتح ميناء بورتسودان لمدة شهر، بعد أن كان مغلقًا منذ سبتمبر الماضى.