العيادة النفسية

الفضفضة تُعد أحد أساليب العلاج النفسى والعضوى، ومن هذا المنطلق خصصنا مساحة دورية لعرض الأزمات الصحية والنفسية التى نواجهها فى حياتنا اليومية، وكيفية التعامل معها.. حلقات هذا الأسبوع يُشخصها الدكتور إبراهيم مجدى، استشارى الطب النفسى بجامعة عين شمس.
1- التحرش فى العمل
أنا شابة فى الثلاثين من عمرى، من أسرة ميسورة وأعمل مساعدة رئيس مجلس إدارة لإحدى شركات البترول، تعرضت للتحرش من أحد أعضاء مجلس الإدارة، بدأ بتحرش لفظى وتعاملت معه فى البداية كأنه مجاملة ولم أوبخه، بعد ذلك دعانى لمقابلته ورفضت بأدب، ولكنه ألمح إلى أنه سوف يشتكينى لرئيس مجلس الإدارة وأننى لم أقم بأداء وظيفتى بشكل جيد ويطلب منه أن أعود للعمل مرة أخرى فى إدارة العلاقات العامة.
أنا الآن فى حيرة من أمرى.. هل أشتكى لرئيس مجلس الإدارة المضايقات التى أتعرض لها أم أصمت؛ خاصة أن عضو مجلس الإدارة علاقته وثيقة برئيس مجلس الإدارة، مع العلم أن وصولى لمنصب مساعد رئيس مجلس إدارة فى سن صغيرة له مميزات خاصة، مع العلم أننى يتيمة الأب، وجعلتنى الوظيفة أحافظ على وضعى المادى.
ومع مرور الوقت بدأت أتعرض لنوبات إغماء متكررة فى العمل، وبدأت فى التردد على أطباء الباطنة والمخ والأعصاب وعمل عدة فحوصات وأشعات، وظهرت كل نتائج الفحوصات سليمة.
■ التوصيف النفسى:
ما يحدث هو أعراض تحويلية وأثر الاضطرابات التحويلية، ووفقًا لمعايير التشخيص الحالية فإنها تمثل ظهور عرض أو أعراض مرضية جسمية، أو تغير أو فقدان فى الوظائف الطبيعية للجهاز العصبى الحركى الإرادى أو فى الحواس، ما يوحى بالإصابة بمرض عصبى أو عضلى دماغى، أو مرض طبى عام.
وهذه الأعراض مرتبطة بعوامل نفسية وضغوطات وصراعات فى نشوئها أو اشتدادها، وأن موضوع التحرش يمثل ضغطًا شديدًا عليها لدرجة حدوث نوبات الإغماء المتكرر، وننصحها بأن تواجه عضو مجلس الإدارة مهما بلغت الخسائر، وأن تغاضيها عن التحرش فى سبيل الحفاظ على الوظيفة هو نوع من المهانة والانتقاص من الكرامة.
2- الحشيش وضلالات العظمة
ابنى شاب أعزب عمره 26 عامًا، تخرج فى إحدى كليات الإعلام فى جامعة خاصة، وعمل فى الإخراج بإحدى القنوات الفضائية، وقد لاحظت أنه أصبح كثير الكلام، ويتكلم كلامًا غير مترابط ويدعى أنه صاحب رسالة سماوية ولديه قوة خارقة، واعترف لى بأنه معتاد على تناول الحشيش.. كيف أتعامل معه؟
■ التوصيف النفسى:
هذا الشاب يعانى أعراضًا ذهانية وضلالات عظمة، وإن تعاطيه الحشيش هو سبب ظهور هذه الأعراض، وننصحه بالابتعاد عن الحشيش وتناول أدوية مضادة للذهان لمدة 6 أشهر، وقد أظهرت الدراسات أن مدمنى الحشيش فى سن 17 عامًا أكثر عرضة للإصابة بمرض الفصام، وقد يعتقد أغلبية الناس أن الحشيش ليس مخدرًا خطيرًا، ولكن الدراسات الحديثة تشير إلى أنه يسبب أعراضًا ذهانية وهذا مذكور فى مراجع الطب النفسى.
وهذه الأعراض تشمل الأوهام أو الهلوسة أو كليهما. وقد يكون الأفراد الذين يعانون من هذه الأعراض لا يملكون نظرة ثاقبة حول ما إذا كانت الأوهام أو الهلوسة هى الحقيقة، وهناك الأوهام وهى الأفكار والمعتقدات التى لا تعتمد على الواقع، وتشمل أنواع الأوهام: الاعتقاد بأنك استثنائى، خاص، موهوب.
3- علاقات عاطفية بالترامادول
أنا شابة من إحدى المحافظات الساحلية، أدرس فى السنة الرابعة فى كلية الهندسة بإحدى الجامعات الخاصة، وأقيم فى سكن للطلبة خاص بالجامعة، وبدأت أشتكى من القلق والتوتر والانفعال الشديد والاندفاعية وتقلب المزاج ومحاولات الانتحار أحيانًا، والدخول فى علاقات عاطفية فاشلة وغير مستقرة، وبدأت تدريجيًّا تدخين الحشيش ولكن أحد أصدقائى نصحنى بتجربة الترامادول كى أكون أكثر نشاطًا وأحسن مزاجًا، ولكنى لم أستطع التحكم فى الجرعة، فأصبحت أتعاطى 5 أقراص فى اليوم وحاولت إيقاف التعاطى ولكنى لم أستطع بسبب أعراض الانسحاب الشديدة وآلام المعدة والظهر.
■ التوصيف النفسى:
هذه الحالة تعانى من اضطراب الشخصية الحدية borderline personality وننصحها بالعلاج الدوائى لأعراض الانسحاب بجانب العلاج السلوكى والجدلى الذى سوف يساعدها فى إعادة تقييم أمور حياتها، واضطراب الشخصية الحدية كما هو مذكور فى مراجع الطب النفسى، ويُعد ذلك اضطرابًا فى الصحة العقلية بما يوثر فى طريقة التفكير والشعور بنفسك وبالآخرين؛ مما يؤدى إلى مشاكل فى مهام الحياة اليومية.
ويتضمن مشاكل فى نظرة الشخص لنفسه، والصعوبة فى السيطرة على المشاعر والسلوك، واضطراب العلاقات بشكل متكرر. وتعانى الحالة من اضطراب الشخصية الحدية، والخوف الشديد من الهجر أو عدم الاستقرار، وقد تجد صعوبة فى تحمل الوحدة. ويدفع الغضب الحاد والحالات المزاجية المتقلبة الآخرين إلى الابتعاد عنك على الرغم من أنك ترغبين فى الشعور بالحب ووجود علاقات دائمة. قد تتضمَّن الأعراض الرعب من فكرة الهجر، وقد تدفعك لاتخاذ إجراءات عنيفة لتجنب فراق أو رفض حقيقى أو مُتخيل، بشأن نمط غير مستقر من العلاقات العاطفية، كتعظيم شخص بشدة، وفى اللحظة التالية الاقتناع بأنه شخص مهمل أو قاسٍ.
وقد تتعرضين لتغيرات سريعة فى صورة الشخص عن نفسه وهويته، ومنها تغير القيم والأهداف، والإحساس بأنك شخصية سيئة أو أنه لا قيمة لوجودك على الإطلاق، مع نوبات من الرهاب المتعلق بالإجهاد وفقد الصلة بالواقع، تدوم من عدة دقائق لعدة ساعات، وتصرفات طائشة ومندفعة، كالمقامرة، والقيادة بتهور، وحفلات السهر وتعاطى المخدرات، أو القضاء على نجاحك بالاستقالة من وظيفة جيدة أو إنهاء علاقة ناجحة.