وثائق سرية لتشييع الملكة البريطانية وتتويج ولى العهد

انكشف الغطاء وتعرى قدس أقداس القصر الملكى البريطانى بعد أن امتدت إليه آياد آثمة لتفضح السر المكنون داخل الوثائق المحجوبة منذ عشرات السنين عن السمع والبصر. هاجت الدنيا وماجت، بعد تسريب ما يعرف ب«عملية لندن بريدج» وهى خطة حساسة دقيقة تتناول تفصيليا ترتيبات تشييع الملكة البريطانية إليزابيث الثانية إلى مثواها الأخير.
لا شىء يأتى من لا شىء فى الحياة السياسية، وهو ما يُعتبر ترجمة واقعية يشهدها قصر بكنجهام، حيث ذابت الملكة إليزابيث الثانية فى نسيج العرش وانصهرت داخل الحكم الملكى حتى صار عمرها كله يشكل «قرنا» من التاريخ البريطانى.
وكثر الحديث عن وراثة العرش الذى تربعت عليه الملكة عدة عقود، فهى أزمة تطل برأسها بين حين وآخر، خاصة بعدما أعلنت الملكة مؤخرًا أنها لن تتنازل لصالح ولى العهد تشارلز وأنها متمسكة بمنصبها حتى الرمق الآخير.
وعلى الرغم من أن مجلس الوزراء البريطانى يجرى تحقيقات مكثفة للكشف عن ملابسات تسريب عملية «لندن بريدج»، فإن وسائل الإعلام البريطانية الكبرى أفردت مساحات واسعة لتناول الأزمة، مشفوعة ببعض الأوصاف الانفعالية والعاطفية التى تصف تلك التسريبات ب«القاسية» و«اللاأخلاقية» والتى ظهرت قبل أوان رحيل الملكة إلى عالم «الصمت الأبدى». وكشفت خطة «لندن بريدج» عن إعلان الحداد على الملكة لمدة عشرة أيام، تصل ذروتها بجنازتها الرسمية فى دير ويسمنستر، حيث يرقد نعش جلالتها فى قصر ويسمنستر لمدة ثلاثة أيام، حتى يتمكن الشعب من إلقاء نظرة الوداع، قبل دفنها إلى جوار زوجها الأمير فيليب فى مقبرة العائلة فى أراضى قلعة ويندسور.
أما إجراءات وترتيبات العشرة أيام حسب الخطة، فهى تتمثل فى:
■ اليوم الأول: رئيس الوزراء البريطانى هو أول شخص يجرى إبلاغه بنبأ الوفاة خارج قصر بكنجهام، وتصدر الأسرة الملكية «إشعارًا رسميًا» يحمل الأنباء للشعب، إلى جانب تنكيس الأعلام فى غضون عشر دقائق، ويجتمع مجلس «اعتلاء العرش» فى قصر القديس جيمس ليعلن تشارلز ملكا جديدا، ويلتقى رئيس الوزراء والحكومة الملك فى الثالثة والنصف ظهرا، بينما يلقى تشارلز خطابا للأمة فى السادسة مساءً.
■ اليوم الثانى: يعاد جثمان الملكة إلى قصر بكنجهام ويوضع نعشها فى قاعة العرش.
■ اليوم الثالث: يقوم الملك تشارلز بجولة للدول الأربع التى تضمها المملكة المتحدة، حيث يبدأ بزيارة للبرلمان لتلقى التعازى من الأعضاء، ثم يتوجه إلى إدنبره لزيارة البرلمان الأسكتلندى.
■ اليوم الرابع: يتوجه تشارلز إلى أيرلندا الشمالية لتلقى التعازى، وفى لندن تجرى بروفة لموكب نعش الملكة من قصر بكنجهام إلى ويستمنستر.
■ اليوم الخامس: يغادر النعش قصر بكنجهام ويحمل إلى قاعة ويستمنستر.
■ من اليوم السادس إلى التاسع: ترقد الملكة لمدة ثلاثة أيام، ونعشها يوضع على صندوق مرتفع يعرف باسم «كاتفلاك»، وسط القاعة التى سوف تفتح للجماهير لمدة 23 ساعة فى اليوم، فى حين يتوجه تشارلز إلى ويلز فى المرحلة الأخيرة من جولته بالمملكة المتحدة.
■ اليوم العاشر: إعلان جنازة الملكة يومًا للحداد الوطنى، ولكنه ليس يوم عطلة رسمية، وتقام الجنازة الرسمية فى دير ويستمنستر، ثم تقام دقيقتان حدادًا فى منتصف اليوم، وسوف تقام طقوس الدفن فى كنيسة القديس جورج بقلعة ويندسور.
ومن جانبه، رفض قصر بكنجهام التعليق، غير أن مصدرا ملكيا أكد أن المسؤولين ليسوا سعداء بما حدث، قائلًا: «نحن لا نتحدث عن ذلك.. الأمر فى يد الحكومة»،