حينما جاء مصطفي النحاس باشا رئيسًا للوزراء في السادس عشر من مارس 1928 تمسك بتعيين الشيخ «محمد مصطفي المراغي» شيخًا للأزهر على غير رغبة الملك فاروق، فكان المراغي أصغر من تولي هذا المنصب الجليل، حيث كان عمره آنذاك 47 عامًا، فهو مولود في مارس 1881ولعل لقب المراغي قد اكتسبه من القرية التي ولد فيها وهي قرية «مراغة» مركز طهطا بأسيوط.المراغي أيضًا كان أصغر من حصل على العالمية، التي حصل عليها عام 1904على يد أستاذه الإمام محمد عبده، الذي رشحه في السنة ذاتها للعمل في السودان وهناك توثقت علاقته بحاكم السودان «الإنجليزي» دون أن يؤثر هذا على مهابة واستقلالية مهنة الشيخ، فقد عرف عن الشيخ المراغي الميل للاعتدال والنفور من العنف، والاستقلال في اتخاذ القرار.وفي السودان تولي المراغي منصب قاضي القضاة في السودان كان ذلك عام 1908وكان عمره آنذاك 28 عامًا وحينما كان يشغل هذا المنصب اندلعت ثورة 1919،وبعدعودته من السودان تنقل بين العديد من الوظائف فشغل رئيس التفتيش الشرعي بوزارة الحقانية «العدل»ثم رئيس محكمة مصرالابتدائية الشرعية ثم عضو محكمة مصر الابتدائية الشرعية ثم عضو المحكمة العليا الشرعية، ثم رئيس لها.كما تولي مشيخة الأزهر في وزارتي النحاس ومحمد محمود، وكان عمره في الوزارة الثانية 47 عامًا كما تولاها في إبريل 1935على إثراستقالة الشيخ محمد الظواهري، وبقي في منصبه هذا إلى أن توفي «زي النهارده» في 22 أغسطس 1945.وكان للمراغي ثلاث جولات شهيرة كانت متعلقة بشأن الإصلاح في الأزهر وأيضًا بمسألة الخلافة الإسلامية ما بين الملك فؤاد والملك فاروق.