خبير بيئى يحدد شروط نجاح استثمار القطاع الخاص فى المحميات الطبيعية .. تعرف عليها

قال محمود القيسونى الخبير البيئى ومستشار وزير البيئة والسياحة الأسبق ، أن عدد المحميات الطبيعية المعلنة يصل إلى 30 محمية رغم أنه من المفترض أن يصل عددها إلى 40 حسب مطبوعات جهاز شئون البيئة ، لكن بسبب عدة ظروف منها توابع ثورة يناير توقف الجهاز عن إستكمال باقي المحميات .
وحول قرار وزارة البيئة بشأن مشاركة القطاع الخاص فى مهمة إدارة المحميات الطبيعية مثل محمية وادى دجلة شرق حى المعادى ، ومحمية رأس محمد وهى أولى المحميات التى أعلنتها مصر عام 1983 ، ومحمية الغابة المتحجرة ، أكد القيسونى أنه لابد من وقف الاعتداءات اليومية المدمرة لكنوز المحميات الطبيعية التى تسببت فى تدهور أحوالها قبل الإعلان عن شراكة القطاع الخاص ، مثل ما يحدث لمحمية رأس محمد يوميا منذ تسعة سنوات من صيد جائر كثيف بالنطاق البحري مع تدمير الشعاب المرجانية ، وما حدث لمحمية الغابة المتحجرة من محاولة وزارة الإسكان اقتطاع مساحة ضخمة منها لتشييد مشروع سكني وهي المحاولة التي فشلت بسبب الفزعة الإعلامية وإحتحاج علماء البيئة ، وما حدث لمحمية وادي الريان بالفيوم من تشييد مستعمره هائلة ضمت مصادر المياه الوحيده في هذا القطاع والتي تعتمد عليها كائنات المحمية محاطة بجدار إرتفاعه مترين وطوله 14 كيلومتر في تحدي صارخ وعلني لسيادة الدولة وقوانينها وجريمة لا مثيل لها علي مستوي محميات دول العالم .
وأكد القيسونى على نجاح منظومة إشراك القطاع الخاص بنجاح في عدة دول لكن من خلال تحقيق شروط صارمة وقيود تضمن الحفاظ علي كنوزها الطبيعية الحياتية ، ودون الإضرار ببيئة المحمية مع تحقيق دخل يغطي تكاليف الإداره البيئية السليمة للمحمية وتحقيق فائض لصندوق المحميات .
وحدد القيسونى هذه الشروط من خلال التعاقد مع خبراء متخصصين في هذا المجال لهم سابق خبره ومؤمنين بهذه الرساله السامية وعلي مستوي رفيع من الوعي البيئى ، علي أن تلتزم الدولة بالمساندة القانونية من خلال تأمين المحميات عن طريق رجال الشرطة وقوات حرس الحدود والقوات البحرية ، لأن القطاع الخاص لن يحقق نجاح إذا لم تسانده وتحميه أجهزة الدولة .
وتابع القيسونى :" من واقع متابعتي اليومية لأخبار البيئة المصرية وحمايتها محليا ودوليا طوال 20 سنة الماضية وقربي من علماء مصر الأجلاء رحمهم الله والذين أنذروا وتنبئوا وسجلوا فى مئات التقارير والمحاضرات عن أهمية حماية البيئة وإعداد مصر لمواجهة توابع التغيرات المناخية الكارثية القادمة ، مع وضعهم الحلول وهي جهود وطنية مخلصة تم تجاهلها تماما ، بل بلغ الأمر تصريح صحفي صادم لأحد كبار المسئولين بالدولة منذ ما يقرب من 20 عام أن كل تصريحات علماء مصر المرتبطة بالتغيرات المناخيه تخاريف لا أساس لها من الصحة ، واليوم كل ما توقعه وسجله علمائنا يحدث ويصدمنا جميعا ويضر بحياتنا" .
وتمنى القيسونى النجاح للدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة فى مهمة حماية البيئة والحفاظ علي كنوز محمياتنا الطبيعية والتي تغطي ربع مساحة الأراضي المصرية ، مؤكدا أنها مهمة من أصعب وأعقد المهام علي الإطلاق بسبب الإنعدام الشبه تام للوعي البيئي علي كامل المستويات على حد قوله .