جهود مصر تتواصل لتثبيت وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين وإسرائيل

استمر وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، أمس، فيما يواصل وفدان مصريان مباحثاتهما مع الجانبين لتثبيت الهدنة.
ونجحت الوساطة المصرية في وقف إطلاق النار قبل فجر الجمعة الماضى، لينهى 11 يومًا من القصف المتبادل، الذي تسبب في دمار جديد في غزة وأحدث هزة في إسرائيل وأثار مخاوف دولية من الانزلاق إلى صراع أوسع.
وارتفع عدد شهداء العدوان الإسرائيلى على غزة إلى 248، بعد انتشال جثث 9 من عناصر كتائب القسام التابعة لحركة حماس من نفق شرق خان يونس، وطفلة من أسفل مبنى بحى تل الهواء بغزة، بالإضافة إلى جثث 5 فلسطينيين آخرين.
وتضم حصيلة الشهداء أيضا 66 طفلًا و39 سيدة و17 مُسنًا، بالإضافة إلى 1948 مصابًا.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إن إسرائيل لم تلجأ للاجتياح البرى في غزة، لأنها قصدت ردع حركة حماس خلال العدوان الأخير على قطاع غزة وليس إسقاطها. وأشارت الصحيفة إلى أن عدد الصواريخ والقذائف التي أُطلِقت من غزة، خلال 11 يومًا من العدوان على القطاع المحاصَر، بلغ 4360 صاروخًا، ما يمثل أكبر عدد من عمليات إطلاق الصواريخ من أي منطقة مُعادية لإسرائيل في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن (11 يومًا)، وأكثر بأضعاف من عدد الصواريخ التي تم إطلاقها من غزة خلال آخر 3 جولات للعدوان الإسرائيلى على القطاع منذ 2007.
وذكرت أنّ التقديرات الإسرائيلية تُشير إلى بقاء 10 آلاف صاروخ لدى كلّ فصائل المقاومة الفلسطينية، بما في ذلك المئات من الصواريخ بعيدة المدى.
وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إنّ «الجيش الإسرائيلى يعترف بأن الأضرار التي لحِقت بمجموعة صواريخ حماس كانت أقلّ مما كان مخططًا له».
وقال مسؤولون من حماس إن مصر أرسلت وفدا إلى إسرائيل، أمس الأول، لبحث سبل تثبيت وقف إطلاق النار على أن يشمل ذلك مساعدة الفلسطينيين في غزة. وأوضح المسؤولون أن أعضاء الوفد قاموا منذ ذلك الحين بجولات مكوكية بين إسرائيل وغزة وأن المحادثات استمرت أمس، وتوجه الوفد أمس أيضا إلى رام الله لإجراء مباحثات مع السلطة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس الفلسطينى محمود عباس.
وأعلنت الرئاسة المصرية أن مصر قدمت أضخم قافلة مساعدات للشعب الفلسطينى في قطاع غزة، وهى عبارة عن 130 شاحنة محملة بعدد 2500 طن من المواد الغذائية، والأدوية، وألبان الأطفال، بالإضافة إلى ملابس، ومفروشات، وأجهزة كهربائية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضى إن هذه القافلة تأتى تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، من خلال صندوق تحيا مصر.
وقالت مصر في بيان إن وزير الخارجية الإسرائيلى جابى أشكينازى قال لنظيره المصرى سامح شكرى، مساء أمس الأول، إن إسرائيل حريصة على الحفاظ على الهدوء. وجاء في البيان المصرى أن الوزيرين بحثا أيضا «الإجراءات الكفيلة بتسهيل عملية إعادة إعمار غزة في المرحلة المقبلة»، خاصة بعد إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى أن مصر ستخصص 500 مليون دولار لإعادة إعمار غزة. وقال البيان إن الوزيرين «أكدا أهمية العمل بالتنسيق بين البلدين والسلطة الفلسطينية والشركاء الدوليين، سواء فيما يتعلق بتأمين استقرار الموقف أو باستئناف عمل قنوات التواصل بهدف تحقيق السلام».
وأعربت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامى عن تقديرها لجهود مصر التي أدت إلى إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، عن تقديره للجهود المصرية.
وعبرت السعودية، عبر بيان لوزارة خارجيتها، عن تثمينها لجهود مصر «الشقيقة» في وقف إطلاق النار.
كما أعربت الكويت، عبر بيان لوزارة الخارجية الكويتية، عن تقديرها للجهود المصرية في هذا الصدد.
ورحبت مملكة البحرين بنجاح جهود مصر في قيادة المفاوضات بين الطرفين للتوصل إلى هدنة طويلة الأمد، حرصًا على وقف نزيف الدماء وإنهاء العمليات العسكرية في قطاع غزة.
وأعلن السودان، عبر بيان لوزارة الخارجية السودانية، عن تقديره للجهود المصرية للتوصل لهذه الهدنة.
وقال مصدر مطلع، أمس، إن وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن سيزور مصر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة يومى الأربعاء والخميس في إطار جهود ترسيخ التهدئة في غزة.
ولم ينشر المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون والفلسطينيون البرنامج الكامل لزيارة بلينكن. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت عن زيارته يوم الخميس قائلة إنه «سيناقش جهود الإعمار والعمل معًا لبناء مستقبل أفضل للإسرائيليين والفلسطينيين».
وقال المصدر إن زيارة بلينكن للشرق الأوسط ستشمل مصر والأردن.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن بلينكن تحدث هاتفيًا مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس، مساء أمس الأول، وإنهما ناقشا إجراءات لضمان صمود وقف إطلاق النار القائم بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وقالت الوزارة، في بيان، إن بلينكن أبلغ عباس بأن الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل مع السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة لتقديم مساعدات إنسانية سريعة وحشد الدعم الدولى لإعادة إعمار غزة.
وقال الرئيس الأمريكى جو بايدن، إن الحزب الديمقراطى (الذى ينتمى إليه) لا يزال يؤيد إسرائيل، وإنه يصلى من أجل صمود وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين.
وأضاف بايدن، في مؤتمر صحفى بالبيت الأبيض، إن حل الدولتين هو العلاج الوحيد للصراع بين الطرفين، وتعهد بجمع حزمة كبيرة مع دول أخرى للمساهمة في إعادة بناء غزة.
وقال إن المساعدات المخصصة للمنطقة ستقدم بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، لضمان ألا تتمكن حماس من إعادة تعزيز ترسانتها العسكرية.
ودعا بايدن إلى إنهاء الاشتباكات بين السكان المتشددين من كلا الطرفين، وشدد على ضرورة الحفاظ على أمن الفلسطينيين في الضفة الغربية ومساعدة سكان غزة.
وأوضح أنه سيشدد أيضا على ضرورة المساواة في معاملة المواطنين الإسرائيليين سواء اليهود أو العرب.
وقال بايدن إنه ينبغى للفلسطينيين أيضا الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود.
وأضاف، للصحفيين خلال مؤتمر صحفى مع الرئيس الكورى الجنوبى مون جيه-إن: «لن يتحقق السلام إلى أن تقول المنطقة صراحة إنها تعترف بحق إسرائيل في الوجود كدولة يهودية مستقلة».
وأحجم بايدن عن الكشف عن تفاصيل مناقشاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، لكنه قال إنه يؤمن بأن نتنياهو سيحافظ على وقف إطلاق النار. وقال الرئيس الأمريكى: «أصلى من أجل صمود وقف إطلاق النار. أصدق ما قاله (نتنياهو) لى. لم يخلف كلامه معى من قبل مطلقًا».