إضراب شامل ومسيرات فلسطينية لدعم القدس وغزة

جدد جيش الاحتلال الإسرائيلى، أمس، غاراته بشكل متواصل على مختلف أنحاء قطاع غزة فى اليوم التاسع على التوالى من العدوان، فى حين ردت فصائل المقاومة الفلسطينية بقصف العديد من البلدات والمدن الإسرائيلية بالصواريخ والقذائف، فى الوقت الذى كثفت فيه مصر والمجتمع الدولى جهودهما لاحتواء التصعيد وسط مساعٍ للتوصل إلى هدنة طويلة الأجل بين حركة «حماس» وإسرائيل فى القطاع. فيما عم إضراب شامل، هو الأول من نوعه منذ عام 1936، مختلف المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية والداخل المحتل، نصرة للقدس، ودعما لصمود قطاع غزة.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية الكثيفة عشرات الأبراج، والبنى التحتية، ومنازل قادة وعناصر من حركة «حماس» وجناحها العسكرى، وجدد الطيران الإسرائيلى، أمس، قصف وسط القطاع، وشن الطيران والزوارق الحربية الإسرائيلية أكثر من 60 غارة، منذ مساء أمس الأول، على مناطق متفرقة فى القطاع، طالت مقارا حكومية تابعة لحماس، ومنازل فارغة خالية لقادة بالحركة، ومواقع للفصائل، وأراضى زراعية خالية وشوارع ومرافق عامة.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى استهداف 9 مواقع لإطلاق صواريخ فوق وتحت الأرض فى قطاع غزة، وسمع دوى صافرات الإنذار فى مستوطنات غلاف غزة، واستهدفت مقاتلات إسرائيلية عدة مواقع فى خان يونس جنوبى قطاع غزة، والعديد من المنازل فى حى الكتيبة غرب غزة، ومحيط الجامعة الإسلامية بمنطقة معن شرق خان يونس، وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن الطيران الإسرائيلى دمر منزل عائلة الرنتيسى قرب المجمع الإيطالى فى حى النصر بمدينة غزة دون وقوع ضحايا أو إصابات.
وبُعيد منتصف الليل ألقت مقاتلات إسرائيلية عدة صواريخ على مبانٍ فى مدينة غزة، وأعلن جيش الاحتلال أنه أحصى إطلاق 90 صاروخًا من قطاع غزة خلال ساعات ليل أمس الأول باتجاه الأراضى الإسرائيلية، وأنه قصف «65 هدفًا بواسطة 67 طائرة حربية»، وخلف القصف الإسرائيلى حفرًا فى الطرقات وألحق أضرارًا جسيمة بالشبكة الكهربائية، ما أدى إلى إغراق القطاع فى الظلام، وأعلن جيش الاحتلال أن حماس والفصائل أطلقت أكثر من 3350 صاروخًا من غزة، من بينها 200 أمس الأول، وأضاف أن الضربات الجوية والمدفعية الإسرائيلية قتلت 130 مقاتلًا فلسطينيًا على الأقل.
وحتى اليوم التاسع من العدوان الوحشى على غزة، الذى راح ضحيته أكثر من 225 شهيدًا فلسطينيًا، غالبيتهم من الأطفال والنساء بجانب أكثر من 1400 جريح، لم تظهر أى مؤشرات على انحسار القتال رغم الجهود الدبلوماسية المصرية والأمريكية والعالمية المكثفة لوقف أعنف قتال بالمنطقة منذ سنوات، وحذر الجنرال مارك ميلى، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، من خطر انتشار العنف.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» إن الغارات الجوية الإسرائيلية شردت أكثر من 52 ألف فلسطينى ودمرت أو ألحقت أضرارًا بالغة بنحو 450 مبنى فى قطاع غزة، وقال ينس لاركيه، المتحدث باسم «أوتشا»، إن نحو 47 ألفًا من النازحين لجأوا إلى 58 مدرسة تديرها الأمم المتحدة فى غزة، وأضاف أن 132 بناية دُمرت، كما تعرض 316 مبنى لأضرار بالغة منها 6 مستشفيات و9 مراكز للرعاية الصحية الأولية.
وأعرب الرئيس الأمريكى جو بايدن، خلال اتصال برئيس الوزراء الإسرائيلى المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو، مساء أمس الأول، عن دعمه لوقف إطلاق النار، وقال البيت الأبيض فى بيان إن بايدن «أعرب عن دعمه لوقف إطلاق النار وناقش مشاركة الولايات المتحدة مع مصر وشركاء آخرين لتحقيق ذلك»، ودافعت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكى، عن النهج الدبلوماسى المتكتم والمكثف الذى تتبعه واشنطن تجاه الصراع الفلسطينى- الإسرائيلى، فى الوقت الذى كثفت فيه مصر والأمم المتحدة وأطراف أخرى الجهود الدبلوماسية، بينما ستعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعا، الخميس المقبل، لبحث الصراع، قبل ساعات من اجتماع رابع مقرر، مساء أمس، فى مجلس الأمن الدولى على أمل إصدار بيان بشأن التصعيد الإسرائيلى، بينما لاتزال الولايات المتحدة ترفض المصادقة على بيان حول الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين يدعو إلى «وقف أعمال العنف».
وحث وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن جميع الأطراف على حماية المدنيين، وقال إن لإسرائيل الحق فى الدفاع عن نفسها، لكنه قال إنه لم يشهد أى دليل من إسرائيل يثبت استخدام حماس مبنى يضم مكاتب إعلامية، منها وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، الذى دُمر فى ضربة صاروخية.
وفى رام الله حضَّ الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» المبعوث الأمريكى هادى عمرو لدى استقباله على ضرورة «تدخل الإدارة الأمريكية لوضع حد للعدوان الإسرائيلى»، وفق ما أعلنت كالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، وعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى اجتماعًا عبر الفيديو أمس فى بروكسل لبحث التصعيد الإسرائيلى فى الأراضى المحتلة، فى حين أفادت مصادر أوروبية أنه يتم بحث إقرار هدنة طويلة الأجل بين «حماس» وإسرائيل.
وعم إضراب شامل، هو الأول من نوعه منذ عام 1936، مختلف المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية والداخل المحتل، نصرة للقدس، ودعما لصمود قطاع غزة، ولاستمرار الحراك الشعبى والمقاومة الشعبية بوجه الاحتلال الإسرائيلى.
وأغلقت المحال التجارية والمدارس أبوابها، وعلقت على بعض أبواب المحال صورا «إضراب الكرامة»، تأكيدا على ضرورة الالتزام بالإضراب.
فيما نشرت دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعى، للمشاركة فى تظاهرة فى باب العامود بعنوان «اغضب.. غزة انتصرت لنا سوف ننتصر لها.. إضرابك مش بالبيت».
وشمل الإضراب كافة مناحى الحياة التجارية والتعليمية، بما فيها المؤسسات الخاصة والعامة، وأغلقت المدارس والجامعات أبوابها، والمصارف، ووسائل النقل العام- وفقا لما ذكرت وكالة «معا» الفلسطينية.
ودعت قيادة القوى الوطنية والإسلامية إلى الإضراب الشامل فى كل الأراضى الفلسطينية المحتلة، وفى مخيمات اللجوء والشتات، وطالبت قيادة القوى الوطنية والإسلامية أبناء الشعب الفلسطينى بالمشاركة الواسعة فى الفعاليات الوطنية والجماهيرية، انطلاقا من مراكز المدن والقرى والمخيمات إلى مناطق التماس مع الاحتلال، مجسدين وحدة وطنية وتحت علم فلسطين، مؤكدين دعوة لجنة المتابعة العليا فى أراضى عام 48 بالإضراب الشامل.
تفاصيل أخرى فى نسخة
«المصرى اليوم ديجيتال»