استهدفت كتائب الشهيد عزالدين القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) صباح أمس بارجة حربية إسرائيلية قبالة شواطئ وسط قطاع غزة بخمسة صواريخ من طراز «107»، فأصابتها بشكل مباشر، فيما أعلنت الكتائب عن إطلاق صاروخ متطور باتجاه هرتزليا للمرة الأولى على بعد 80 كم من غزة. وهو ما أكدته وسائل إعلام إسرائيلية بقولها إن الفصائل أطلقت خمسة صواريخ أرض بحر على بارجة قبالة شواطئ غزة، ولم تتحدث عن خسائر بشرية. كما أعلنت «حماس» أن مقاتليها استهدفوا بئر سبع بالصواريخ، ما أصاب خمسة أشخاص بجروح، فيما أصاب صاروخان مبنى وسيارة فى عسقلان جنوبى الأراضى الفلسطينية المحتلة عام 1948 (إسرائيل).
ودوت أمس صفارات الإنذار فى تل أبيب، إثر قصف المقاومة للمدينة، التى تبعد 70 كم عن غزة، بصاروخ «فجر 5» طويل المدى، وهو الهجوم الثالث من نوعه ضمن عملية «حجارة السجيل»، التى تأتى ردا على العدوان الإسرائيلى.
ولليوم الخامس على التوالى، استهدفت هجمات صاروخية إسرائيلية ما قال جيش الاحتلال إنها مواقع لعناصر «القسام»، مضيفا أن سلاح البحرية قصف من البحر أهدافا فى غزة، فيما ذكر تليفزيون «القدس»، المقرب من حماس، أن هذا القصف كان «تغطية على عمليات بحث عن طائرة إسرائيلية مفقودة».
وأفاد مسئولون طبيون أن غارتين جويتين استهدفتا منازل فى مخيم جباليا، ما أودى بحياة طفلين وأصاب 12 شخصا آخرين، ليرتفع عدد الضحايا إلى 50 شهيدا، بينهم 12 طفلا، ونحو 550 جريحا، مقابل مقتل ثلاثة إسرائيليين، وإصابة عدد آخر بجروح. كما أصيب ثمانية صحفيين بجروح فى قصف إسرائيلى لمقرى قناتى «القدس» و«الأقصى».
ومنذ بدء عملية «عامود السحاب»، الأربعاء الماضى، شنت اسرائيل اكثر من 950 هجوما جويا على غزة، وأعلنت تدميرها لمائة هدف فى غزة، بينما أطلقت فصائل المقاومة 900 صاروخ وقذيفة على بلدات ومدن إسرائيلية.
وفيما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، فى اجتماع حكومته الأسبوعى أمس أن إسرائيل مستعدة لتوسيع عملية غزة «بشكل كبير»، أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أكد للرئيس الأمريكى، باراك أوباما، أنه لا خطة لدى الجيش الإسرائيلى لاجتياح قطاع غزة المحاصر إسرائيليا منذ أكثر من خمس سنوات.
ولا توجد أية مؤشرات على مدى زمنى حدده الاحتلال لعدوانه الحالى، وكانت آخر جولة من المواجهة بين غزة وإسرائيل، فى حرب «الرصاص المصبوب» قد دامت ثلاثة أسابيع بين آواخر عام 2008 وأوائل 2009، ما أودى بحياة نحو 1400 فلسطينى، معظمهم مدنيون، و13 اسرائيليا، أغلبهم عسكريون، فضلا عن الدمار الكبير لقطاع غزة، حيث يعيش نحو 1.7 مليون نسمة.