واصلت إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية تبادل إطلاق النار فى قطاع غزة، أمس، بعد أن ارتفعت حصيلة الشهداء بعد مرور 14 يوماً على العملية العدوانية الإسرائيلية «الجرف الصامد»، إلى 507 شهداء وأكثر من 3150 مصاباً. وواصلت إسرائيل قصفها المناطق الفلسطينية فى قطاع غزة، فى الوقت الذى واصلت فيه فصائل المقاومة الفلسطينية قصف المدن الإسرائيلية. وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكرى لحركة «حماس»، مسئوليتها عن قصف مدينة تل أبيب وعدد من المستوطنات والمواقع الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة، فيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، أن «الجرف الصامد» ستتوسع تدريجياً إلى أن يعود الهدوء إلى إسرائيل، مشيراً إلى أن قوات الجيش تواصل تقدمها الميدانى وفقاً لما هو مخطط له. وفى الوقت ذاته، دعا وزير الاتصالات الإسرائيلى جلعاد آرادن، إلى بقاء الجيش فى شمال قطاع غزة لضمانه خالياً من الصواريخ بعيدة المدى والأنفاق حتى التوصل إلى اتفاق. وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إن تصريحات وزير الاتصالات تشير إلى وجود نوايا للسيطرة على أراض داخل قطاع غزة لفترة زمنية طويلة وإقامة شريط أمنى حول القطاع للقضاء على خطر الصواريخ والأنفاق. وأعلنت وزارة الصحة فى قطاع غزة، استشهاد عدد من الفلسطينيين فى غارات جوية على مناطق متفرقة من قطاع غزة، من بينهم 7 أطفال، فيما استهدفت طائرات الاحتلال دراجة نارية فى مخيم «النصيرات» بوسط قطاع غزة، وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة فى غزة أشرف القدرة، أنه تم انتشال 16 جثة من تحت أنقاض منزل كان تعرض لغارة إسرائيلية شرق خان يونس. وأعلن نادى «الأسير» الفلسطينى، أمس، أن سلطات الاحتلال اعتقلت من «بيت لحم» و«جنين» و«القدس» 8 مواطنين فلسطينيين، ليرتفع بذلك عدد المعتقلين منذ بداية حملة الاعتقالات الواسعة التى تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلية بكافة الأراضى الفلسطينية إلى 1220 معتقلاً. وأعلنت كتائب «القسام» أنها نفذت فجر أمس عملية جديدة داخل العمق الإسرائيلى على الحدود الشمالية الشرقية لقطاع غزة، وقالت «القسام» فى بيان إنها «نفذت عملية خلف خطوط العدو شرق معبر بيت حانون رداً على مجزرة الشجاعية»، وأضافت أن مقاتليها دمروا آلية عسكرية إسرائيلية بالكامل، فيما قالت القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلى إن قوات جيش الاحتلال أحبطت عملية تسلل قرب معبر «بيت حانون» شمال قطاع غزة، وأشارت إلى أن عملية التسلل انتهت بمقتل كافة المهاجمين بعد اشتباك مع قوات الجيش الإسرائيلى بالقرب من بلدة «نير عام» بالقرب من معبر بيت حانون «إيرز» شمال شرق قطاع غزة. وأعلن الجيش الإسرائيلى أن من بين الجنود ال13 الذين قتلوا خلال الاجتياح البرى الإسرائيلى لقطاع غزة، كان هناك اثنان أمريكيان ضمن صفوف القوات الإسرائيلية التى اقتحمت قطاع غزة. وقال الجيش الإسرائيلى فى بيان إن الرقيب شون كارملى قُتل خلال الهجوم الأخير على غزة. وقالت مايا كادوش، نائبة القنصل الإسرائيلى العام فى جنوب غرب الولاياتالمتحدة، إن «كارملى» كان من ولاية تكساس، وأضافت أن القنصلية ساعدت عائلة «كارملى» فى الحصول على تذكرة لإسرائيل. وقال الحاخام آشر هيتش من منطقة «ريو جراندى فالى» بتكساس، إن «شون» انضم للجيش الإسرائيلى قبل أربع سنوات وكان موقعه فى هضبة الجولان. وأعلنت السلطات الإسرائيلية حالة الإنذار أمس فى المدن القريبة من قطاع غزة ودعت السكان إلى عدم مغادرة منازلهم، وفق ما نقلت الإذاعة العسكرية التى أكدت أنها لا تستطيع إضافة تفاصيل بسبب الرقابة. كما قال وزير الدفاع الإسرائيلى موشيه يعالون إن إسرائيل جاهزة لمواصلة العملية العسكرية فى قطاع غزة، مضيفاً أنه سيتم استدعاء المزيد من جنود الاحتياط حسب الحاجة. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أنه يحظى بدعم عالمى «كبير للغاية» فى العملية العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وقال «نتنياهو»: «نحن نقوم بعملية معقدة ومكثفة وعميقة داخل قطاع غزة وهى تحظى بدعم دولى وهذا الدعم من قبل المجتمع الدولى للعملية التى يقوم بها الجيش كبير للغاية». وبحسب «نتنياهو»، فإن إسرائيل كسبت «الشرعية الدولية» لعمليتها العسكرية ضد قطاع غزة بعد قبولها لمقترح هدنة تقدمت به مصر فى 15 يوليو الحالى ورفضته حركة «حماس»، وقال وزير الدفاع الإسرائيلى موشى يعالون إن عملية تدمير الأنفاق بين قطاع غزة وإسرائيل ستنتهى سريعاً، وقال «أعتقد أن القسم الأكبر من الأنفاق سيدمر خلال يومين أو ثلاثة». وقال «نتنياهو» إن تشبيه رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان للهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة ب«النازية»، هو أمر يرقى ل«معاداة السامية». وكشف تقرير مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة (أوتشا)، أن عدد النازحين داخلياً تخطى 100 ألف فلسطينى بقطاع غزة، من بينهم 84 ألفاً يعيشون فى 61 مدرسة تابعة لوكالة «الأونروا»، مشيراً إلى ارتفاع عدد النازحين فى حى «الشجاعية» خلال ال24 ساعة الماضية. وطالبت منظمة «أطباء بلا حدود» أمس الأول إسرائيل بأن «تتوقف عن قصف المدنيين فى قطاع غزة وأن تحترم أفراد الطاقم الطبى وكذلك أيضاً المنشآت الصحية»، وقالت المنظمة فى بيان إنه «منذ بدء عملية الجرف الصامد وغالبية القتلى فى غزة هم من المدنيين فى مستشفى الشفاء حيث تعمل أطباء بلا حدود، وغالبية الجرحى الذين يصلون إلى قسم الطوارئ هم نساء وأطفال». وعلى صعيد آخر، أجرى الأمين العام لحزب الله فى لبنان السيد حسن نصر الله اتصالاً هاتفياً أمس الأول برئيس المكتب السياسى لحركة «حماس» خالد مشعل حيث أشاد «نصر الله» بصمود المقاومين، وذكر بيان صدر أمس عن العلاقات الإعلامية ب«حزب الله» فقد أكد «نصر الله» ل«مشعل» وقوف «حزب الله» والمقاومة اللبنانية إلى جانب انتفاضة الشعب الفلسطينى. واختتم مجلس الأمن جلسة طارئة فى وقت متأخر مساء أمس الأول، حول تدهور الأوضاع فى غزة، ليعبر عن قلقه حيال تزايد حصيلة القتلى المدنيين، مطالباً بوقف فورى للقتال، ووصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون التوغل الإسرائيلى «بالفظيع» وقال إن على إسرائيل العمل على حماية المدنيين. كما دعت الجزائر أمس الأول الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون إلى «التحرك السريع والجدى والفعال من أجل الوقف الفورى للعدوان الإسرائيلى على غزة».