تعطلت حركة الملاحة بمجرى قناة السويس بعد جنوح سفينة الحاويات البنمية «إيفير جيفين| Ever Given»، فيما تواصل هيئة قناة السويس جهودها لتعويم سفينة الحاويات العملاقة واستئناف الحركة. وحاز تعطل قناة السويس اهتمام وسائل الإعلام العالمية، بسبب تأثير المجرى المصري على حركة الملاحة العالمية، فيما تناولت وسائل إعلام محلية أنباء عن ارتفاع سعر البترول بنسبة 5% متأثرًا بتعطل القناة. الحادث وقع صباح الثلاثاء، ويعود بشكل أساسي إلى انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية نظرًا للعاصفة الترابية، ووصول سرعة الرياح ل40 عقدة، ما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه السفينة ثم جنوحها. ومنذ إعلان هيئة قناة السويس عن جنوح السفينة البنمية المتجهة من الصين إلى روتردام، كثرت الشائعات حول تكدس عدد هائل من السفن، زعم البعض امتداده من الهند إلى ما وراء جبل طارق بالمغرب العربي. ونشر نائل الشافعي، مؤسس موسوعة المعرفة، عبر خسابه على «فيسبوك» يقول إن «السفن المنتظرة تمتد إلى ما وراء الهند وما وراء جبل طارق»، مرفقًا صورة لتكدس عدد كبير من السفن في البحرين الأحمر والمتوسط. موقع «VesselFinder»، المتخصص في تعقب حركة السفن حول العالم، يظهر ازدحام حركة السفن من الجهتين الشمالية والجنوبية لقناة السويس، ويتبين أن عدد السفن المنتظرة لا يتعدى العشرات أو المئات على أقصى تقدير. وعادة ما تأخذ حركة السفن هذا الشكل وبهذه الكثافة على مواقع التتبع التي ترصد مسارات كل السفن حول العالم، مع بيانات عن كل سفينة وخط سيرها وجهتي القيام والوصول وبلد السفينة وغيرها من البيانات التفصيلية. من جهة أخرى، شكك مستخدمون على مواقع التواصل في جدوى قناة السويس الجديدة، مع اتهامهما بالتسبب في جنوح السفينة، والواقع أن السفينة جنحت عند الكيلومتر 151 ترقيم القناة خلال عبورها القناة ضمن قافلة الجنوب. وبحسب بيان مجلس الوزراء وموقع «VesselFinder»، تبين أن السفينة البنمية كانت في طريقها إلى الشمال حيث قناة السويس الجديدة، بينما تعرضت للجنوح على شاطئ القناة مبتعدة عن القناة الجديدة بعشرات الكيلومترات. وكتب حساب على موقع التدوين «تويتر» أن قائدة السفينة هي القبطانة المصرية مروة السلحدار، أول قبطانة مصرية عربية، جاء فيه: «اللي قادرة على التحدي والمواجهة زنقت السفينة بالعرض في قناة السويس». وبالبحث تبين أن مروة السلحدار ليس لها أي علاقة بالسفينة الجانحة، وأنها تعمل على متن السفينة «عايدة 4»، المملوكة للهيئة المصرية لسلامة الملاحة، وهي سفينة مخصصة لتموين الفنارات والمنائر المنعزلة، وتستخدم لتدريب طلاب الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري. وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي كرم مروة السلحدار في احتفالية المرأة المصرية مارس 2017، ويقول المجلس القومي للمرأة عبر موقعه الإلكتروني عن مروة السلحدار «التحقت بالأكاديمية البحرية شعبة النقل الدول، وقررت أن تنتقل إلى شعبة الملاحة البحرية حيث اجتازت جميع الاختبارات، واستطاعت أن تتخرج بتفوق من قسم الملاحة البحرية دفعة 2013 لتصبح أول فتاة مصرية في مهنة قبطانة بحرية». وفي تعليقها على حادث جنوح السفينة، قالت مروة السلحدار في تصريحات تليفزيونية أن منصة إخبارية نشرت صورتها قبل أيام للاحتفاء بدخول العنصر النسائي قناة السويس وجرى تداول الصورة اليوم على أنها خلال قيادتها السفينة البنمية، مؤكدة أنها حاليها على متن السفينة «عايدة 4». وأكدت مروة السلحدار أن سوء الأحوال الجوية يمكن أن يصيب أي سفينة وهو أمر طبيعي، مضيفة أن ما حدث مع السفينة البنمية يحدث في كل الممرات بالعالم، مشيدة بالعاملين في قناة السويس، مشددة على أنهم يمتلكون درجة كبيرة من المهنية والاحترافية. وفي آخر تطور لحركة الملاحة بقناة السويس، شهد المجرى عبور قافلة سفن الشمال القادمة من بورسعيد، بالتوازي مع الجهود المكثفة التي تبذلها وحدات الإنقاذ وقاطرات الهيئة لإنقاذ وتعويم سفينة الحاويات البنمية العملاقة. وذكرت هيئة قناة السويس في بيان أن لجنة إدارة الأزمات بقيادة الفريق أسامة ربيع، رئيس الهيئة، الإشراف على أعمال تعويم السفينة، لضمان انتظام حركة الملاحة وفقًا لأعلى معايير الأمان والسلامة، وخدمة حركة التجارة العالمية. ويبلغ طول السفينة العالقة 400 متر وعرضها 59 مترا، وتصل حمولتها إلى 200 ألف طن، ودفعت هيئة قناة السويس ب8 قاطرات منذ الإبلاغ عن حادث الجنوح في الثامنة والنصف من صباح الثلاثاء، في محاولة لتعويمها. Browser does not support embedded objects. Visit directly www.vesselfinder.com