تباينت آراء أعضاء لجنة التعليم بمجلسى النواب والشيوخ حول القرارات الأخيرة التى أصدرها الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، بعودة امتحانات الصفين الأول والثانى الثانوى للنظام الورقى بدلا من التابلت. وقالت أمل عصفور، عضو لجنة التعليم، إنها بصدد تقديم طلب إحاطة بالمجلس بشأن قرارات التعليم الأخيرة، موضحة ل«المصرى اليوم» أن مشكلة عدم توفر خدمة الإنترنت موجودة منذ بدء تطبيق نظام التعليم الجديد المبنى على التفاعل والذى نؤيده بشرط تنفيذه بشكل عادل يضمن عدم تعرض الطلبة للضغط العصبى الذى شهدناه فى التيرم الأول. وتساءلت: «لماذا لم يحدث تنسيق بين وزارتى التعليم والاتصالات لتحديد عدد الطلبة وإمكانيات الإنترنت المتوفرة، لتكون الوزارة على أتم الاستعداد لامتحانات الطلاب؟!»، مردفة: «لماذا نلجأ دائما لسياسة رد الفعل ولا نخطط لما ننفذه بالشكل المطلوب؟!». ووصفت القرارات الأخيرة بالمفاجئة، لأن الوزير فجأة اكتشف صعوبة امتحانات التابلت، وبالتالى كان قرار عودة «الورقى»، متسائلة: «ماذا سيكون مصير طلاب الصف الثالث الثانوى الذين من المقرر إقامة امتحاناتهم تابلت وليس ورقيا، أم ستتم مفاجأتهم قبل الامتحانات بشهر بتغيير فى الخطة؟!». ولفتت إلى أن خطة الوزارة جيدة للغاية فى استغناء الطالب عن الكتاب والاعتماد على الإنترنت والمناهج والقنوات التعليمية التى تقدم المناهج بشكل تفاعلى، لكن فى نفس الوقت لابد أن نعرف نوعية الأرض التى نقف عليها والإمكانات المتوفرة التى تساعد أو تعوق الوزارة وهى تضع رؤية استراتيجية لشكل المنهج وتوزيع التابلت، ولابد من بنية أساسية تكنولوجية داعمة لتنفيذ خطة تطوير التعليم فى مصر. وأضافت أن الطالب وولى الأمر ينتظران بشكل يومى قرارات الوزير المفاجئة: «أين الخطة والخطوات البديلة فى حالة صعوبة التنفيذ؟!». وتابعت: «الطلبة اللى نجحوا فى التيرم الأول لمجرد أنهم لم يدخلوا الامتحانات عبر التابلت، كيف يدخلون امتحانات الورقى بعد تدمير قيمة الجهد والاجتهاد لديهم، إلى جانب حالة الضغط العصبى والتوتر التى يعيش فيها الطالب وولى الأمر؟». وشددت النائبة على ضرورة وضع دراسة متأنية لتطبيق التابلت، وأن يتم تخصيص المنهج من أولى ثانوى بشكل تفاعلى، لكن العودة للامتحانات الورقية بعد تهيئة الطالب لنظام معين لا تعنى سوى التخبط وعدم الوضوح فى آليات تنفيذ الرؤية الاستراتيجية الجيدة بالمناسبة لكن التنفيذ لم يراع الإمكانيات. وأعلنت ماجدة بكرى، عضو لجنة التعليم، تأييدها لقرارات العودة للامتحانات الورقية، وقالت ل«المصرى اليوم» إن الحكومة تقيم التجربة وترصد السلبيات وتعدلها لما هو فى صالح الطالب فى المقام الأول. وأضافت أن أزمة سقوط السيستم ومعاناة الطلاب فى التيرم الأول كانت السبب الرئيس فى العودة للورقى، استجابة لطلب أولياء الأمور والطلاب. وتابعت: «مفيش تجربة بتنجح من أول مرة، وقدرة الدولة إنها تستجيب وتعدل فى قراراتها أمر جيد يعبر عن استجابتها لنبض الشارع وتراعى نفسية الطلاب، حتى يتم الإعداد للامتحانات الإلكترونية بالشكل الجيد الذى يضمن تحقيق العدالة بين جميع الطلاب». ولفتت إلى أنها تؤيد أى قرار لصالح الطلبة، تحديدًا التى تجعله مرتاحا نفسيا، والتعديل يعنى أن الدولة تستجيب للمطالب. وقالت رشا إسحق، عضو مجلس الشيوخ، إن تزويد لجان الامتحانات بكاميرات مراقبة سيسهم فى الحد من حالات الغش، إلى جانب التزام الطلاب بالتعليمات والقواعد وعدم ارتكابهم أى نوع من المخالفات أو عمليات الغش داخل اللجان، فضلًا عن المساهمة فى تهيئة الأجواء، وبعث الطاقة الإيجابية بين الطلاب لإمدادهم بالتركيز أثناء تأدية امتحاناتهم. وطالبت وزير التربية والتعليم بإجراء امتحانات الثانوية العامة ورقيًا، لحين الانتهاء من تطوير الريف المصرى بالشكل الكامل، معقبة: «الامتحانات لو تمت بشكل إلكترونى، فمن الوارد أن يتعطل السيستم، وتعطيله يعوق إتمام عملية إجراء الامتحانات إلكترونيًا، خاصة أن البنية التحتية مش جاهزة بشكل كافى فى كل قرى مصر، لتطبيق الامتحانات بطريقة إلكترونية فى الوقت الحالى». وأضافت «رشا» أن ضوابط تقييم المواد التى لا تضاف للمجموع لطلاب الصفين الأول والثانى الثانوى ستسهم فى التسهيل على الطلاب وإعطائهم فرصة أخرى لعدم التخلف عن الامتحانات.
