إدوارد ميندي.. من البطالة والفقر إلى أضواء تشيلسي

كانت رحلة إدوارد ميندي حارس مرمى فريق تشيلسي الإنجليزي إلى القمة بعيدة كل البعد عن السهولة، خاصةً مع وجود الكثير من الصعوبات خلال الفترة الأولى من مسيرته، بالإضافة إلى المعاناة لعدة أشهر بسبب البطالة.
ولد ميندي لأم سينغالية وأب فرنسي أصله من غينيا بيساو، في 1 مارس 1992، ببلدية مونتيفيلييه الفرنسية، شمال فرنسا، وكانت عائلته متوسطة الحال حرصت على ألا تحرم ادوارد من أي شيء من أجل تحقيق حلمه وأن يُصبح حارسًا كبيرًا.
جاءت انطلاقة مسيرته الاحترافية في عام 2011، من خلال فريق تشيربورج الذي يلعب في الدرجة الفرنسية الثانية، والذي استمر في صفوفه حتى عام 2014، واستطاع أن يُشارك خلال فترته مع النادي الفرنسي في 26 مباراة.
[image:1]
غادر ميندي فريق شيربورج في الثانية والعشرين من عمره، معتقدًا أنه مستعد للخطوة التالية من خلال وكيل سابق. كان الانتقال إلى نادٍ لم يذكر اسمه من الدوري الإنجليزي الأول مصطفًا مع عروض أخرى قيل إنها في طور الإعداد. لقد سقطوا جميعًا وبقي ميندي عاطلاً عن العمل.
في ذلك الوقت، كان وكيله السابق قد أكد له أنهم سيبرمون صفقة. للأسف، لم ينجح الأمر وترك الحارس الذي كان يبلغ من العمر 22 عامًا عاطلاً عن العمل.
وقال ميندي في ذلك الوقت: «لقد تحدث معي وكيلي وأكد بأنه قد ضمن لي أنني سأوقع مع نادٍ في إنجلترا. كنت بحاجة فقط إلى التحلي بالصبر أثناء انتقال حارس المرمى في نادي الدرجة الثالثة حيث كنت على وشك التوقيع. لكن يوليو مر، ثم أغسطس، حاولت الاتصال به ولم يرد».
إدوارد ميندي
أضاف: «حاولت الاتصال به (وكيل سابق) لكنه لم يرد. لم أسمع منه شيئًا سوى رسالة نصية يتمنى لي حظًا سعيدًا في المستقبل!».
مع إيمان ميندي وإصراره على النجاح، عاد الأمل والحظ في عام 2015 بعد أن تجاوز اختبار أجراه له فريق مرسيليا الفرنسي، لكن المشاكل المهنية المُبكرة لم تتوقف عند هذا الحد. بالتوقيع مع فريق الجنوب الفرنسي، كان ميندي الخيار الثالث بالنسبة للفريق ولم يلعب الكثير من المباريات وهو ما جعله يشعر بالإحباط.
ومع حلول عام 2016 قرر ميندي الرحيل إلى فريق ريمس فلعب مباراة واحدة مع الفريق الرديف، ثمّ انضم إلى الفريق الاول الذي استمر في صفوفه حتى عام 2019، مشاركاً في 86 مباراة بجميع المسابقات، وكان ضمن تشكيلة الفريق التي صعدت عام 2018 بدوري الدرجة الأولى الفرنسي.
تبع ذلك الانتقال إلى رين في عام 2019 مقابل أربعة ملايين يورو وساعدهم على إنهاء الموسم الفرنسي الأفضل في المركز الثالث على الإطلاق، حيث تأهلوا لدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى.
إدوارد ميندي
المستويات الرائعة الذي قدمها ميندي جعل الحارس الأسطوري لتشلسي بيتر تشاك يُطالب إدارة البلوز بضمه وهو ما حصل بالفعل مقابل 28 مليون دولار، وبعد أن كان يوما في طريقه لإنهاء مسيرته مبكرًا أصبح «ميندي» اليوم حارسًا لواحد من أكبر أندية القارة الأوروبية.
من بين ما يقرب من 300 مليون دولار أنفقها تشيلسي على لاعبين جدد معظمهم من الموهوبين الهجوميين، قد يكون مبلغ 28 مليون دولار الذي دفعه النادي لرين مقابل ميندي هو أكثر النفقات ذكاءً.
وقال ميندي في تصريحات سابقة: «نعم، لقد أدركت أن بيتر تشيك كان يشاهد مبارياتي منذ عدة سنوات، إنه لمن دواعي سروري للغاية أن أسمع أنه كان يراقبني ويقول إنه أحب الطريقة التي كنت أؤدي بها».
أضاف: «نحن نعلم كحراس مرمى أن علينا أن نبقى ومُتحدين، وهذه هي الطريقة التي تسير بها الأمور في الوقت الحالي».