شهادات غرفة الرعاية بمستشفى الحسينية: تضارب حول الأكسجين.. والجميع لفظ أنفاسه في 170 دقيقة

تضارب بين الروايات التي تسرد ما حدث في قسم العزل بمستشفى الحسينية المركزي بمحافظة الشرقية، إذ يؤكد الأهالي وفاة مصابي كورونا في غرفة العناية المركزة بسبب نقص الأكسجين، بينما تنفي المستشفى ووزارة الصحة سبب الوفاة.
ووسط حالة الجدل، استطلعت «المصري اليوم» شهادات الطاقم الطبي لترصد جانبًا من الحقيقة.
وكانت وسائل التواصل الاجتماعي تداولت مقطعًا مصورًا يرصد حالة الذعر التي سادت بين أهالي مصابي عزل الحسينية والطاقم الطبي على حد سواء عقب وفاة مصابين بعناية مبنى العزل بمستشفى الحسينية بالشرقية.
4 وفيات في ساعتين
في تصريحات خاصة ل«المصري اليوم»، قال الدكتور يوسف الشحات، نائب طوارئ برعاية العزل بمستشفى الحسينية، إن الحالات توفيت في غضون ساعتين، إذ توفيت الحالة الأولى في تمام السابعة و40 دقيقة، وتوفيت الحالة الرابعة في العاشرة والنصف، لكن هذا لا يعني بشكل مؤكد أن نقص الأكسجين وراء حالات الوفاة.
وأضاف أن الأكسجين قل ومع ذلك كان كافيًا ليوم كامل، لكن الأهالي تجمهروا أمام خزان الأكسجين بعد وفاة ثاني حالة في تمام الساعة الثامنة مساء أمس، وظلوا يسكبون المياه على كتل التلج الموجودة فوق أنابيب الأكسجين ظنًا منهم أن هذا سيُسعف ذويهم ويزيد معدلات تدفق الأكسجين إلى غرفة الرعاية.
وأكد الشحات أن الطاقم الطبي أبلغ إدارة المستشفى بنقص الأكسجين في تمام السادسة مساءً، قبل وفاة أول حالة بنحو ساعتين، وكان حينها مؤشر الخزان المركزي 400، و«هذا يكفي ليوم كامل».
شهادة نجل إحدى الضحايا
من جهته، قال أحمد الجيزاوي، نجل إحدى الحالات المتوفية، إن الأهالي أبلغوا إدارة المستشفى بنقص الأكسجين في تمام الثانية والنصف من عصر أمس السبت، غير أن عربة الإمداد بالأكسجين لم تصل إلا في تمام العاشرة عقب وقوع وفيات.
وأكد «الجيزاوي» نفس الرواية التي سردها «الشحات» حول أن تجمهر الأهالي لدى خزان أسطوانات الأكسجين، لتفكيك كتل الثلج المتكتلة فوق الاسطوانات، ما دفع إدارة المستشفى لإبلاغ الشرطة، إذ وصلت عرب الإمدادات ولحقتها سيارتي شرطة لتأمين الطاقم الطبي.
الرواية الرسمية
من جهته نفى الدكتور محمد عبدالعزيز الرمادي، نائب مدير المستشفى، ل«المصري اليوم»، الروايات المتداولة بشأن وفاة المصابين بسبب نقص الأكسجين.
وأضاف الرمادي: «لدينا خطط بديلة في حال نفاذ الخزان المركزي، والتي تبلغ سعته 8000 آلاف لتر، حيث يمكننا الاعتماد على خطة (ب)، وهي استخدام احتياطي أكسجين لإمداد الخزان العمومي، بواقع 26 أسطوانة احتياطية، بسعة ضخ 800 لتر، وهي سعة تشغيلية تكفي لمدة 12 ساعة على أقل تقدير، أما الخطة (ج) فهي الاعتماد على أنابيب الأكسجين المتنقلة».
ودافع «الرمادي» عن المستشفى قائلًا إن شبكة الأكسجين بمستشفى الحسينية هي شبكة مركزية واحدة تضخ لمبنى العزل ولأربع أقسام أخرى، وأن المستشفى بها 20 حضانة و121 سرير رعاية، وجميعهم معتمدين على خزان الأكسجين المركزي، «ولو كانت هناك أزمة في نقص الاكسجين لحدث نفسها في الأقسام الأربعة».
وردًا على وجود أنبوب الأكسجين المتنقل بالفعل في غرفة رعاية العزل، بحسب الفيديو المُتداول، وسبب لجوء طبيب رعاية العزل للخطة (ج) في حال كانت ضخ الأكسجين مستقرًا، قال: «هُناك حالات تطلب رعاية خاصة، غير أن هذه الحالة، تبلغ من العمر 88 عامًا ومن البديهي وفاتها».
أما مؤشر معدل ضخ الأكسجين الذي تداوله الأهالي لإثبات النقص الشديد في الضخ فيبرره نائب مدير المستشفى بأنه أمر طبيعي لأن الصورة تم التقاطها فور وصول عربة إمداد الأكسجين التابعة لمديرية الصحة بالمحافظة، موضحًا: «المؤشر يشهد انخفاضًا أثناء الضخ، غير أنه هناك فارق في معدل ضخ الأكسجين على المؤشر وكمية الأكسجين الواصلة للمريض».