المجمع الانتخابى.. 538 عضوا يحددون هوية سيد البيت الأبيض

يعتمد النظام الانتخابى الرئاسى الأمريكى على الاقتراع العام غير المباشر، وعلى الهيئة الناخبة أو ما يسمى «المجمع الانتخابى» لحسم هوية «سيد البيت الأبيض»، بما يعنى أن الحصول على غالبية أصوات الناخبين لا يعنى الفوز، ويتكون المجمع الانتخابى من 538 عضوا يمثلون الولايات الأمريكية ال50، وللفوز بالرئاسة، يجب أن يحل المرشح على أصوات 270 من أعضاء المجمع، ويحصل المرشح الذى يفوز بأغلبية أصوات المجمع فى أى ولاية بكل الأصوات المخصصة لتلك الولاية طبقا لمبدأ «الفائز يحصد كل شىء»، وذلك فى كل الولايات ما عدا نبراسكا (4 مقاعد) وماين (5 مقاعد)، إذ ينال كل مرشح، الأصوات التى حصل عليها.
ويعنى ذلك أن التصويت الشعبى رغم أهميته، إلا أنه ليس حاسما فى الوصول للبيت الأبيض، وهو ما تكرر عدة مرات كان آخرها عندما فازت المرشحة الديمقراطية السابقة هيلارى كلينتون فى 2016 بالأصوات الشعبية بفارق حوالى 2.9 مليون صوت لكنها خسرت أغلبية أصوات المجمع الانتخابى بحصولها على 227 صوتا مقابل 304 أصوات لصالح منافسها الجمهورى دونالد ترامب.
ولتحديد هوية الفائز فى الانتخابات الرئاسية، يلتقى أعضاء الهيئة الناخبة البالغ عددهم 538 فى عواصم ولاياتهم مرة فى 4 سنوات، أى عقب الاقتراع، وغالبيتهم مسؤولون منتخبون أو مسؤولون فى أحزابهم، لكن أسماءهم لا تظهر فى بطاقات الاقتراع، وهوياتهم غالبا غير معروفة للناخبين، ويتوزع كبار الناخبين على الولايات ال50، إضافة إلى العاصمة واشنطن، وفقا لعدد ممثلى كل منها فى مجلس النواب، حسب عدد سكان الولاية، وفى مجلس الشيوخ، عضوان لكل ولاية.
ويتيح الدستور الأمريكى لكبار الناخبين التصويت لأى من المرشحين الاثنين، بغض النظر عن نتائج التصويت الشعبى، لكن فى 2020 قضت المحكمة العليا أنه بإمكان الولايات معاقبة كبار الناخبين الذين يمتنعون عن التصويت بوضع قوانين ترغمهم على الاقتراع بحسب نتيجة التصويت الشعبى فى تلك الولاية، ولايزال هذا النظام الانتخابى يثير الجدل فى الولايات المتحدة، لاسيما أن ترامب هدد بعدم الاعتراف بالنتيجة إذا فاز منافسه الديمقراطى جو بايدن، ويقول المنتقدون للمجمع الانتخابى إن أى مرشح قد يفوز بولاية ما بهامش 30 أو 10% من الأصوات، لكنه سيحصل على نفس المقاعد فى المجمع، وقد يفوز هذا المرشح فى ولاية أخرى بفارق 1% فى ولاية متأرجحة مثل فلوريدا التى تمتلك 29 مقعدا، فيؤدى إلى انقلاب النتيجة، ورغم محاولات عديدة فى الكونجرس لإجراء تعديلات وإلغاء نظام المجمع الانتخابى، إلا أن الأمر لم يتغير منذ 233 عاما.
وفى المقابل، هناك من يدافع عن المجمع الانتخابى مؤكدين أن الغالبية العظمى من الرؤساء الأمريكيين وصلوا للحكم بعد أن توافق التصويت الشعبى مع تصويت المجمع، ويقولون إن هذا النظام يوازن بين إرادة الجماهير وخطر «استبداد الأغلبية»، حيث يمكن لأصوات الجماهير أن تطغى على مصالح الأقليات، كما أن المجمع الانتخابى يضمن مشاركة الجميع فى اختيار الرئيس، وأن التصويت الشعبى المباشر قد يدفع بالمرشحين لحصر الحملات الانتخابية فى المناطق المكتظة بالسكان وتجاهل المناطق الريفية والنائية، وأضافوا أن المجمع الانتخابى لا يشجع على تزوير الاقتراع لأن الأحزاب لن تحصل على نتائج كبيرة إن قامت بالتزوير.