قادت أحداث الشغب بميدان التحرير البورصة المصرية لهبوط حاد بفعل عمليات بيع مكثفة من قبل المستثمرين الأجانب وسط مخاوف من عدم الاستقرار الأمنى. وأغلق المؤشر الرئيسى للأسهم النشطة «Egx30» منخفضا 2% بعد أن فقد 109 نقاط، ليستقر مع الإغلاق عند 5283 نقطة، فيما انخفض مؤشرا الأسعار بنسب فاقت 2.6%، وظلل اللون الأحمر شاشات التداول مع هبوط أسعار إغلاق 174 ورقة مالية مقابل ارتفاع 6 ورقات. وفشلت مشتريات المصريين والعرب فى الحد من الخسائر فى ظل تزايد المخاوف خاصة مع استمرار الأحداث أثناء جلسة التداولات، وبلغت التعاملات الإجمالية 1.9 مليار جنيه، فيما خسرت الأسهم 7.4مليار جنيه من قيمتها السوقية بسبب الهبوط ليصل رأس المال السوقى للبورصة إلى 396.7 مليار جنيه، وكانت الأسهم قد استردت الجزء الأكبر من خسائرها التى لحقت بها منذ بداية الثورة والبالغة نحو 70 مليار جنيه. وانخفضت الأسهم القائدة بنسب تراوحت بين 0.4% و9% تصدرتها أسهم «بايونيرز» القابضة و«بالم هيلز» و«أوراسكوم للإنشاء» و«أوراسكوم تليكوم» و«البنك التجارى الدولى» و«حديد عز»، بينما نجت أسهم «بنك التعمير والإسكان» و«غاز مصر» و«ميراكو للتبريد» بنسب لم تتجاوز 1% فيما عدا أسهم «أجواء» للصناعات الغذائية التى ارتفعت بنحو 10% مع اتجاه أنظار المستثمرين إلى قضية إلزام رئيسها السابق بشراء 3.6 مليون سهم. وأكد خبراء ومحللو أسواق المال أن تأثير الأحداث الأخيرة التى شهدها ميدان التحرير على البورصة المصرية «وقتى» ولن يستمر لفترة طويلة، لافتين إلى أن انتهاء تلك الأحداث بشكل سريع ودون تطورات يؤدى إلى عودة الاستقرار للسوق. وقال حنفى عوض، خبير أسواق المال، إن الأحداث الأخيرة التى شهدتها البلاد «عارضة»، وتأثيرها لن يستمر طويلاً. وأشار إلى أن هبوط السوق الاربعاء جاء كرد فعل طبيعى لتلك الأحداث مع وجود حالة من القلق بين المتعاملين دفعتهم إلى البيع العشوائى. وتوقع عودة الاستقرار إلى مؤشرات السوق أوائل الأسبوع المقبل وبداية السنة المالية الجديدة. ورهن «عوض» الانتعاش الحقيقى للسوق بانتهاء الفترة الانتقالية وتشكيل برلمان جديد وانتخاب رئيس للجمهورية. واتفق محسن عادل، العضو المنتدب لشركة «بايونيرز» لصناديق الاستثمار، مع سابقه، مؤكدا أن الأحداث ألقت بظلالها على البورصة ودفعت الأجانب لعمليات بيع مكثفة تخوفا من استمرار تداعياتها، وقال إن السوق تمر بحالة من الترقب وعدم وجود سيولة ما يؤدى إلى زيادة المخاوف. وقلل محمد عبدالرحيم، المحلل المالى، من تأثير الأحداث قائلا إنه «لحظى». وأضاف أن الفترة المقبلة ستشهد حالة حذر لدى المستثمرين وترقب للأحداث والتطورات السياسية المرتقبة. وأوضح مصطفى عمرو، محلل أسواق المال، أن الهبوط خيم على جميع الأسهم بما فيها الكبرى والقيادية والمضاربات لتنخفض أسهم الشركات بشكل شبه جماعى، وسط تزايد المخاوف من استمرار التداعيات السلبية. وقال سعدالدين سلام، رئيس شركة «باراديس كابيتال»، الشركة الأم لأوليمبيك جروب،الاربعاء ، إن الشركة مازالت تتفاوض مع «إلكترولوكس» السويدية بشأن صفقة الاستحواذ على الشركة المصرية، وإن المحادثات تمضى على نحو جيد. وأضاف أن كلا الطرفين مستعد للصفقة. كانت «أوليمبيك» قد قالت فى وقت سابق هذا الشهر إنها وافقت على منح «إلكترولوكس» 15 يوما إضافية لاستكمال الفحص الفنى للصفقة التى قدرت قيمتها بمبلغ 2.7 مليار جنيه عندما توصلت الشركتان إلى اتفاق مبدئى فى أكتوبر الماضى.