ذهب المواطن المدرس إلى المواطن الموظف ليقضى مصلحته، وقد أخذ إجازة بصعوبة لقضاء تلك المصلحة، فإذا بالمواطن الموظف يتلكأ فى قضاء مصلحته حتى فهم المواطن المدرس السبب فأعطاه ما فيه النصيب ليقضى مصلحته!! وبعد أن قبض المواطن الموظف ما قبضه جاءه تليفون المنزل: لا تنس مصاريف الدروس الخصوصية فقد رفع المدرس سعر الحصة إلى 70 بدلاً من 50 فما وضعه المدرس فى درج الموظف أخذه المدرس من ابن الموظف.. وبينما المدرس يركب الميكروباص حتى وجد أن الأجرة ارتفعت، فما أخذه من الموظف أخذه سائق الميكروباص!! وبينما سائق الميكروباص يتناحر مع المدرس على رفع الأجرة وجد أمين شرطة المرور يوقفه ويطلب منه الرخص، وبما أنها منتهية منذ أكثر من سنة، فقد أعطى الأمين كل ما أخذه من المدرس والموظف وكل الراكبين معه، وأخذ يتمتم على حال البلد وحال الناس معدومى الضمير!! وحينما عاد أمين الشرطة إلى منزله وجد ابنه وقد ارتفعت حرارته فأخذه فى تاكسى مسرعاً إلى الطبيب، وأعطى الأمين السائق عشرين جنيهاً وانتظر الباقى حيث إن الأجرة تقريباً 10 جنيهات، وكالعادة قال السائق: كده يدوب! فأخبره بأنه يعمل فى المرور، فأعطاه السائق العشرين جنيهاً، واكتفى بأن يمشى إلى حال سبيله خوفاً من لدغته!! وعندما دخل أمين الشرطة إلى الطبيب وجد قيمة الكشف وقد ارتفعت إلى الضعف.. وعندما بدأ الطبيب الكشف لم يستغرق دقائق، وطلب منه تحاليل وأشعات وخلافه من المعامل التى تعطيه نسبة على ذلك، وكتب له أدوية من الشركات التى ترسله فى رحلات مجانية وتقدم له الهدايا والعطايا، رغم أن العلاج لم يكن يستدعى كل ذلك!! فدفع المبلغ وهو يلعن طمع الأطباء.. وبعد يوم مرهق وأثناء عودة الطبيب إلى منزله تعطلت سيارته لسبب مفاجئ وكان الوقت متأخراً فأشار إلى تاكسى، وكان العطل بسيطاً ولكنه ظل يصول ويجول حول السيارة ويطلق له المصطلحات الميكانيكية ما بين مارش ودبرياج وبيك السلانسيه وأى كلام، وبعد ذلك دارت السيارة فأخذ منه ثمن الإصلاح أضعافاً مضاعفة، فواصل الطبيب سيره وهو يلعن طمع سائق التاكسى الذى استغل الظروف!! وحتى لا أطيل فهذا ما يحدث بيننا المدرس والمهندس والدكتور والميكانيكى وسائق التاكسى والموظف.. فلو راعى كل منا ضميره من البداية لكنا فى أفضل حال وأكثر إحساساً بالأمانة والأمان.. ولكن!! جيولوجي [email protected]