بازار «عادل».. دكان نوستالجيا: ورا كل أنتيكة حكاية

أمام كنيسة مارجرجس، يجلس عم عادل كامل، 61 عاماً، فى أحد المحال القديمة الموجودة بتلك المنطقة العتيقة، منذ 35 عاماً، وسط الأنتيكات والتحف الأثرية، اعتاد أن يثمن الناس مثلما يثمن قيمة الأنتيكة التى فى يده، ولم يأخذ عادل مهنة الأنتيكات لمجرد الكسب فقط، لكنه منذ أول يوم دخل فيه هذا العالم عشقه وبدأ يدور على البيوت القديمة والمزادات، ويأخذ منها القطع الثمينة، التى تخبئ قصصا وراءها، أو كما يظن هو.
«كل قطعة من الأنتيكات دى ليها قصة وحكاية واستخدام مبقاش موجود حاليا، وكل قطعة هنا ليها زبونها اللى يقدرها، وأنا طبعا بحب الزبون اللى بيفهم فيقدر قيمة الحاجة اللى فى إيده، لإنه بيعرف يتمنها كويس ومبيتعبنيش»، هكذا قال عم عادل، الذى قضى عمره كله يعيش على استرجاع الماضى، يستنشق داخل كل قطعة بيده نسائم النوستالجيا التى ترجعه للعالم الذى طالما أحبه.
عشق «عادل» الأنتيكات لدرجة عدم الاستغناء عنها والاحتفاظ بها فى منزله لتعلقه بالحالة التى خلقها لنفسه من تلك القطعة، ومن أكثر تلك القطع «صبانة»، منذ سنة 20، مصنوعة من الزهر ومزخرف عليها، والساعات القديمة، ويقول: «أنا بمسك كل قطعة وأقعد أبص عليها بالساعات وأعيش فيها وأخلق قصص، بقعد أتخيل كانت موجودة فين وبيستخدموها إزاى عشان كده بتعلق بكل القطع اللى عندى ومبحبش أطلعها لأى حد، وفى حاجات مبطلعهاش أصلا من كتر تعلقى بيها وبحتفظ بيها، مع إنى لو بعتها هتجبلى فلوس كتير».
اعتاد مخرجو السينما التردد على عم عادل لاقتناء الأنتيكات لاستخدامها فى الأفلام: «من ساعة ما فتحت من 35 سنة وناس من الإذاعة والتليفزيون بيجولى ياخدوا أنتيكات كتير عشان أفلامهم وبيلاقوا كل اللى يحتاجوه»، ولم يكن المخرجون فقط هم أكثر المترددين على عم عادل، ولكن الأجانب يأتون له مخصوص لاقتنائه بعض الأنتيكات التى تختلف عن غيرها: «بلاقى ناس أجانب جاينلى مخصوص من بلاد مختلفة، وبيطلبوا طلبات غريبة وبيبقوا فاهمين كل حاجة بيطلبوها وقرأوا تاريخها يمكن أكثر مننا».
ومن أكثر القصص الغريبة التى قابلت عم عادل خلال ال35 عاماً، عندما دخلت عليه سائحة ألمانية تطلب «طاسة الخضة»، ويقول: «كان موضوع مضحك جدا، عرفت منين دى طاسة الخضة ومصريين كتير ميعرفوهاش؟!، وطبعا إديتهالها وبعدها ناس بقوا ييجوا يطلبوا طاسة الخضة والحسد والمصنوعة من النحاس، وحاجات من تراثنا القديم».