«محمد» وإخوته يوثقون تاريخ النباتات التاريخية: نحيى تراث مصر

«عندنا روح، وتاريخ، وحكايات يرجع عمرها إلى آلاف الأعوام»، هكذا كانت كلماته التى بدأ بها حديثه عن النباتات وعشقه هو وعائلته لها، فبين نباتات نادرة الوجود فرعونية ومملوكية وعباسية، بمشتل واسع، يتوسط حديقة الأورمان فى معرض الزهور، يقف «محمد» وأشقاؤه بين نباتاتهم «العطرية والعلاجية»، واصفين أنفسهم ب«إحنا عشاق النباتات».
محمد عطية، رجل ثلاثينى، المسؤول الزراعى عن مشتل عائلته «عطية»، بدأ فى مهنته منذ بداية شبابه، ليشب عليها ويحترفها، فمنذ سنوات عديدة مضت، بدأت مهمة عائلة «عطية» المحببة لقلوبهم، وهى البحث عن الكتب التاريخية القديمة العربية منها والأجنبية، واستخدام الإنترنت، والتواصل مع متخصصين زراعيين داخل وخارج مصر، وتدوين ما وصلوا إليه من معلومات عن النباتات النادرة والتاريخية لاقتنائها.
«الأنجا هانم»، و«كليرا طربوش الباشا» و«النبات الفرعونى» هى أسماء النباتات فى مشتل «عطية»، فى المقدمة يضعها، ويستقبل أى زائر بتعريفه عليها بنبرة ثقة، لعدم وجودها فى أى مشتل آخر- على حد قوله- ثم يبدأ فى السرد عن قصتهم، ويقول: «(كليرا) نبات يرجع إلى العصر الحجرى، و(الأنجا) للعصر المملوكى، وعندنا نبات كان موجوداً فى العصر الفرعونى، كلها نباتات كانت فى القصور الملكية لعصور مختلفة وتاريخ عريق وأصلها مصرى، واندثرت وإحنا قدرنا نحييها ونحيى معاها تراث مصر».
الإسكندرية والإسماعيلية ومحافظات الصعيد والجيزة وغيرها من المحافظات والمناطق الأخرى ظل «محمد» «كعب داير» بها، بحثاً عن أنواع للنباتات النادرة، حيث يضيف: «إحنا مش بناخد الشغلانة دى مصدر رزق فقط، دى هواية لينا زى اللى يجمع أنتيكات وكتب قديمة ونادرة».
ويتابع: «(زهرة القمر) قرأت عنها فى كتالوج أجنبى إن أصلها مصرى، وعرفت إن فيه منها هنا، وسافرت أدوّر عليها فى إسكندرية لحد ما لقيتها».
ويكمل «محمد» بشغف: «بنفضل ندوّر بالشهور على نوع نبات فى الكتب القديمة وعلى النت وساعات نسافر نبحث عن أى قصة أو أصل له فى كل محافظة، ونقعد نسأل الناس آخر مرة شوفته إمتى وفين، ونتتبع الخيوط دى، وبناخده مقابل اننا نديهم نباتات قيمة، ولو بيتباع بفلوس نشتريه، وبيفضل مش للبيع مجرد للعرض فقط لغاية ما ننتج منه كتير». زبون النباتات التاريخية النادرة هو «زبون خاص»، فيصنفه «محمد» على أنه وأمثاله مثقفون ومميزون ويقتنون أنواع النباتات ليتباهوا بها أمام أصدقائهم، ويكمل: «بيجولى مخصوص، وبيتباهوا قدام بعض بتاريخ ومدى ندرة الزهرة».
وبالنسبة للأسعار، يقول: «تتراوح أسعار النباتات النادرة ذات المقاس الصغير بين 200 و300 جنيه، والحجم الكبير بداية من 1000 وأكثر».