شيع آلاف المواطنين فى المحافظات، أمس، شهداء «كمين تفاحة» بمدينة بئر العبد فى شمال سيناء، وسط هتافات تندد بالإرهاب وتطالب بالقصاص للشهداء، وحرص المحافظون والقيادات الأمنية والتنفيذية على حضور الجنازات. فى المنوفية، شيع المئات من أهالى عزبة العوايشة، التابعة لمركز تلا، جثمان الشهيد ملازم أول محمود محمد مغربى، 24 عامًا، وخرجت الجنازة العسكرية التى تقدمها اللواء سعيد عباس، محافظ المنوفية، من المسجد الكبير، وتم دفن الجثمان فى مقابر العائلة بالقرية. وردد المشيعون هتافات مناهضة للإرهاب منها: «لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله والإخوان أعداء الله»، وقال عدد منهم إن الشهيد كان مشهودًا له بحسن الخلق والشجاعة. وفى الدقهلية، تقدم المحافظ الدكتور كمال شاروبيم، والعقيد تامر العوضى، المستشار العسكرى للمحافظة، وعدد من القيادات التنفيذية والأمنية، الآلاف من أهالى قرية كفر الشيخ هلال، التابعة لمركز ميت غمر، والقرى المجاورة، جنازة شعبية وعسكرية، للشهيد مجند أحمد محمد أيوب الزينى، 22 سنة. وصل الجثمان فى سيارة إسعاف، يصحبها عدد من زملاء الشهيد والشرطة العسكرية، وتسابق شباب القرية على حمله للدخول للمسجد وسط زغاريد النساء وهتافات «الله أكبر»، وخلال صلاة الجنازة تحدث الإمام عن فضل الشهيد عند الله وشفاعته ل70 شخصًا من أهله وسط بكاء المصلين وشقيقى الشهيد، اللذين حرصا على تقبيل شقيقهما. وتم حمل الجثمان على سيارة مطافئ يسير حولها الشرطة العسكرية وزملاء الشهيد من المجندين وعدد من ضباط القوات المسلحة، يتقدمهم المحافظ والمستشار العسكرى وشقيقا الشهيد أيمن وعادل. وتحولت الجنازة إلى مظاهرة ضد الإرهاب، وردد المشيعون هتافات «لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله»، «لا إله إلا الله والإرهابى عدو الله» و«القصاص القصاص إحنا عايزين القصاص»، وحرصت والدة الشهيد على المشاركة فى وداع نجلها لمثواه الأخير، وهى تردد «عريس فى الجنة إن شاء الله ياضنايا»، وقالت باكية «منهم لله الكفرة الظلمة اللى حرمونى من روحى ونور عينى». وانهارت وهى تقول «الشهيد أحمد كان حنين ودائم السؤال علىَّ وكنا بنستعد علشان نخطب له فى الأجازة اللى جاية بعد ما اختار بنت الحلال، وهو اللى كان بيساعد أخوه الكبير فى مصاريف البيت، وكل أجازة يشتغل معاه مبيض محارة وييجى يعطينى الرزق اللى جاله كله». وتابعت: «أبوهم مات من 5 سنين وساب لى 3 ولاد، منهم الشهيد و4 بنات، وإحنا ناس على قدنا وقاعدين فى بيت من الطوب اللبن، والشهيد هو التانى فى إخواته وحاصل على دبلوم تجارة وبيشتغل، وكان راجل من يومه وبيتحمل المسؤولية، وعمر ما فى حد اشتكى منه، بالعكس كل الناس كانت بتحبه وبتشهد بأخلاقه وإيمانه بربنا وحبه للبلد». وطالبت الرئيس عبد الفتاح السيسى بالقصاص لنجلها وزملائه قائلة «إحنا عايزين حق ولادنا يا ريس من الإرهابيين دول، وقصاد الواحد من ولادنا عايزين 10 منهم». وقال شقيقه أيمن: «الشهيد كان قلبه حاسس إنه هيموت شهيد، وكان دائما بيتحدث عن الشهادة وبيتمناها، وكتب على صفحته الشخصية على (فيس بوك)، قبل يومين، (نحن رجال نعشق الموت) ولما علق أحد أصدقائه قائلا (إنت رايح فين يا أحمد؟) رد عليه قائلا (على الجنة إن شاء الله)، ساعتها حسيت إن فى حاجة هو مخبيها، ولما سألته قال لى (مافيش أى حاجة لكن إحنا كل يوم بنخرج الخدمة وإحنا بنتمنى نستشهد فى سبيل الله والوطن)». وأعلن المحافظ الدكتور كمال شاروبيم إطلاق اسم الشهيد على إحدى مدارس القرية، تكريما له وليكون قدوة لكل الشباب. وقدم العزاء للرئيس ولمصر فى شهداء الوطن قائلا «ربنا يصبر مصر كلها على فقدان أولادها فى سبيل إننا نحيا بأمان فى وطننا الحبيب». وقال لأسرة الشهيد «إنا لله وإنا إليه راجعون، هم السابقون ونحن اللاحقون، وربنا يصبرنا جميعا، فالشهيد ابن مصر كلها مش ابنكم أو ابن قريتكم فقط، والرئيس السيسى والجيش المصرى القوى سوف يأخذ بثأرهم جميعا». وفى الشرقية، شيع الآلاف من الأهالى جنازة 3 مجندين من أبنائها بمراكز الإبراهيمية ومنيا القمح وصان الحجر، وخرجت الجثامين ملفوفة فى علم مصر وسط هتافات مناهضة للإرهاب، وتعالت أصوات الزغاريد من السيدات المشاركات، وردد المشيعون الهتافات «لا إله إلا إله والشهيد حبيب الله.. فى الجنة يا عريس»، وتم تشييعهم إلى مثواهم الأخير وسط بكاء أسرهم وذويهم، داعين الله أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته. وتقدم المحافظ الدكتور ممدوح غراب الموكب الجنائزى، رافقه اللواء السعيد عبد المعطى، مستشار المحافظ للمشروعات، والعقيد رضا الحسينى، المستشار العسكرى للمحافظة، وعدد من رجال القوات المسلحة ونواب البرلمان والأهالى، إذ تم تشييع جثمان الشهيد جندى محمد أحمد زين الدين، ابن مدينة الإبراهيمية، وقام المحافظ بمصافحة أسرة الشهيد، مقدماً واجب العزاء والمواساة للأسرة ولأهالى مركز ومدينة الإبراهيمية فى فقيدهم العزيز شهيد الواجب والوطن. وقال المحافظ إن الشهداء من رجال الجيش والشرطة يسطرون بدمائهم الذكية تاريخاً مشرفًا للوطن والتضحية من أجله، وستظل التضحيات والبطولات التى قدموها خالدة بحروف من نور فى تاريخ مصر، وسيظل المجد دائماً وأبدا لشهدائنا الأبرار. وأناب المحافظ، اللواء دكتور حسين الجندى، السكرتير العام للمحافظة، للمشاركة فى تشييع جثمان الشهيد مجند صلاح عبد العظيم أحمد عبد العظيم، ابن كفر الغنيمى بمركز منيا القمح، وتقديم واجب العزاء والمواساة لأسرته، كما أناب المهندس محمد الصافى، السكرتير العام المساعد، للمشاركة فى تشييع جثمان الشهيد مجند أحمد السيد عبد الله صبرى، ابن قرية الفولى بمركز الحسينية، وتقديم واجب العزاء والمواساة لأسرته. ونعى المحافظ شهداء الوطن الذين استشهدوا نتيجة الأعمال القتالية الباسلة للقوات المسلحة بمناطق العمليات العسكرية فى سيناء وتنفيذ أعمال التفتيش بالكمائن على الطرق ومداهمة البؤر الإجرامية، معرباً عن بالغ حزنه لأسر هؤلاء الشهداء البواسل الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم الزكية للحفاظ على هذا الوطن العظيم. وقال: «الإرهاب الأسود لن ينال منا أو من عزيمتنا وعزيمة أبطالنا الضباط والجنود، ونحن جميعا صامدون نحارب الإرهاب بقوة وجسارة رغم كل محاولات الإرهاب العقلى والنفسى اللذين يستهدفان إيقاع الدولة والنيل منها»، دعا جموع المواطنين على أرض المحافظة للوقوف صفا واحدا جنبا إلى جنب للقضاء على الإرهاب.