أعلن الدكتور سعد مكى، وكيل وزارة الصحة بالدقهلية، أمس، وفاة الطفلة «جنة»، 4 سنوات، ضحية التعذيب على يد جدتها، بعد توقف عضلة القلب متأثرة بإصاباتها، بعد أن تعرضت للكى بآلة حادة «منجل» فى أنحاء متفرقة من جسدها وأعضائها التناسلية، وتم نقل جثتها إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة، وأن شقيقتها أمانى تحتاج لإجراء جراحة تجميلية لأعضائها التناسلية بعد تعرضها للحرق، حيث تبين أنها مصابة بآثار حروق فى منطقة أعضائها التناسلية. وكشف قطاع الأمن العام تفاصيل جديدة فى واقعة وفاة الطفلة، حيث اتهم محمد سمير حافظ، 25 سنة، والد الطفلة، فى محضر رسمى، جدتها لوالدتها وجدها وطليقته و3 من أشقائها بتعذيب ابنته الأخرى «أمانى»، وتم ضبطهم لاتهامهم بالإهمال والتستر على واقعة التعذيب، ليصل عدد المقبوض عليهم ل 6 متهمين. كان مركز شرطة شربين تلقى بلاغا من المستشفى العام بوصول الطفلة جنة، 4 سنوات، مصابة بحروق متفرقة بمنطقة الحوض وحول الأعضاء التناسلية الخارجية وتورم بالطرف السفلى الأيسر، وتم تحويلها لمستشفى المنصورة الدولى، وبسؤال جدها لوالدها، 55 سنة، كفيف، اتهم جدتها لوالدتها، 41 سنة، ربة منزل، بالتعدى عليها بالضرب وتسخين آلة حادة وكى الطفلة لقيامها بالتبول اللا إرادى فأحدثت إصابتها. واتهم والد الطفلة المتوفاة، كفيف، كلا من جدة الطفلة «ص.ع.ع»، المحبوسة حاليا، وزوجها جد الطفلة لوالدتها «ع.م.ا»، 48 سنة، عامل، وأنجالهما والدة الطفلة «أ.ع.م»، 20 سنة، ربة منزل، كفيفة، و«م.ع.م»، عامل، 19 سنة، و«س.ع.م»، عامل، 15 سنة، و«ر.ع.م»، عامل، 14 سنة، لقيام الأولى بإحداث إصابة ابنته أمانى بحروق متفرقة بالجسم، وقيام الثانى والثالثة بالتستر والإهمال فى رعاية الطفلة. وتم تحويل الطفلة أمانى، 6 سنوات، شقيقة المتوفاة، إلى مستشفى شربين العام لتوقيع الكشف الطبى عليها، وتشكل فريق بحث، برئاسة وإشراف اللواء علاء الدين سليم، مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، وتم ضبط المتهمين الجدد، واعترفوا بالواقعة. وأضاف والد «جنة»: «الطفلة كانت قد أُجريت لها عملية بتر بساقها اليسرى من أعلى الركبة، يوم الأربعاء الماضى، نتيجة إصابتها بغرغرينة وتورم فى القدم، إثر إصابتها بكسر فى الساق، نتيجة التعذيب الذى تعرضت له على يد جدتها، وبقائها دون علاج أو رعاية لفترة طويلة بالمنزل». وأكدت التحريات أن الطفلة وشقيقتها الكبرى «أمانى»، 6 سنوات، من أبوين كفيفين، وانفصلا منذ أربع سنوات، وانتقلت الحضانة إلى الجدة من الأم، بحكم قضائى لصالحها العام الماضى، وبتقنين الإجراءات تم ضبط الجدة المتهمة، وحبسها 15 يومًا على ذمة التحقيقات، بعد ثبوت قيامها بتعذيب الطفلة، وبالعرض على النيابة العامة أنكرت الاتهام الموجه إليها، وقررت النيابة إحالة الطفلة إلى الطب الشرعى لبيان ما بها من إصابات وأسبابها، وقرر قاضى المعارضات إخلاء سبيل الجدة لحين ورود تقرير الطبيب الشرعى، إلا أن النيابة العامة استأنفت القرار، وقررت المحكمة تجديد حبس الجدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات. واستمعت النيابة إلى أقوال محمد سمير حافظ، 25 سنة، الذى قال: «بنتى الصغيرة اتحبست 10 أيام بجروحها فى بيت جدتها لأمها، لحد ما ريحة الجروح ظهرت فى المكان، وأمها كانت واقفة تتفرج وجدتها بتعمل فيها كده، و(جنة)، الله يرحمها، قالت لى على كل حاجة حصلت لها، وإن جدتها كانت بتعذبها، وخالها (رضا) ماسكها، ومامتها واقفة تتفرج، وابنتى الأخرى (أمانى) كانت تبكى مش قادرة تساعد أختها، خاصة إنها هى كمان كانت بتتعذب على أتفه غلطة، والست دى ماحدش قادر عليها خالص». وأضاف الأب الكفيف، وهو يبكى: «بنتى (أمانى) ضربوها وعذبوها علشان تشهد إن الزيت المغلى وقع على (جنة)، وإنه السبب فى إصابتها حتى تنجو الجدة من العقوبة». ويحكى الأب مأساته قائلًا: «إتجوزت أنا وأم (جنة) عامين فقط، وضربتنى وبهدلتنى، وأخذت ذهبها، ورَمَتْ لى الطفلتين (جنة وأمانى)، وكانت (جنة) عمرها 4 شهور، وعشت مع أهلى، وكنت لا أنام إلا وطفلتى على ذراعى، حتى وصل عمرها إلى 3.5 سنة، حتى صدر حكم قضائى بضم الطفلتين إلى جدتهما منذ شهر أكتوبر الماضى». وتابع: «فوجئت، السبت الماضى، بتليفون بأن (جنة) فى طوارئ مستشفى شربين، لأن جدتها ضربتها، وجرينا على المستشفى، ونقلوها إلى مستشفى المنصورة الدولى، ولقيت البنت متبهدلة ومحروقة، وجدتها حبستها فى حجرة منذ 10 أيام، وهى مكسورة ومحروقة». وأوضح: «عندما سألوا جدتها فى المستشفى مين اللى عمل فيها كده قالت لهم إن مرات أبوها هى اللى عملت فيها كده، رغم أنى لم أتزوج مرة ثانية». وفجرت أمانى سمير حافظ، عمة الطفلة، مفاجأة، مؤكدة أن خال الطفلة «جنة» اغتصبها، ولذلك قامت الجدة بحرق المناطق الحساسة لإخفاء معالم الجريمة، وقالت: «(جنة) قالت لى إن خالها ربطها، وعمل فيها حاجات عيب، وعوّرها، وإن جدتها ضربتها وحرقتها علشان ماتقولش لحد». وأضافت: «تقرير الطبيب الشرعى هو اللى هيأكد الكلام ده من عدمه، والنيابة سمعت أقوال الخال، وأخلت سبيله على ذمة التحقيقات، لحين ورود تقرير الطبيب الشرعى». وكشف أشرف عبد الوهاب ياسين، محامى الطفلة، أنه تم تقديم محضر جديد إلى النيابة العامة، بعد اكتشاف تعذيب شقيقة «جنة» الكبرى، 6 سنوات، بأساليب التعذيب نفسها التى تعرضت لها شقيقتها، وكانت سببًا فى وفاتها متأثرة بجراحها. وقال: «فوجئنا بعد قيام المباحث بتسليم (أمانى)، الشقيقة الكبرى ل(جنة)، الله يرحمها، وعمرها 6 سنوات، إلى جدها لوالدها، بأن بها آثار تعذيب وكى بمنطقة أعضائها التناسلية وظهرها وأماكن متفرقة من جسمها، وتم إيداعها مستشفى شربين للعلاج، وتبين للنيابة العامة وجود آثار التعذيب على جسد الطفلة، كما حدث مع شقيقتها الصغرى، التى تُوفيت بسبب التعذيب المتواصل والوحشى للجدة، ووجهنا اتهامات مباشرة إلى الجدة بتعذيب الطفلتين وتبين من الكشف الطبى على الطفلة أمانى أنها تعرضت لخلع اثنين من أظافر يدها، والطفلة أكدت أن جدتها خلعت الظفرين باستخدام بنسة الشعر».