بعد تشريد «مسنة دار العلوم» بسبب الديون.. قصة زواج ثانٍ تنتهي بالنوم بجوار سور حديقة (صور)

قبل حوالي عامين تقريبًا، كانت فاطمة صبري تعلق آمالها على تجربة زواج ثانية، وتمنّي نفسها بالسعادة والراحة، إذ لم يحالفها الحظ في أن تحيا مع زوجها الأول، وانتقلت برفقة ابنتها إلى عشها الزوجي الجديد بحي زين العابدين، تغيرت شكل حياتها، وحصلت على جزء معقول من السعادة المنشودة، إلا أن حالها انقلب رأسًا على عقب بين ليلة وضحاها، عندما وجدت نفسها مشردة في الشارع بلا مأوى يحميها من البرد القارس، أو سقف تستظل تحته من ويلات الليل ومتاعبه.
منذ عشرة أيام، أصبح سور حديقة دار العلوم محلًا لإقامة فاطمة بعدما دفعتها رياح الشتاء إلى هناك، بعدما فر زوجها هاربًا من مسؤوليته تجاهها ولم تجد ما يعولها وابنتها ولا يفي بسداد التزاماتها الشهرية من إيجار مسكن أو مصاريف المستلزمات الأساسية.
تستهل السيدة المسنة البالغة من العمر 55 عامًا حديثها مع «بوابة المصري اليوم»، بسرد الأسباب التي أدت إلى أن تصل الأمور لما عليه الآن: «زوجي كان بيشتغل في الدعاية والإعلان وكان يوم فيه وعشرة مفيش»، وكان هذا الأمر الذي أفسد عليها الحياة، بعدما أصبحوا طيلة الوقت يتعرضون لمضايقات بسبب الديون التي تراكمت عليهما بسبب أوضاعهما الاقتصادية المتعثرة.
لم يجد زوجها طريقًا آخر غير الهروب للتخلص من كل تلك المتاعب التي يواجهها أينما ذهب، دون أن يعبأ بالمصير الذي ستواجهه زوجته وابنتها، لتتحول دفة أصحاب الديون إلى المسنة، وعلى رأسهم صاحب الشقة التي تقيم فيها، والذي لم يكن يمل من مطالبتها بالإيجار المستحق دون أن يعير لظروفها المتعثرة أي رحمة.
ولم ينته الأمر عند مطالبته المستمرة بإيجار السكن، بل لجأ «تامر» إلى سرقة محتويات الشقة وترويع العجوز وابنتها ليطردهما: «سرق حلق بنتي من ودنها وأخد الحاجات الغالية كلها من الشقة ولما لقى إن مفيش حاجة تاني يقدر يسرقها طردنا بالكراكيب في الشارع».
«لم يتبق لنا سوى الله» عبارة تفوهت بها «فاطمة»، والحزن يسيطر على جوانحها، لتعبر عن حجم المعاناة التي تعيشها بعد طردها من شقتها، حيث باتت تقضي جزءا كبيرا من ساعات نهارها، تستجلب تعاطف الآخرين، لتدبر بعض النفقات، التي تعينها على إطعام ابنتها.
وتأمل «فاطمة» في العثور على أي وظيفة خلال الفترة المقبلة، للحصول على أي سكن ينتشلها من المعاناة التي تعيشها منذ تشريدها في الشارع: «مستعدة اشتغل أي حاجة بس حد يرضى يشغلني».