حذرت الإعلامية رانيا بدوي، بعدم الوثوق بالجانب الإثيوبي مؤكدة أنه حتي لو تم التوصل خلال المفاوضات التي تجري في واشنطن الآن علي صيغة جيدة لطريقة تشغيل السد وسنوات الملء، يجب عدم التعامل مع ما تم التوصل اليه، باعتباره أمر ملزم للجانب الإثيوبي، أو الاعتقاد بأنه سوف يلتزم لا محالة. وتابعت «بدوي» خلال تقديمها برنامج «كلام رنوووش» المعروض على صفحتها الرسمية على «اليوتيوب والفيسبوك» أن التجارب السابقة أثبتت عدم وفاء الجانب الإثيوبي بأي تعهد سابق وعدم احترامه لأي معاهدة أو اتفاق، مضيفة: "أرجو التوصل الي صيغة ملزمه لاثيوبيا لتنفيذ الاتفاق وإلا تحولت المفاوضات الي عبث وتضييع للوقت بالنسبة للجانب المصري وكسب للوقت لمصلحة الجانب الإثيوبي". ونوهت أن السنوات الأخيرة الماضية أثبتت عدم رغبة إثيوبيا في التوصل إلى حل وانتهاجها سياسة المراوغة لتضييع الوقت حتى تصل إلى موعد ملء السد لتضع مصر أمام الأمر الواقع، مشددة أنه لا يجب أن نهمل رؤية إثيوبيا ونظرتها لهذه المفاوضات لأنه في الوقت الذي تتعامل فيه مصر مع أمريكا والرئيس دونالد ترامب على أنه وسيط نجد الجانب الإثيوبي يرفض تماما القبول بهذه الوساطة وأطلق عليه صفة مراقب وليس وسيط ليتنصل من فكرة الالتزام بأي صيغة قد تصل إليهاالمفاوضات. وأشارت الإعلامية إلى أن المتابع للصحف الاثيوبية يستطيع أن يعرف جيدًا الاتجاه الإثيوبي فهم يتعاملون مع النيل الأزرق الذي تحصل منه مصر على النسبه الأكبر من مياهها باعتباره نهر داخلي لها، كامل الحق في التصرف فيه وليس نهرًا دوليًا، كما تتعامل مع سد النهضة كونه مسألة سيادة وهو أمر مغلوط تمامًا لأنه سد بُني على نهر دولي وسيؤدي إلى ضرر شديد لدول المصب، مصر والسودان. وحذرت بدوي، من استغلال قضية سد النهضه سياسيًا من جانب الأطراف المعادية لمصر وطالبت بعدم تحميل طرف واحد أو جهة واحده السبب فيما وصلنا اليه في هذا الملف، مؤكده أن المفاوض المصري حريص علي حقوق مصر ولن يفرط فيها إلا أنه يوجد تراكمات عديده سياسية داخلية وخارجية ساهمت في الوصول إلى هذه النقطة الصعبة من عمر المفاوضات مع إثيوبيا. ونوهت إلى أن التفاوض تحولت بين الطرفين من التفاوض على بناء السد من عدمه إلى التفاوض حول تخفيف الأضرار التي يمكن أن تلحق بمصر جراء إصرار إثيوبيا على تشغيل السد في شهر يوليو القادم وبدء الملء واحتجاز المياه.