أمريكا وروسيا تنسحبان من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى

انسحبت الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، رسميًا، من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، وسط تبادل الاتهامات بين الدولتين، وأعلن وزير الخارجية الأمريكى، مايك بومبيو، انسحاب بلاده من المعاهدة، متهمًا موسكو بانتهاكها المتعمد للاتفاقية خلال حقبة الحرب الباردة.
وقال «بومبيو»، أثناء زيارته للعاصمة التايلاندية بانكوك، لحضور قمة أمنية إقليمية، إن انسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة تم رسميًا، وروسيا هى المسؤولة الوحيدة عن انتهاء المعاهدة، ونرفض البقاء طرفًا فى معاهدة تنتهكها روسيا عمدًا، فإن عدم امتثال روسيا بموجب المعاهدة يهدد المصالح العليا للولايات المتحدة، معتبرًا أن تطوير روسيا أسلحتها النووية وتطبيقها نظاما صاروخيا ينتهك المعاهدة، ويمثل تهديدًا مباشرًا للولايات المتحدة وحلفائها وشركائها.
فيما أعلنت روسيا أن معاهدة الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، انتهت بمبادرة من واشنطن نفسها، وقالت الخارجية الروسية، فى بيان، إنه تم إنهاء المعاهدة بين اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية والولايات المتحدة الأمريكية، أمس، بمبادرة من الجانب الأمريكى، حول حظر صواريخها المتوسطة وقصيرة المدى، الموقعة فى واشنطن 8 ديسمبر 1987.
وأعلنت أمريكا عزمها عدم تمديد الاتفاقية منذ أشهر، وأشار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى أكتوبر الماضى، إلى انسحاب بلاده من المعاهدة، فيما رد الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، فى فبراير الماضى، قائلًا: إن روسيا ستعلق مشاركتها فى المعاهدة بسبب الموقف الأمريكى القائم على الانسحاب.
كان مستشار الأمن القومى الأمريكى، جون بولتون، صرح فى وقت سابق بأنه من غير المرجح تمديد معاهدة «ستارت- 3» بين الولايات المتحدة وروسيا، وتابع: «لماذا ينبغى علينا أن نمدد معاهدة بها عيوب، لمجرد القول إن لدينا معاهدة».
وكشفت وسائل إعلام أمريكية أن الولايات المتحدة تعتزم اختبار صاروخ جديد فى الأسابيع المقبلة، كان من الممكن حظره بموجب المعاهدة.
يذكر أنه تم توقيع معاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى بين الولايات المتحدة ورئيسها رونالد ريجان، والاتحاد السوفيتى ورئيسه ميخائيل جورباتشوف، عام 1987، وبموجبها تعهد الطرفان بعدم صنع أو تجريب أو نشر أى صواريخ باليستية أو مجنحة أو متوسطة، ووضعت المعاهدة التى ألغت فئة كاملة من الصواريخ يتراوح مداها بين 500: 5 ألف كيلومتر، حدًا لأزمة اندلعت فى الثمانينيات بسبب نشر الاتحاد السوفيتى صواريخ «إس إس 20» النووية، التى كانت تستهدف عواصم أوروبا الغربية، وأجبرت المعاهدة الطرفين على سحب أكثر من 2600 صاروخ نووى تقليدى، من الأنواع القصيرة ومتوسطة المدى.