«الأحوال المدنية مصرة إني ميت، هو في ميت بيشتغل ويدرس؟»، كلمات عبَّر بها عبدالله سامي، 20 سنة، عن حكايته المأساوية مع الأحوال المدنية، إذ إنه فوجئ في أحد الأيام، بشهادة وفاة باسمه، رغم أنه «حي يُرزق». بدأت القصّة، عندما ذهب «عبدالله» لاستخراج قيد عائلي، لتحديث بطاقة التموين، كما قال ل«المصري اليوم»: «فوجئنا بالموظف المختص يستخرج صورة قيد وفاة لي مستخرجة من مكتب صحة 55 أبوماضي ببلقاس». وأضاف: «شهادة الوفاة تقول إنني متوفى من 16 مايو 2018، وأنا على قيد الحياة وأدرس بالمعهد الصحي بالقاهرة، كما أعمل مدرب كرة قدم بمركز شباب المستقبل بالقطامية». تقدّم «عبدالله» بشكوى للنيابة ضد مكتب الصحة، محاولاً إثبات أنه على قيد الحياة، وتم تسجيل القضية برقم 96 لسنة 2019، وعلى أثرها، اعترف موظفو الوحدة الصحية في قرية 55 بأبوماضي بالواقعة، وأنهم استخرجوا شهادة وفاة بالخطأ. وتابع «عبدالله» حكايته: «اعتقدت أنه بخطاب النيابة الإدارية انتهت المشكلة، وقفت أمامهم بنفسي، وفي يدى بطاقتي الشخصية، ومعي خطاب النيابة التي حققت في الأمر، لكن للأسف لم يستمع لي أحد، ومر حتى الآن 79 يومًا على تسليم قرار النيابة الإدارية للأحوال المدنية». فوجئ «عبدالله» بعدها برفض طلب «إبطال قيد عائلي»، ووقع المسؤول عليه برفض الطلب المقدم من الطالب بإلغاء قيد الوفاة لعدم كفاية المستندات المقدمة، وإجراء ذلك بالسجلات وإخطار الجهات المختصة، كما يقول: «حاولت مرارًا إقناع الأحوال المدنية بأننى مازلت حيا، ولكن للأسف المسؤولين رفضوا الاستماع لي». وبنبرة حزينة اختتم «عبدالله» كلماته: «أنا مقبل على امتحانات وأدرب فريق 2000 لكرة القدم في مركز شباب المستقبل، وحياتي توقفت منذ ظهور شهادة الوفاة، ولا أعرف ماذا أفعل، خاصة أن المتسببين في وجود قيد وفاتي اعترفوا بأخطائهم». وأضاف منفعلاً: «والله العظيم أنا حي ومش ميت وعاوز حقي عشان أقدر أمارس حياتي بشكل طبيعي».