لقاءات كيري وظريف.. محاولة إنقاذ الاتفاق النووي من وراء ترامب (تقرير)

أثار اعتراف وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، جون كيري، بمقابلاته السرية مع نظيره الإيراني، جواد ظريف، نحو 4 مرات منذ رحيله عن منصبه، ردود أفعال عديدة في الولايات المتحدة الأمريكية.
وسئل «كيري»، الأربعاء، من المقدّم الإذاعي المحافظ، هيو هيويت، عن نصيحة يمكن أن يقدّمها إلى «ظريف» لمواجهة قرار إدارة ترامب القاضي بالانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، فأجاب: «كلا، هذا ليس شأني».
العلاقة بين «كيري» و«ظريف» لها ما يفسرها، بحسب هشام البقلي، الخبير في الشؤون الإيرانية، الذي يقول إن الأول «له نفوذ وعلاقات جيدة وعديدة في الشرق الأوسط، أما عن علاقته بنظيره الإيراني فترجع للتعاون على الاتفاق النووي المبرم عام 2015».
ولكن هاني سليمان، مدير المركز العربي للبحوث والدراسات، يرى أن «مساعى المسؤول الأمريكي الأسبق تأتي لمعادلة سياسات ترامب التي أساءت شكل أمريكا كأيقونة للاستقرار الديموقراطي والقيم الليبرالية».
يضيف «سليمان»، في تصريحات ل«المصري اليوم»، أن «السياسة الأمريكية شهدت تغيرا كبيرا مع مجئ ترامب، الذي غير موقف بلاده من القضية الفلسطينية واتفاقية المناخ والاتفاق النووي، تلك السياسات جعلت دبلوماسيين وسياسيين بارزين يبادرون لإعادة الدور الأمريكي الطبيعي».
يرى محمد عباس ناجي، رئيس تحرير مجلة «مختارات إيرانية»، أن «مقابلات كيري وظريف لن تؤثر في العلاقات الأمريكية الإيرانية؛ كيري خارج الدوائر المؤثرة حاليا، وترامب هو الفاعل الوحيد في رسم السياسة الخارجية، وليس من السهل أيضًا على وزير سابق التأثير على إدارة صنع القرار الأمريكي».
وسرعان ما جاء الرد من ترامب على نشاط كيري، وكتب على «تويتر»، مساء الخميس، أنه «أجرى لقاءات غير قانونية مع النظام الإيراني المعادي. هذا لن يؤدّي سوى إلى تقويض عملنا الجيّد على حساب الشعب الأمريكي، وهذه الاجتماعات عقدت دون معرفة الدبلوماسية الأمريكية».
يأتي ذلك بالتزامن مع توجيه وزير الخارجية الحالي، مايك بومبيو، الانتقاد لما فعله «كيري»، وقال في مؤتمر صحفي، الجمعة، إن «ما فعله غير لائق وغير مسبوق، الأمر لا يتسق مع طبيعة السياسة الخارجية للولايات المتحدة كما أمر بها الرئيس ترامب، الأمر تخطى كونه غير لائق».
وأضاف «بومبيو» أن «كيري على تواصل بأكبر دولة راعية للإرهاب في العالم. كان يتحدث معهم، وكان يقول لهم أن ينتظروا إلى أن ترحل هذه الإدارة، لا يمكن أن تجد سابقة لمثل هذا الأمر في التاريخ الأمريكي».
يقول هشام البقلي، خبير الشؤون الإيرانية، ل«المصري اليوم»، إن «ترامب يرى أن أوباما وكيري من أسباب ظهور الاتفاق النووي الإيراني بهذا الشكل»، مشيرا إلى أنه «لم يكن من الممكن خروج تصريحات الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته إلا بهذا الشكل».
وبحسب هاني سليمان، مدير المركز العربي للبحوث والدراسات، فأنه «لا يمكن فصل تلك التحركات عن الصراع بين الديمقراطيين والجمهوريين، خاصة مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي في الكونجرس، نوفمبر المقبل».
ويعد «كيري» من أبرز المعارضين لسياسات ترامب، وانتقده عدة مرات بشأن قرار الخروج من اتفاقية باريس للمناخ، والانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني. ورد على انتقاد ترامب، في تغريدة على «تويتر»، وقال: «السيد الرئيس، يجب أن تكون أكثر قلقا بشأن لقاء بول مانافورت مع روبرت مولر من اجتماعي مع وزير خارجية إيران».
يقول «البقلى» إن «التحديات التي يواجهاها ترامب في الداخل تلقي بظلالها على قوة الموقف الأمريكي في الساحة الدولية، وتعطي أريحية للنظام الإيراني للمناورة في ظل انشغال الإدارة الأمريكية بالانقسامات الداخلية».
ويضيف: «إيران لديها القدرة على الالتفاف حول تلك العقوبات بعد التحالف مع أوروبا، وهو ما يحمل بعد اقتصاديا، لذا فالاتحاد الاوروبي لم يعترف بالعقوبات التي فرضها ترامب مؤخرا، فضلًا عن تحالف إيران الأستراتيجي مع روسيا في الملف السوري».
في المقابل، يرى محمد عباس ناجي، رئيس تحرير مجلة «مختارات إيرانية»، أن «هناك شبه إجماع من الإدارة الأمريكية الحالية على الموقف من الاتفاق النووي. الثقل الأمريكي كبير على الساحة الدولية. هذا التوتر سيلقي بظلالة على المنطقة»، محذرًا من اندلاع حرب بالوكالة في المنطقة عبر تهديد وكلاء إيران للمصالح الأمريكية».