وفد من «الزراعة» يتابع حصاد «الكينوا» بوادي الملوك (صور)

تفقد فريق بحثي من مركزي البحوث الزراعية وبحوث الصحراء بوزارة الزراعة، برئاسة الدكتور محمد سليمان، وكيل مركز البحوث الزراعية، والدكتورة سحر عزمي، والدكتورة سحر الشريف، والدكتور عمرو شمس، والدكتور حسن الشاعر، رئيس مركز الزراعات الملحية التابع لمركز بحوث الصحراء، وخبراء زراعة «الكينوا» بالبحوث الزراعية والصحراء، الأربعاء، أحد المناطق الإنتاجية التي يجري زراعتها بنبات «الكينوا» بمنطقة وادي الملوك بالطريق الصحراوي.
وقال الدكتور محمد سليمان، وكيل مركز البحوث الزراعية، إنه تم «تفقد محصول الكينوا بمنطقة وادي الملوك على محور الضبعة في الأراضي الجديدة، حيث تم زراعة صنف الكينوا وهو من أصناف مركز البحوث الزراعية تحت ظروف الري بالتنقيط في 3 مواقع بمساحة 10 أفدنة، الموقع الأول على مساحة 5 أفدنة، والموقع الثاني على مساحة 3 أفدنة، والموقع الثالث على مساحة فدانين، وكان معدل الاستهلاك المائي تحت ظروف الري بالتنقيط 800 متر مكعب بما يعني أن المياه المستخدمة في زراعة فدان موز تعادل زراعة 11 فدانا بالكينوا».
وأضاف سليمان، في تصريحات ل«المصري اليوم»، أن نبات الكينوا لا تنافس أي محصول شتوي آخر، حيث تزرع في الأراضي الجديدة والمتأثرة بالملوحة وتحت ظروف الري بمياه بها نسبة ملوحة عالية وفي المناطق الهامشية وهو محصول واعد بالنسبة للمزارعين والمستثمرين في الأراضي الجديدة.
وأوضح أن نتائج الأبحاث العلمية أكدت إمكانية استخدام الكينوا في عدد من المنتجات الغذائية، ففي محافظة الوادي الجديد تم الاستفادة منه في صناعة الكشري بدلا من الأرز ويمكن خلطه حتى15% مع دقيق القمح لإنتاج الخبز بدون تأثير على جودة الرغيف، علاوة على أن نسبة البروتين فيها تتجاوز 16.5% بينما لا تتجاوز هذه النسبة 12% في الأقماح المصرية، بينما يتم الاستفادة من ناتج الحصاد «التبن» في إنتاج الأعلاف اللازمة لتغذية الحيوانات، مشيرا إلى أن المحصول تم زراعته في الوادي الجديد والفيوم وبني سويف وسيناء والبحيرة.
ومن جانبها، ذكرت الدكتورة شكرية المراكشي، الخبيرة في زراعة النباتات الملحية، أن استراتيجية التوجه نحو هذه الأنواع من المحاصيل تسير مع الأهداف الرئيسية للدولة في استراتيجية التنمية المستدامة 2030 في تعمير الصحراء بالزراعة وإنتاج الغذاء والزراعات غير التقليدية بالاستغلال الأمثل لوحدة الأرض والمياه من خلال زراعة الكينوا ذات القيمة الغذائية العالية، وظهرت نتائج جيدة للزراعة إلى جانب زراعة نباتات الذرة الرفيعة والخروع والقرطم، وأن العمل في الأرض يسير بأسلوب علمي يتماشى مع التغيرات المناخية خلال السنوات القادمة، والتي أصبحت الشغل الشاغل لكل المنظمات الدولية، فالزراعات غير التقليدية أصبحت تشكل مستقبل بقاء الإنسان على كوكب الأرض في ظل تنامي ظاهرة الاحتباس الحراري.
وأضافت «المراكشي» أن نبات الكينوا يعد أحد أهم أغذية المستقبل للإنسان لقيمته الغذائية المرتفعة، والأثر الصحي الإيجابي له فيستخدم كبديل غذائي لمرضى حساسية القمح وخاصة عند الأطفال لخلوها من الجلوتين (الحساسية المعوية للجلوتين)، وتحتوى البذور على نسبة عالية من الأحماض ومضادات أكسدة ونسبة دهون وأوميجا 6 الذي يعمل على رفع التركيز والقدرات الذهنية والنمو للطفل، وتقلل من أمراض القلب وتجلط الدم وترسب الكولسترول والدهون على جدار الشرايين، كما أن محتواها من الكالسيوم والحديد عالي وبالتالي يمكن عمل أغذية خاصة بها نسبة مرتفعة من هذه المواد، إلى جانب فوائد أخرى في مواجهة ضغط الدم والصداع النصفي وتحسين وظائف الكبد.
فيما أكدت مصادر مطلعة، ل«المصري اليوم»، أن الحكومة تخطط لزراعة 500 ألف فدان من الكينوا بمختلف مناطق الاستصلاح الجديدة خاصة أنه من المحاصيل قليلة الاستهلاك للمياه، مشيرة إلى أن زراعة هذه المساحة تستهلك 400 مليون متر مكعب من المياه وهي لا تتجاوز 25% من الكميات التي تستهلكها نفس المساحة من المحاصيل الأخرى وهي ملياري متر مكعب من المياه في حالة زراعتها مثل القمح والذرة والمحاصيل الشتوية الأخرى.
ومن المقرر أن يتلقى الدكتور عبدالمنعم البنا، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، الخميس، تقريرا رسميا حول مستقبل زراعة الكينوا في مصر اعتمادا على 5 نماذج بمحافظات الظهير الصحراوي تم تطبيق زراعة المحصول بها وهي محافظات بني سويف والبحيرة ومطروح وجنوب سيناء والفيوم.
وفقا لتقارير رسمية لوزارة الزراعة تعد «الكينوا» من المحاصيل ذات العائد المادي الكبير، والتي تناسب الموارد المائية التي تعاني منها مناطق الاستصلاح الجديدة وخاصة في المناطق المتأثرة بالملوحة والتغيرات المناخية، مشيرة إلى أنه يعد من المحاصيل ذات العائد المادي الكبير 14 دولار للكيلو في حالة تصديره خاما إلى الخارج، في ظل تزايد الطلب عليه في الدول الغنية لتميزه بالعناصر الغذائية الكبيرة.